ركزت بعض الجرائد التونسية الصادرة ، اليوم الاربعاء ، اهتمامها على الموقف الايطالي الداعم لملف تونس لدى صندوق النقد الدولي وذلك خلال اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي المنعقد الاثنين الماضي بمقره في لوكسمبورغ اضافة الى تسليط الضوء على مصير بعض الأحزاب السياسية بعد 25 جويلية .
الاتفاق مع صندوق النقد الدولي …هل سيدعمنا الاتحاد الأوروبي ؟
(جريدة المغرب)
“عاد ملف الاتفاق الممدد بين تونس وصندوق النقد الدولي ، أمس الاثنين الى الواجهة حيث كان على جدول أعمال اجتماع مجلس الشؤون الخارجية الأوروبية، لحسم الجدل بين دول الأعضاء وتوحيد موقفها من مسألة كيفية دعم تونس ؟ ومتى ؟
“ويعبر عن هذا الجدل موقفان، يمكن اختزالهما في الموقف الايطالي الذي يرى ضرورة أن تضغط أوروبا من أجل أن يبرم الصندوق اتفاقه مع تونس دون انتظار الانطلاق في الاصلاحات أوتحقيق شرط الالتزام السياسي من قبل رئيس الجمهورية ، وبذلك فان ايطاليا هي الحليف الأبرز لتونس اليوم، ذلك لأن الأوضاع في البلاد حرجة ولايمكن الانتظار الى حين استيفاء كافة شروط الصندوق “.
“مقابل هذا الموقف الايطالي الذي يجد ترحيبا واشادة من تونس ، على لسان وزير خارجيتها .يوجد الموقف الثاني الذي تعبر عنه فرنسا والذي ينطلق من أنه لايمكن دعم الملف التونسي لدى صندوق النقد الدولي اذا لم تقطع السلطات التونسية خطوة في مسار الاصلاح ”
“موقف ايطالي ظل وفيا لنفسه ولمصالحه التي تقودها مخاوف من أن تصبح الشواطىء التونسية محطة لتدفق المهاجرين غير النظاميين نحوها ، لكن هذا الموقف يواجه موقفا مختلفا عنه تقوده فرنسا التي أعلنت عن مشاركة وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية كاترين كولونا في الاجتماع ونصت على أنها ستحرص خلاله على ابراز ” أهمية الحفاظ على الوحدة الأوروبية من أجل حث التونسيين على التوصل الى ابرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وتنفيذ برنامج الاصلاحات الذين قاموا بتحديده والذي يعد أساسيا من أجل الاستقرار المستدام في البلاد ” وفق البلاغ الصادر أمس عن وزارتها .
هل فشلت ايطاليا في اقناع مجلس أوروبا ؟
(جريدة الشروق)
“لم تتمكن السلطة الايطالية من اقناع شركائها في مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي بضرورة تقديم دعم عاجل لتونس من أجل تجاوز أزمتها الراهنة وتفادي الانهيار الذي تحدث عنه المسؤولون الايطاليون كثيرا وحاولوا التحرك بكل ثقلهم من أجل تفادي ذلك السيناريو”.
“بالرغم من أن المسؤول عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لم يقدم أي توضيح حول المطالب الايطالية في الملف التونسي كما أن التركيز خلال الاجتماع كان موجها في أغلبه الى الموضوع في السودان الا أن التصريحات الايطالية المتفائلة تواصلت “. وفي هذا الاطار أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الايطالي أنطونيو تاياني أن سلطات بلاده ” تدفع نحو حل جيد ” بين تونس وصندوق النقد الدولي للتوصل الى اتفاق بشأن قرض ال1.9مليار دولار لانقاذ اقتصادها المتعثر، وذلك وسط مخاوف حقيقية من تدهور قد يؤدي الى تفجير الأوضاع وهو ما سينعكس عليها وأوروبا بشكل مباشرلا سيما على مستوى مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية “.
” وقال تاياني ، خلال اجتماع مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي في لوكسمبورغ ان اتفاق القرض سيكون مهما لانقاذ اقتصاد تونس العليل ” .
“ومن جهة أخرى ، كان من المقرر أن يدرس اجتماع مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي توجيه مساعدات مالية لتونس بهدف منع الانهيار الاقتصادي وما قد يسفر عنه من زيادات أكبر في تدفقات المهاجرين التي بلغت أعداد قياسية عبر السواحل التونسية هذا العام “.
“واقترحت ايطاليا شريحة أولى من قرض صندوق النقد لتونس بقيمة 300 مليون دولار وربط الباقي بمدى تقدم مسار الاصلاحات ، وفي تأكيد على تمسكها بدعم تونس بادرت ايطاليا وقبل لحظات من انطلاق اجتماع مجلس الشؤون الخارجية لأوروبا باعلان أنها ستخصص ما قيمته 100 مليون يورو لدعم الشركات الصغرى والمتوسطة في تونس وموازنة الدولة “.
الأحزاب والتنفس في كيس مغلق
(جريدة الصباح)
” جرد مسار 25 جويلية ، الأحزاب من كل أدوات القوة التي كانت تمتلكها في صناعة القرار السياسي وأحال أغلبها على “الموت السريري ” أو حشرها في خانة المعارضة على هامش الأحداث السياسية التي لم تعد تصنعها بقدر ما تستهلكها وتبلور بشأنها ردود فعل تتفاوت في التأثير والقوة ولكنها مازالت بعيدة عن فرض واقع جديد أوتغيير المشهد ”
“ولكن رغم المحنة التي تعيشها أغلب الأحزاب الا أن بعضها ما زال يحاول التنفس حتى ولو في كيس مغلق بالسعي الى تجديد هياكله وعقد مؤتمراته وضخ دماء جديدة في قيادته السياسية ، رغم أن أغلب قيادات الصف الأول لأبرز الأحزاب رهن الايقاف اليوم وبتهم مختلفة وثقيلة ، الى جانب الأزمات الداخلية التي تخبطت فيها بعض الأحزاب لأشهر وسنوات ، وهناك اليوم بالفعل بعض الأحزاب تعاند ببسالة مصير الانقراض والتلاشي وتحاول الوقوف بثبات على رمال متحركة وتتمسك بقوة بوجودها ، ودورها في صناعة التعبيرات السياسي التي تراها مناسبة في مشهد غارق في الخصومة والصراع والتجاذب دون حلول قريبة في الأفق “.
“وفي مشهد لم تعد تصنعه الاحزاب أوتتحكم فيه أوتؤثثه برلمانيا وتشريعيا أوتقوده سياسيا أوحكوميا ، باستثناء تلك الموالية للمسار والتي دخلت مجلس نواب الشعب كأفراد وليس كأحزاب بعد تغيير القانون الانتخابي ..بات لزاما على هذه الأحزاب اليوم أن تدافع بكل قوتها عن وجودها في المشهد حتى ولومن موقع المعارضة التي تفقد بدورها لأدوات التأثير في الأحداث بعد أن فقدت دورها البرلماني ولم يتبق لها الا الشارع والجماهير التي مازالت تتجاهلها ولاتتجاوب معها وتضع ثقتها الى اليوم في الرئيس قيس سعيد وخياراته وترفض الاحتجاج على سياسات الحكومة وتوجهات الرئيس ، رغم انتقادات المعارضة اللاذعة لتلك السياسيات والتوجهات “.