لوّح عدد من المستثمرين بالمنطقة الصناعية طريق طبرقة بباجة، اليوم الجمعة، بمغادرة المنطقة الصناعية وذلك جراء سكب المرجين من معصرة مجاورة للمنطقة وفيضان مياه الصرف الصحي، إلى جانب الأوساخ ووضع الطرقات المتردي الذي يجعل الدخول للمنطقة شديد الصعوبة حاليا وشبه مستحيل في موسم الامطار.
وقال المتصرف في نيابة النقل بباجة، هاشم أدب، لـ”وات”، إنه يفكر في مغادرة المنطقة الصناعية طريق طبرقة في غضون سنة، فرغم انتصابه بها منذ 4 سنوات إلّا أنّه لم يلاحظ تحسّنا في وضعها، ومازالت إلى الآن غير مهيأة ولا تتوفر على الانارة ومنافذها شبه مغلقة، اضافة الى انها تمثّل منطقة لتجمع للفضلات وروائح المرجين والصرف الصحي والسوائل.
وأضاف أن المستثمرين عبّروا عن استعدادهم عديد المرات للمساهمة في تهيئة المنطقة لكنّهم لم يتلقوا أية تفاعل، مضيفا قوله إنه “يشعر بالخجل عند جلب شركاء وحرفاء ومستثمرين من تونس ومن الخارج من وضعية المنطقة التي لا تشجّع على الانتصاب فيها”.
وفي ذات السياق، أكّد أيمن عباس صاحب شركة لصنع قطع الطائرات، لـ”وات”، إنه يشعر بالحرج عند زيارة شركائه من ألمانيا للمنطقة، خاصة من الروائح غير المحتملة للمرجين و مياه الصرف الصحي، مشيرا إلى أنّ هذا الوضع أثّر على سير العمل، حيث تلاقي وسائل نقل قطع الغيار صعوبة في الوصول الى المؤسسة جراء هذا التلوّث.
وأدان عبّاس هذا الوضع الذي من شأنه افراغ المنطقة الصناعية من المنتصبين بها، معبّرا بدوره عن استعداده واستعداد كل الصناعيين بالمنطقة للمساهمة في تهيئتها.
وأوضح كمال الماكني، أحد المستثمرين، لـ”وات”، أن المنطقة الصناعية بطريق طبرقة هي أولى المناطق الصناعية بباجة، ورغم ذلك يشهد وضع بنية الطرقات بها تراجعا منذ 28 سنة، معبّرا عن استغرابه من عدم التدخل لتهيئتها رغم أهمية المصانع والمستثمرين بها وطاقتها التشغيلية المرتفعة، وفق تعبيره.
وقال إنه بذل شخصيا مجهودا للتهيئة أمام محله وقام بمجهودات فردية لتوفير قنوات لتصريف المياه، لكن الوضعية تبقى كارثيّة، في ظلّ تفاقم التلوث خاصة في موسم عصر الزيتون وتصريف المرجين.
من جانبه، أكّد رئيس مجمع الصيانة والتصرف للمنطقة الصناعية بباجة، وسام بادري، في تصريح لـ”وات” أن المجمع اتصل بهياكل التجهيز والتطهير لتحديد تكلفة التدخل لاصلاح الطرقات، وقد تم تقديم شكوى لوكالة حماية المحيط ضد الجهة التي تسكب المرجين في قنوات الصرف الصحي وطرقات المنطقة الصناعية ما فاقم الوضع البيئي بالمنطقة، مشيرا إلى أنه سيتم التنسيق مع المستثمرين بالمنطقة إبان اعداد الدراسة لاصلاح جزء من الطرقات على الاقل.
وتجدر الاشارة الى انه تم مؤخرا بولاية باجة تخصيص جلسة عمل حول المرجين وتخصيص فريق لمراقبة تصريف المرجين، كما أعلنت الهياكل المسؤولة انه سيتم اتخاذ اجراءات ردعية تتمثل في خطايا ماليّة، وقد تصل الى حد غلق المعاصر التي تعمد إلى تصريف المرجين بطريقة غير سليمة.