ركزت الجرائد التونسية الصادرة اهتمامها ، اليوم الخميس ، على ملف أزمة النفايات في صفاقس مما أدى الى تردي الوضع البيئي في ظل غياب حلول جذرية من السلطات المعنية اضافة الى تسليط الضوء على أزمة انتاج الحليب ومشكل تهريب وذبح قطيع الابقار .
التلوث يخنق صفاقس ..هل باتت الأزمة بلا حل ؟
(جريدة الشروق)
“أزمة بحجم مأساة التي تعيشها صفاقس منذ مدة نتيجة الوضع البيئي المتردي الناجم عن معضلة النفايات التي مازالت السلطات عاجزة عن ايجاد حلول جذرية هو من أعقد الملفات ليس للجهة فحسب بل لكل البلاد حيث تعددت مظاهر العجز عن تحقيق الانتقال البيئي في أكثر من منطقة عاشت على وقع هذه الأزمات مثل جربة وحتى العاصمة غير أن صفاقس كانت المثال الأبرز على ما يعرفه ملف النفايات من عجز في ادارته وهو الذي يتخبط بين غياب العقل السياسي عن ايجاد حلول من جهة وتصدي اللوبيات الى كل نفس اصلاحي في هذا المجال ولكل خطوة تهدف
الى ايجاد مخارج تقنية وفنية لهذا الموضوع والتي يدفع المواطن وحده فاتورتها من صحته ومن جودة عيشه التي باتت اليوم العملة المفقودة في الوضع العام التي تعيش على وقعه البلاد برمتها ”
“صور مؤلمة تعبر عن حجم المأساة البيئية التي تعيشها عاصمة الجنوب تلك التي تناقلتها وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن مدينة يعلوها الدخان الناتج عن الفضلات المتراكمة اثر الحريق الذي نشب بمصب النفايات المؤقت بطريق الميناء بصفاقس الذي تم اغلاقه منذ 31 أكتوبر الماضي وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين اذ يتم حرق كل النفايات دون فرز وهو ما فاقم الوضع البيئي ”
“من المؤكد أن ملف النفايات بات ملفا جديا يجب فتحه لتداخل عدة عناصر فيه خاصة وأن ما يحدث من أزمة بيئية كل مرة في عدد من الجهات والتي تتكرر مظاهره تشير مرة أخرى الى ضرورة معالجة هذه المعضلة بصفة جدية ووضع حد لما يحصل خاصة وأن عديد التفسيرات والقراءات تؤكد وجود لوبيات تعمل على ابقاء الحال على ما هو عليه وتعيق أي عملية لحلحلة الملف البيئي وهو ما يستوجب ارادة سياسية لمعالجته “.
“واعتبر المحلل السياسي هشام الحاجي أن أحد مظاهر فشلنا هو العجز عن تحقيق الانتقال البيئي اذ أن أسلوب ردم النفايات قد تجاوزه الزمن في ظل التوجه نحو الرسكلة وتوظيف ذلك في الاقتصاد والاستفادة منها في عدة مجالات ، مشيرا الى تشكل ما يمكن تسميته بلوبي النفايات منذ العهد السابق يتمسك بأسلوب الردم الذي يحقق له منافع دون بذل مجهود “.
أزمة النفايات في صفاقس “الخطر الداهم بيئيا وصحيا “
(جريدة الصحافة)
“تغرق شوارع صفاقس المدينة منذ مدة بأطنان من الفضلات والنفايات التي غطت واكتسحت كل جزء من المدينة بكميات كبيرة خاصة خلال العشرة أيام الأخيرة مما عمق أزمة النفايات في الجهة التي تكدست بآ لاف الأطنان والخطر ليسا بيئيا فقط بل صحيا يهدد آلاف المواطنين في المدينة .وقد ازداد الوضع تأزما بعد اندلاع الحرائق في المصبات العشوائية نتيحة غياب مصب مراقب وهو ثالث حريق شهدته المصبات العشوائية “.
“ويرى مختصون في الشأن البيئي أن الحل في معالجة النفايات بشكل علمي ومدروس وعلى السلطة المركزية تحمل مسؤوليتها في توفير أماكن تتم فيها معالجة هذه النفايات ”
“وتعود بداية أزمة النفايات في صفاقس الى 27 سبتمبر 2021 بعد قرار الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات غلق مصبات القنة في معتمدية عقارب من ولاية صفاقس الذي تم احداثه في 1 أفريل 2008 وهو المصب المراقب الرئيسي بالجهة وثاني أكبر مصب نفايات في الجمهورية بعد مصب برج شاكير ويمسح 35 هكتارا ويرجع ذلك الى صدور القرار القضائي القاضي بغلق مصب القنة نهائيا بتاريخ 11 جويلية 2019 “.
“يذكر أن المدة القانونية لاستغلال المصب كان انتهت منذ 2013 ولم يطبق قرار الغلق المأخوذ في نفس السنة مما دفع الأهالي الى التحرك منذ سنة 2016 للمطالبة بتفعيل القرار من خلال التحرك الميداني والاعتصامات وكحركة تصعيدية ، ، تم في شهر سبتمبر 2021 اغلاق الطريق ومنع وصول شاجنات النفايات الى مصب القنة وهو ما أدى الى تراكم النفايات في كامل ولاية صفاقس لتعيش أزمة نفايات غير مسبوقة ”
الأهالي يرفضون الحلول ولا بديل الآن عن المصبات العشوائية
(جريدة المغرب)
“لا توجد حلول جذرية لأزمة النفايات في صفاقس الا بالمصبات العشوائية وذلك رغم ما نتج عنها كوارث بيئية خلفت توترا واحتقانا لدى متساكني المدينة أمام صمت وزارة البيئة والدولة ”
“لم تتوصل السلطات المحلية كذلك المركزية الى حد اليوم الى حلول جذرية لانهاء الكارثة البيئية التي تعاني منها مدينة صفاقس منذ أكثر من سنة وما حدث منذ يومين من نشوب حريق بالمصب العشوائي بطريق الميناء بصفاقس خلف احتقانا من قبل الأهالي بسبب انبعاث الروائح الكريهة والدخان “.
“وأكد ناشط في المجمع المدني ، أن السلطة المحلية تقدمت بعدة مقترحات بها لكنها جوبهت بالرفض منها اقتراح أرض بالنقطة الكيلومترية 41 بطريق قرمدة .وقد تم تعليق قرار تخزين النفايات الى حين التفاهم مع الأهالي الذين رفضوا جعل المنطقة مصبا للنفايات كما فعل قبلها أهالي المحرس وأهالي عقارب عمليا كل المعتمديات والمناطق التي تم اقتراحها رفضت انشاء مصب للنفايات فيها وهو ما عمق أزمة تراكم النفايات بالمدينة في المقابل لا تفاعل من الحكومة منذ الزيارة اليتيمة التي أدتها وزيرة البيئة منذ أكثر من سنة حيث لم يطرح الملف ولم تقدم الحلول “‘
قطيع الأبقار يتراجع بأكثر من 40 بالمائة ومنظومة الألبان مهددة بالاندثار
(جريدة الصباح)
“لم يتوقف منذ السنوات الأخيرة مشكل تهريب وذبح الأبقار .وحسب أخر الاحصائيات قدر حجم قطيع الأبقار منذ السنة والنصف الماضية نحو ال385 ألف بقرة حلوب ومع غلاء الاعلاف وعدم الترفيع في أسعار الحليب تسجل السنة الجارية تراجعا في انجاز التلاقيح وبالتالي في عدد الأبقار ما بين ال40 و45 بالمائة وهو ما يعني أن القطيع قد تراجع الى نحو ال200 ألف بقرة تقريبا .ويكون ذلك بالتوازي مع ايقاف كلي لتربية الأراخي على مستوى ال20 مركزا التابعة لديوان الأراضي الدولية أو للخواص على حد السواء ”
“ويعمق التراجع المسجل في حجم قطيع الأبقار أزمة فقدان الحليب ونقص الانتاج خاصة اذا ما تم ربطها بمشكلة توفر الأعلاف وارتفاع أسعارها .وبين وهيب الكعبي رئيس نقابة مربي المواشي ، أن عدم تفاعل وزارة الفلاحة مع مطلب المربين والفلاح فيما يتعلق بالترفيع في أسعار الحليب سيؤدي الى فقدان للحليب من الأسواق وستضطر الحكومة الى توريده بالعملة الصعبة “