تهاطلت على معظم أنحاء ولاية قفصة، في شهر ماي الجاري، كمّيات هامّة من الأمطار، بعد موجة جفاف إستمرّت لخمسة مواسم متتالية، ستكون لها تأثيرات إيجابية على نموّ الزراعات والغراسات المثمرة والنخيل والأعلاف والخضروات الصيفية.
وفاقت كمّيات الأمطار التي تهاطلت في شهر ماي الحالي على قفصة الجنوبية، خمس مرّات المعدلات السنوية لنفس هذا الشهر، حيث بلغت 60 ملم مقابل 15 ملم كمعدّل عادي، كما فاقت الكمّيات ال 50 ملم بالقطار وال30 ملم ببلخير وأم العرائس والرديف.
وحسب ما افاد به المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بقفصة “وات”، فستكون لهذه الأمطار آثار إيجابية على نموّ وريّ مختلف الزراعات وغابات الأشجار المثمرة وخاصة الزيتون والفستق واللّوز، الممتدّة على مساحة أكثر من 100 ألف هكتار، حيث ستساعد هذه الكمّيات من الأمطار على تغذية وريّ الغراسات بما في ذلك المُستغلاّت السقوية.
وُتعاني غابات الزياتين بقفصة والتي تمسح 76 ألف هكتار، منذ خمسة مواسم متتالية، من الجفاف وإنحباس الأمطار ومن إرتفاع درجات الحرارة، وهي عوامل كان لها على إمتداد السنوات الماضية تأثير كبير على مردودية غابات الزياتين بالجهة، من ذلك مثلا أن إنتاج قفصة من زيت الزيتون في موسم 2022 / 2023 والذي بلغ 10 آلاف طن، وعلى غرار المواسم التي سبقته، كان كلّه تقريبا متأتيا من غابات الزياتين السقوية الممتدة على 22 الف هك.
وبسبب إنحباس الأمطار في المواسم الماضية، إعتمد منتجو الزيتون بمعتمديتي السند وبلخير، وهي من بين أهمّ المناطق بالجهة التي بها غابات الزياتين البعلية والأكثر تضرّرا بالجفاف، في ريّ غراساتهم على شراء وجلب المياه بواسطة الصهاريج المجرورة من أجل ريّ وإنقاذ غراسات الزياتين المهدّدة بالجفاف.
من جهة أخرى، وإلى جانب أهمّية هذه الأمطار من حيث نموّ الغطاء الغابي بالجهة وريّ الأعلاف والخضروات الصيفية ومقاومة بعض الأمراض بغابات النخيل، فإنّه ستكون لهذه الكمّيات تأثير محدود جدّا حسب المندوب الجهوي للفلاحة بقفصة، على تغذية الموائد المائية، وذلك على الرغم من سيلان عدّة أودية بسبب التهاطلات المطرية وخاصة بالقطار وام العرائس والرديف والمتلوي.
فم