تطرقت بعض الجرائد التونسية الصادرة ، اليوم الاربعاء ، الى عدد من المواضيع المتصلة بالشأن الوطني من بينها خطورة الوضع الراهن في البلاد والتعجيل بالبحث عن الحلول الممكنة وظاهرة الجفاف التي تهدد تونس بسبب شح الأمطار فضلا عن تسليط الضوء على ارتفاع العيادات النفسية بمستشفى الرازي الى 200 ألف حالة خلال العشرية الأخيرة .
خياران لا ثالث لهما
(جريدة الصباح)
“خياران لا ثالث لهما أمام تونس وهي تستقبل أيام العام 2023 وقد بدأت لائحة الأزمات السياسية والاجتماعية تتواتر لتفاقم المأزق الحاصل على وقع شهر جانفي الساخن بالأحداث منذ مطلع الاستقلال ، أما الخيار الأول فهو يتلخص في المضي قدما في تجاهل وانكار ما تعيش على وقعه البلاد من غليان والانسياق وراء سياسة النعامة بكل ما يفترضه ذلك من مفاجآت وتطورات وسيناريوهات قد لايكون بالامكان استباقها والتحكم فيها وربما يعني أيضا أن الغاء وشطب موعد 14 جانفي أوعيد الثورة من الروزنامة السياسية لا يعني بالضرورة اسقاطها من الذاكرة الشعبية في بلد راهن على الأفضل قبل اثني عشر عاما من الآن قبل أن يخذله السياسيون والنخب السياسية التي تعاقبت على الحكم “.
” ندرك جيدا أن صاحب القرار في قرطاج تعود على الاستهزاء بكل الأراء المختلفة التي لا تروقه ولكننا ندرك أيضا أنه مع ذلك يقرأ وبتابع ما يقال وما يكتب وهو ما يتضح من خلال ما تنشره صفحة رئاسة الجمهورية من فيديوهات وبيانات رسمية نادرا ما تكون على علاقة بالواقع التونسي المعقد ، وسيكون من المهم ونحن لا نزال في بداية هذه السنة الانتباه جيدا لما يحدث في الداخل والخارج والتعجيل بالبحث عن الحلول التي تحتاجها البلاد لتجنب أزمة العطش والجفاف التي بدأت تداعياتها تلوح للجميع الا لحكومة الرئيس الموقرة.. كما سيتعين البحث عن تأمين غذاء التونسيين في ظل التحذيرات الدولية من استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا وما ستفرزه من مجاعة ليست بلادنا بمنأى عنها في ظل شح الموارد المالية وغياب الاستثمارات والتمويلات ..وقبل كل ذلك سيتعين فرملة كل مظاهر الانهيار حتى لا يقال كلام الليل مدهون بالزيت هذه المرة ”
الشح المائي..كيف نقاومه ونخفف من وطأته ؟
(جريدة الصحافة)
“شتاء ربيعي أوهو شتاء متمرد على هويته البادرة يأبي أن يمطرنا بغيث ننتظره ولا يأتي شتاء يسبح فيه بعضنا في البحر ويتناول فيه مثلجات وأشياء باردة في ظاهرة مناخية غير مسبوقة على الأقل طوال العقود الأخيرة ”
“فنحن نلج سنة جديدة ويعلن جانفي قدومه الساخن دون أن ترتوي أراضينا بالمطر ودون أن يزورنا الثلج كعادته كل سنة .فقد غادر ديسمبر دون أن يبشرنا بالمطر ساخنا جافا كأنه يسطو على البعض من حرارة الصيف ودفء الربيع ”
“هنا قد يبدو هذا الكلام أدبيا مغتسلا بأمطار لكن الحقيقة أن بلدنا الذي يقبع تحت وطأة الفقر المائي مند حوالي ست سنوات يواجه هذه السنة معظلة الجفاف وعلى الجميع الاستعداد لتداعياتها والتخفيف من وطأتها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيش أزمة مركبة كما نعلم جميعا ”
“وفي كل الحالات فانه ينبغي علينا التحرك لمجابهة الشح المائي بكل الطرق والوسائل والمراهنة على الكفاءات النوعية المختصة والخبيرة في المجال لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان “.
200 ألف مريض نفسي في العشرية الأخيرة ..التونسي محبط وتعيس
(جريدة الشروق)
“تؤكد الاحصائيات أن العيادات النفسية بمستشفى الرازي ارتفعت من 100 ألف حالة سنويا الى 200 ألف خلال العشرية الأخيرة في مختلف الأقسام ، ولئن تعكس الأرقام حالة من الوعي بضرورة العلاج النفسي لدى التونسي الا أنها تعتبر الشجرة التي تغطي الغابة ”
“واذا تأملنا في مؤشر السعادة لبلادنا حسب الأمم المتحدة يتضح لنا ما وراء الشجرة لتكشف الغابة عن أمراض واضطرابات نفسية وسلوكية طالت شريحة واسعة من التونسيين أن أغلبية ساحقة اذ بدل أن تتحسن الأوضاع تراجعت تونس من المرتبة 86 عالميا في سنة 2021 الى المرتبة 120 خلال سنة 2022 ، ما يؤكد أن نسبة كبيرة من التونسيين يعيشون في تعاسة واحباط ووضع دون المأمول من المرجح أن يكون من بين الأسباب المضاعفة لعدد العيادات النفسية بمستشفى الرازي دون اعتبار العيادات الخاصة ، ومن يرفضون الاعتراف بتعرضهم لاضطرابات نفسية أوعصبية ويتعايشون مع الحالة على صعوبتها دون علاج ”
“وما يؤكد علاقة تراجع الصحة النفسية بالوضع العام بالبلاد تصريح سابق لرئيس قسم الطب النفسي بمستشفى الرازي ، أكد فيه أن تعكر الوضع النفسي لدى شريحة واسعة من التونسيين وارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات التفسية وخاصة منها أمراض القلق النفسي والاكتئاب تعود الى تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية أساسا فضلا عن تدخل جائحة كورونا التي أربكت سير الحياة العادية وتدهور الوضع الوبائي في البلاد خاصة في فترات الأزمة .