تطرقت الجرائد التونسية الصادرة ، اليوم الثلاثاء ، الى عدة مواضيع متصلة بالشأن الوطني من أبرزها الحملة الانتخابية للمترشحين وما تضمنته من خطابات هزيلة وشعارات غريبة اضافة الى تسليط الضوء على حكومة السيد نجلاء بودن وضعف قدرتها على الانجاز وايجاد الحلول الناجعة للأزمات المتفاقمة في البلاد.
المشهد الانتخابي اتصاليا..شعارات غريبة وعشوائية وشخصيات كوميدية
(جريدة الصحافة)
“صخب وضوضاء أو هو تشويش بالمعنى الاتصالي للكلمة تلك هي سمة الحملة الانتخابية التي انطلقت في تونس استعدادا لاستحقاق سياسي مهم وهو الانتخابات التشريعية المنتظرة يوم 17 ديسمبر الجاري ”
“حدث هو الأبرز وهوالمحطة الأهم في خارطة الطريق السياسية التي وضعها رئيس الجمهورية والتي يقول بعض الملاحظين أنها ستضع نقطة النهاية لمرحلة الاجراءات الاستثنائية وستفتح مرحلة جديدة بعد تركيز برلمان غاب عن المشهد السياسي منذ ما يزيد عن السنة ”
” في الحقيقة ما لاحظناه هذه الايام ونحن نتابع الحملة الانتخابية للمترشحين بشكل فردي لنيل ثقة التونسيين في الاستحقاق الانتخابي شيء صادم .فمن خلال الأطروحات التي يقدمها هؤلاء على منابر الاعلام يحق لنا القول أن السواد الأعظم منهم لا يفقه شيئا في الشأن العام وغالبيتهم بلا سير فهم شخصيات مغمورة استلذت ركوب مغامرة للوصول الى البرلمان من أجل تحقيق مكاسب شخصية حتى أن أحدهم قال ذلك صراحة معلنا ” أنه لن يغير شيئا في حياة التونسيين فليصوتوا له حتى تتغير حياته ” وهو الشعار الأصدق ربما في هذه الحملة وهو من قبيل الواقع المر وليس الدعابة ”
” سيمولوجيا يمكن القول أن شعارات المترشحين مستمدة من مسلسل ” شوفلي حل ” أومن بعض “السيتكومات ” الهزلية والهزيلة الفاقدة للعمق والمعنى والتي تصلح للتندر في المقاهي وفي فضاءات الدردشة وليست شعارات جادة لحملة انتخابية تمهد لاستحقاق مفصلي في تاريخ تونس ”
“أما الوعود المبثوثة على قارعة الطريق في اللافتات الانتخابية المنشورة في الشارع أوفي المنابر الاعلامية فيكفي أن نعلم أن أحدهم وعد بانزال المطر والآخر وعد بمجىء الربيع أما الثالث فهو يريد أن ينشر الاسلام وهذه مرة أخرى ليست نكتا سمجة بل هي وعود انتخابية يقترحها أصحابها علينا بكل ثقة في النفس ” .
حملة تنمر …ومستوى هزيل لبعض المترشحين للانتخابات ؟
(جريدة الصباح)
“بعد مرور 12 يوما على انطلاق الحملة الانتخابية تشهد مواقع التواصل الاجتماعي حملة تنمر كبيرة محورها مضمون خطاب بعض المترشحين للانتخابات التشريعية القادمة وظهورهم بمستوى هزيل وفي صور ومشاهد مثيرة للضحك والسخرية ”
“وبعيدا عن ما يروج ويتداول بين رواد الفايسبوك فان المتأمل في شعارات عدد من المترشحين والمتابع لحصص التعبير المباشرة في التلفزة والاذاعات وما يتم نقله عن فحوى بعض التجمعات والأنشطة ضمن فعاليات الحملة الانتخابية يستشف الكثير من الارتجال والاستسهال لشروط ومقومات الترشح للاضطلاع بمهمة نائب شعب مما دفع بالكثير من المتابعين الى توقع صعود نواب غير أكفاء شعارهم الوحيد الشعبوية في غياب الحد الأدنى المطلوب من مستوى اطلاع ودراية بالأدوار المطلوبة من نائب الشعب ”
“تستمع أيضا منذ الآن لمن يستشرف أن يتحسر التونسيون على مستوى النواب السابقين على امتداد السنوات الأخيرة انطلاقا من نواب المجلس الوطني التأسيسي وما رفق أداء بعض النواب حينها من تنمر وانتقادات واتهامات بترذيل العمل النيابي والاساءة لصورة نائب لشعب ”
“ويذهب البعض الى التخوف من تأثير حملة التنمر وظهور المترشحين في صورة سلبية على نسب الاقبال على الانتخابات في ظل تأكيدات وتصريحات تؤكد منذ الآن أن الاقبال سيكون ضعيفا لعدة أسباب لعل من بينها مستوى وصورة المترشحين ”
“البعض يقول أيضا أن ارادة ما خفية تعمل جاهدة على مواصلة ترذيل صورة البرلمان والديمقراطية تماما كما حصل خلال العشر سنوات الأخيرة لوأد ما تبقى من أمل لدى التونسيين بامكانية استعادة مسار ديمقراطي سوي وعلى أسس متينة ودائمة ”
تجد نفسها في مرمى سهام الرئيس والمعارضة والموالاة واتحاد الشغل….الى متى ستصمد حكومة نجلاء بودن ؟
(جريدة المغرب)
“من بين المفارقات العديدة التي تعيشها بلادنا الآن مفارقة غريبة تكاد تكون فريدة من نوعها ، حكومة يعارضها الجميع لا فقط خصومها الطبيعيون من أحزاب معارضة ونقابات عمالية وجمعيات المجتمع المدني ، بل يعارضها أيضا في جوهر سياساتها العمومية)رئيس الجمهورية وكل التشكيلات والشخصيات التي تنسب نفسها الى مسار 25 جويلية ”
“والانتقادات هنا من صنفين اثنين ضعف القدرة على الانجاز من جهة والاختيارات غير الشعبية من جهة أخرى ”
“قد يمكن تفهم الاجماع الحالي ضد حكومة بودن عندما يتعلق الأمر بضعف الانجاز وعدم القدرة على ايجاد الحلول العاجلة والناجعة لأزمات البلاد المتفاقمة أما عندما يتعلق الأمر بالخيارات الكبرى للحكومة يصبح الأمر غريبا للغاية اذ لايمكن تصور وجود استراتيجية ما للحكومة الحالية دون موافقة مسبقة من رئيس الدولة ، الرئيس الفعلي والوحيد للسلطة التنفيذية ”
“ولكن هل أن لحكومة نجلاء خيارات استراتيجية حتى تكون محل انتقاد من القوى التي يفترض فيها مساندتها لها ؟
“في الحقيقة التوجه الاستراتيجي الوحيد للحكومة الحالية هوسعيها منذ انتصابها الى امضاء اتفاق ممدد جديد مع صندوق النقد الدولي وكل ما يفترضه ذلك من اجراءات تقشفية تهم الانفاق العمومي سواء أتعلق ذلك بدعم المحروقات والمواد الأساسية أوبكتلة الأجور أوبضخ سيولات مالية هامة في عدد من المؤسسات العمومية …هذا البرنامج مع صندوق النقد هو العمل الأساسي للحكومة وهو محل جدل يتزايد يوما بعد يوم خاصة وأن الاختيار اللاتصالي للقصبة يسهم بوضوح في تراكم الارتياب حول الالتزامات العملية التي تعهدت بها الحكومة لصندوق النقد “.