اختتم، اليوم الاربعاء خلال ملتقى علمي بأحد النزل بمدينة قربة من ولاية نابل، مشروع “الحي البيئي سبخة قربة” الذي تشرف على تنفيذه الجمعية التونسية لحماية الطبيعة والبيئة بقربة منذ سنة 2019 بتمويل من الأمم المتحدة للتنمية وبرنامج “سمول غرينت”.
ويهدف “مشروع الحي البيئي سبخة قربة”، الذي تمّ عرض نتائجه اليوم، إلى الحد من التلوث والقضاء على البعوض المتواجد بالسبخة بطريقة بيولوجية من خلال استعمال نوع من البكتيريا، والتقليص من المواد الكيميائية في مداواة الحشرات، والحفاظ على التنوع البيولوجي بالمناطق الرطبة، وفق ما أفادت به منسقة المشروع ابتهال بن علي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وأكّدت على ن نجاح هذه التجربة التي تم تطبيقها في ثلاث مناطق بسبخة قربة بالتعاون مع عدد من الباحثين التونسيين والتي أثبتت تحسن نوعية المياه ونقص البعوض في هذه المناطق، مشدّدة على أهمية تعميم هذه التجربة بسبخة قربة وتشجيع البلديات المجاورة لتوخي هذا التمشي للحفاظ على المناطق الرطبة باعتبار أهميتها في الحفاظ على التوزان البيئي.
وأضافت انه تم الاشتغال، في إطار هذا المشروع، على تحسيس وتوعية متساكني المناطق المجاورة للسبخة بأهميتها في الحفاظ على التوازن البيئي والحماية من التغيرات المناخية، وحثهم على التوقف على إلقاء الفضلات في السبخة مع فرزها وتوزيعها حسب النوع.
ومن جهته، أكد الباحث بالمعهد العالي للبيوتكنولوجيا بسيدي ثابت، طارق حاجي، على ضرورة تضافر جهود كل الأطراف المتدخلة للتقليص من نسبة التلوث التي تمت معاينتها في سبخة قربة والحافظ على بيئة سليمة.
وبدورها أشارت رئيسة الجمعية التونسية لحماية الطبيعة والبيئة بقربة هدى بوفايد إلى أهمية مزايا المناطق الرطبة وخاصة منها البيئية باعتبارها تشكل حاجزا بين مياه البحر والمائدة المائية بالإضافة إلى التقليص من الفياضانات.
وتمتد سبخة قربة، التي تمسح 380 هكتارا، على 11 كم وتعرف باحتوائها على أنواع كثيرة من النباتات والطيور، ومنها خاصة النحام الوردي الذي يستوطنها خلال فصلي الشتاء والربيع (فترة الهجرة) بما يكسبها طابعا جماليا متفرّدا ويجعلها قبلة للزوار، كما يعزّز تنوعها البيولوجي استقطاب الباحثين للقيام ببحوث علمية.