يعتبر النقل العمومي، بري وجوي وحديدي، من أبرز مشاغل سكان ولاية توزر، خاصة بعد ان شهد ركودا وتدنيا في الخدمات، ولعل الاوكد هو النقل البري الذي لم يخل من إشكاليات خاصة المرتبطة بتعطل السفرات بسبب تقادم اسطول الحافلات أو إلغاء بعض الخطوط، وهذا الاشكال كان القاسم المشترك بين المواطنين الذين اعربوا ل”وات” في انتظارات عن رغبتهم في احداث شركة جهوية للنقل تمكن من تحسين الاسطول وبعث خطوط جديدة سواء داخل الولاية أو بين الولاية والولايات الأخرى، فضلا عن تنشيط الرحلات بمطار توزر نفطة الدولي وإعادة تشغيل الخط الحديدي 13 في جزئه الرابط بين مدينة المتلوي من ولاية قفصة ومدينة توزر.
وياتى مجال النقل البري في مقدمة تطلعات سكان الولاية، بعد قطاع الفلاحة، فبه تنشط حركة السياحة الداخلية والخارجية وبه تتعزز الأنشطة التجارية وهو “قاطرة التنمية في الجهة” حسب توصيف عدد من المواطنين، الذين اكدوا ان من ابرز مشاكل هذا القطاع انقطاع كلي لنشاط الخط الحديدي رقم 13 للسنة الثالثة على التوالي، وقبلها شهد الخط انقطاعات متكررة دامت سنتين أو أكثر في بعض الاحيان، بسبب التأخر في تنفيذ بعض الاشغال المتعلقة بصيانة ممرات مائية بالسكة الحديدية على مستوى الولاية.
ويكتسي النقل الحديدي أهميته بالنسبة للجهة باعتباره يضمن أسعار مناسبة لجميع الفئات، الى جانب تأمين نقل الطلبة والمرضى الى مدن جامعية ومؤسسات استشفائية جامعية، وبالتخلي عن نشاط هذا الخط أصبحت حافلات النقل البري تشهد اكتظاظا في جميع الأوقات يضطر خلالها المواطن الى الحجز قبل أيام من سفره، وفق تعبير البعض.
ويعاني مطار توزر نفطة الدولي من غياب كامل للرحلات الدولية رغم صفته الدولية ويتم في فترات قصيرة من السنة انعاشه ببعض الرحلات ليس أكثر، وفق قول عدد من ناشطي المجتمع المدني، الذين بينوا ان عدد الرحلات الداخلية في المقابل تناقص وحافظت على ثلاث رحلات أسبوعيا وتفتقد أحيانا للانتظام على اعتبار عدم توفر أسطول طائرات أو بدعوى أن الخط غير مجد ماليا.
ولاية توزر حدودية وتاتى في موقعها كنقطة نهاية فهي ليست ممرا أو نقطة عبور نحو ولايات أخرى، لذلك يتكبد سكانها مشاق عديدة أحيانا في عدم توفر الرحلات وأحيانا أخرى بسبب تقادم وتهرؤ أسطول الحافلات سواء حافلات الشركة الوطنية للنقل بين المدن أو الشركة الجهوية للنقل القوافل وهي الشركة التي تجمع ثلاث ولايات (قفصة وسيدي بوزيد وتوزر) ولذلك يبقى تطوير خدمات هذا القطاع من أوكد الحاجيات ومن المطالب الملحة.