تراجع عدد النقاط المنظمة والعشوائية في ولاية بن عروس والتي كانت خلال السنوات السابقة أماكن معروفة يرتادها الباحثون لشراء أضحية حيث غابت عديد النقاط في الأحياء والساحات وبجانب الطرقات الرئيسية وبالقرب من التقاطعات.
تراجع نقاط البيع تزامن كذلك مع تقلص عدد الخرفان المعروضة للبيع في بعض النقاط المنتشرة مقارنة بالسنوات الماضية، على غرار النقاط المعروفة مثل طريق نعسان، وبطحاء المحمدية، والفضاء المفتوح على مستوى زاوية مرناق، وبجانب الطريق الرابطة بين مدينتي رادس والزهراء.
وفي جولة في عدد من هذه النقاط، تبدو حركية البيع والشراء ضعيفة اياما قليلة قبل حلول موعد عيد الاضحى، حيث تحولت هذه الساحات والنقاط، وفق آراء عديد التجار والباعة المنتصبين بها، إلى أماكن للعرض غابت فيها جلبة البيع والشراء.
يقول أحد الباعة القادمين من ولاية سليانة، والذي يشغل مكانا بين مدينتي رادس والزهراء أن نسق البيع تراجع كثيرا، حيث تعود الانتصاب في نفس المكان لسنوات خلت، فأغلب القادمين للبحث عن أضحية العيد يكتفون بالنظر والسؤال عن الأسعار التي فاجأت أغلبهم.
نفس الجملة تقريبا تتردد على لسان الكثيرين “ربي يجيب القسم” يقول تاجر آخر على طريق الزاوية مرناق، مردفا كلامه بالقول “إن غلاء الأسعار واقع بسبب غلاء أسعار الخرفان في مناطق الإنتاج المعروفة داخل البلاد والذي يعود أساسا الى ارتفاع أسعار العلف وقلّتها”.
في النقطة الوحيدة المنظمة لبيع الاضاحي بالميزان برادس، والتي تم افتتاحها أمس الاثنين عدد قليل من الخرفان تم شراء أغلبها، ونقاط مهيئة داخلها ما تزال فارغة تنتظر جلب الخرفان اليها سواء من قبل الفلاحين الذين ركزوا أماكن لهم بالنقطة او من قبل ديوان تربية الماشية او من قبل المجمع المهني للحوم الحمراء.
رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين ببن عروس، الكيلاني الساحلي، اعتبر أن هذا الأمر طبيعي مع بداية دخول النقطة حيز النشاط، مرجحا أن يتم جلب كميات أكبر خلال الأيام القادمة حيث يجري التنسيق مع عدد من الاتحادات الجهوية لجلب كميات من الاضاحي وتزويد النقطة.
وكان المندوب الجهوي للفلاحة، رضا الماجري، افاد في تصريح سابق لوكالة تونس افريقيا للانباء، بأن مصالح المندوبيّة الجهوية للتنمية الفلاحيّة ببن عروس برمجت توفير ما لايقل عن 4000 أضحية بنقطة البيع المراقبة برادس، والتي تشهد اقبالا من كامل اقليم تونس الكبرى.
وتتراوح أسعار الاضاحي في عمومها، وفق ماعاينه صحفي “وات”، بين 550 و 1300 دينار، وحدّد السعر المرجعي للكلغ الواحد في نقطة البيع المنظمة بـ 17800 مي للكلغ الواحد.
عدد من الوافدين على هذه النقاط ، قالوا في تصريحات متطابقة إنّهم يعيشون على وقع الصدمة امام ماوصفوه بالارتفاع الجنوني لأسعار الأضاحي، فرغم ما بلغ أسماعهم عن غلاء الأسعار الا ان ماتمت معاينته يجعل الكثيرين منهم في حيرة من أمرهم إزاء شراء أضحية من عدمه.