يُنتظر أن تمدّد المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الأربعاء، في فترة تقديم مساعدات الإعاشة لفائدة المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء، العالقين بمنطقة باب الجبلي بصفاقس، الذين يفتقدون الى منازل تأويهم، وذلك بعد الأحداث والاشتباكات الأخيرة التى شهدتها عدد من المناطق والاحياء مع المواطنين، وهي وضعية تعقدت بسبب موجة الحر وارتفاع درجات الحرارة.
وتوقع مدير إدارة الهلال الأحمر التونسي بصفاقس أنس الحكيم في تصريح لصحفي (وات) أن يُتّخذ قرار التمديد في الساعات القادمة بما يخول استئناف توزيع مساعدات الإعاشة قبل المساء، وذلك بعد ان تكفلت المنظمة الدولية للهجرة خلال الفترة الممتدة من 8 إلى 11 جويلية الجاري بتوفير 3 آلاف لمجة يوميا (بمعدل ثلاث مرات في اليوم) لنحو 1000 مهاجر تتولى فرق المتطوعين للهلال الأحمر التونسي توزيعها على مستحقيها إلى جانب 1000 قارورة ماء من منظمة “تونس أرض اللجوء”.
وبالتوازي مع هذه المساعدات المنتظمة، يواصل عدد من المواطنين ونشطاء المجتمع المدني دعم هذا المجهود من خلال توفير أغذية وملابس للمهاجرين، كما تواصل الهياكل الاستشفائية العمومية تقديم المساعدة الطبية ولا سيما العيادات المجانية، وفضلا عن تأمين عملية توزيع الأغذية، يساهم بين 15 إلى 20 متطوعا من منظمة الهلال الأحمر التونسي بإسداء خدمات الإحاطة النفسية والاجتماعية وإعادة الروابط العائلية والإسعافات الأولية على عين المكان، وفق ذات المصدر.
كما تواصل بلدية صفاقس جهودها في عملية التنظيف ورفع الفضلات وتعقيم المكان في الليل والنهار، بساحة “رباط المدينة” التي تأوي العدد الأكبر من المهاجرين (دون وجود مرافق صحفية لفائدتم)، ورغم ذلك، يشكو عدد من التجار وأصحاب المحلات المجاورة للساحة، من تراكم الفضلات وتضرر أنشطتهم من هذا التواجد المكثف للمهاجرين غير النظاميين.
يذكر أن هذه الوضعية الصعبة للمهاجرين العالقين وما ينجر عنها من انعكاسات سلبية من النواحي الإنسانية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية، لا تزال تثير جدلا واسعا في أوساط المواطنين جهويا ووطنيا، ومطالبة من طرف عديد مكونات المجتمع المدني للدولة بإيجاد حلول جذرية لها حتى لا تطول وتتعقد أكثر وحتى لا تنعكس بشكل سلبي على السّلم الاجتماعية.