“هل بالامكان أفضل مما كان؟” و”ندية وتكافؤ رغم ظروف تونس” و”من اتفاقية الشراكة 1995 الى اتفاق 2018 … ماذا ربحت تونس؟ وماذا خسرت؟” و”المهرجانات بين منطق السوق وعبث السوق”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء.
“هل بالامكان أفضل مما كان؟”
جريدة (الصباح)
“قد يكون من السابق لاوانه الحكم على ما ستؤول اليه مآل مذكرة التفاهم حول الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين تونس والاتحاد الاوروبي التي تم توقيعها في قصر قرطاج أول أمس الاحد 16 جويلية الجاري، على سواحل المتوسط بحضور رئيسة المفوضية الاوروبية، أرسولا فوندلارين، ورئيس الوزراء الايطالية، جورجيا ميلوني، ورئيس الحكومة الهولندي المستقيل، مارك روته، وسيتعين الحفاظ على هذا الموعد في الذاكرة الى حين تلاشي الغموض واستقراء هذه المذكرة التي احتفت أوروبا بفوزها بها بعد مفاوضات مضنية كمقدمة لاتفاقات قادمة … وربما تتضح العناوين الكبرى أكثر بعد انعقاد قمة روما، الاحد القادم، لبحث ملف الهجرة غير النظامية التي تؤرق دول شمال وجنوب المتوسط على حد سواء مهما اختلفت خطورة هذا الملف وانعكاساته”.
“وقد لا نكشف سرا اذا اعتبرنا أن ظروف وملابسات الكشف عن هذه المذكرة للرأي العام تضعنا مجددا أمام معضلة قديمة جديدة وهي الاصرار على تغييب الاعلام والاصرار على الاستخفاف بالرأي العام والحق في المعلومة واعتباره غير مؤهل للاطلاع على مضمون المذكرة بشكل مسبق وطرحها للنقاش من جانب الحكومة مع أهل الخبرة أو في رحاب مجلس نواب الشعب الذي لا نعتقد أنه يمكن أن يجاسر بانتقادها أو الدعوة الى مراجعتها”.
“ندية وتكافؤ رغم ظروف تونس”
جريدة (الصحافة)
“أغلب الملاحظين المحايدين اعتبروا أن هذه الاتفاقية تصب حتما في صالح تونس ويكفي أن الطرف الاوروبي اضطر الى التعامل مع تونس بتكافؤ وندية وهو ما لا يحدث كثيرا بين القارة العجوز والغرب عموما من ناحية وبلدان الجنوب من ناحية ثانية”.
“كما أن تمسك الطرف التونسي بموقفه وعدم انزعاجه عنه قيد أنملة مع رفض صريح وجلي لاي املاءات من الاوروبيين تجلى في النبرة التي كان رئيس الجمهورية يتكلم بها مع المسؤولين الاوروبيين وتجلى كذلك من خلال هرولتهم طوال الفترة الماضية الى تونس وسعيهم الحثيث الى اقناع رئيسها وانتهوا على ما يبدو بالاقتناع بما قاله وليس العكس”.
“وفي هذا الصدد ثمة مصادر اعلامية أكدت أن رئيس الجمهورية، قيس سعيد، تحدث مع ضيوفه الاوروبيين في كل المناسبات بنبرة ثقة مؤكدا أنه منتخب بشكل ديمقراطي ويعبر عن تطلعات الشعب التونسي وهو أمر نادر في منطقتنا العربية كما نعلم جميعا”.
“من اتفاقية الشراكة 1995 الى اتفاق 2018 … ماذا ربحت تونس؟ وماذا خسرت؟”
صحيفة (الشروق)
“الناظر في جملة الاتفاقيات السابقة التي وقعتها تونس سيجد أنها لم تستفد كثيرا سواء مع الاتحاد الاوروبي أو مع دول أخرى وقبل سنة 2011، وبعدها، فنحن لاحظنا أن تونس عانت من عجز كبير ناتج عن عدم التكافؤ في العلاقات التجارية بين تونس وتركيا على سبيل المثال كما أن تونس تعاني من عجز تجاري مع نحو 12 دولة بسبب عدم قدرة الاقتصاد التونسي على منافسة الاقتصاديات الاخرى التي تفوقه من حيث القدرات التنافسية وتكلفة الانتاج والجودة ومن حيث العامل التكنولوجي ولذلك فان الحديث عن اتفاقيات استراتيجية شاملة مع هذه الدولة أو تلك ومع هذا التكتل الاقتصادي (مثل الاتحاد الاوروبي) أو مع تكتلات أخرى ربما تأتي في المستقبل مثل البريكس أو شنغهاي أومع غيرها من التكتلات يطرح أكثر من سؤال حول مدى قدرة تونس على الاستفادة سواء من أخطاء الماضي أو من أهداف هذه الاتفاقيات ثم السؤال الاهم هل وقع تقييم ما فات حتى لا نقع في تكرار أخطاء الماضي؟”.
“المهرجانات بين منطق السوق وعبث السوقي”
جريدة (المغرب)
“من دورة الى أخرى ومن سنة الى أخرى يتغول منطق السوق على السياسات العامة للمهرجانات الصيفية وتنحسر المعايير الفنية والجمالية والتثقيفية … وتحت قاعدة ما ‘يطلبه الجمهور’ كثيرا ما تتحول مسارح المهرجانات الى حقول تجارب لصمود الجمهور أمام ‘فقاعات’ تروج للتفاهة وللخواء الفكري والفني”.
“آخر ما حدث من ‘مطبات’ على ركح مهرجان قرطاج الاثري في سهرة الاحد 16 جويلية 2023، هو تفوه الممثل الفرنسي/المغربي، عز الدين بن جلالي، المعروف في الساحة الفنية بAZ بكلمات منافية للحياء في ‘ليلة الضحك’ والتي جمعت بين كوميديين من جنسيات مختلفة من بينهم التونسي، نضال السعدي”.
“أمام هذا ‘المأزق’ وجدت ادارة المهرجان نفسها في موقف الحرج سيما بعد اتهامها ب’تدنيس’ ركح المهرجان العريق، فخرجت الادارة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية عن صمتها وتعلن عن عقد ندوة صحفية خاصة بسهرة الافتتاح وبعرض ‘ليلة الضحك’ وذلك بعد أن أصدرت بلاغا قالت فيه على اثر ما بدر من خروج عن النص من الممثل الفرنسي AZ فاننا نؤكد على أن ما وقع كان ارتجالا من الفنان المذكور ولا علم لادارة المهرجان ولا المنظمين بما بدر منه”.
“وبعد أن قدم الفنان AZ اعتذاره رسميا وبطلب من الهيئة المديرة أمام وسائل الاعلام المحلية والاجنبية خلال الندوة الصحفية التي انعقدت مباشرة اثر العرض، فهل يصفح الركح الكبير للمهرجان العريق هذه الاساءة؟ ومن المسؤول؟ هل هو الفنان أم المبرمجين؟ وهل هو فشل الخيارات الفنية أم هي اكراهات الموازنات المالية؟”.