أمام جمهور غفير قدم الفنان صابر الرباعي في سهرة الأربعاء حفلا فنيا من أنجح سهرات الدورة الأربعين لمهرجان بنزرت الدولي.
جمهور متنوع من جنسيات مختلفة من تونس وعدد من البلدان الشقيقة ومن مختلف الأجيال، لا يقل عدده عن 8500 متفرج بحسب المنظمين، توافد بكثافة منذ المساء لحضور سهرة أمير الطرب الذي يعود الى بنزرت بعد اختتامه الدورة السابعة والثلاثين للمهرجان في أوت 2019.
حوالي العاشرة والربع مساء صعد صابر الرباعي على ركح مسرح الهواء الطلق “عبد الحفيظ بن عيسى” رفقة مجموعته الموسيقية بقيادة قيس المليتي. وقوبلت إطلالته بوابل من التصفيق والهتافات لجمهور متعطش لملاقاة مطربه المفضل الذي كان في مستوى انتظارات محبيه، وقدم على مدى ساعتين من الزمن أجمل الأغاني التي سجلت اسمه بأحرف من ذهب على الساحة التونسية والعربية فحضرت الأغاني الرومنسية والإيقاعات الشرقية والتونسية.
استهل صابر برنامج السهرة بأغان ذات إيقاع سريع بدءا بأغنية “مغيار” و”دلولة” و”تمنيت” و”ببساطة” التي أداها تحت أنوار هواتف الحاضرات والحاضرين من الجمهور الذي تحول إلى كورال مرافق للفنان…أجواء تفاعل معها صابر الرباعي نفسه بالتصفيق والتمايل والتنقل بخفة كبيرة على الركح والرقص أحيانا على إيقاعات الموسيقى وأصوات الجماهير التي لم تترك له أحيانا فرصة الغناء بمفرده. وقد بدت سعادته غامرة بهذا التفاعل الكبير، الذي اشتد أوجه مع الأنغام التونسية “عاشق مغروم” و”دايا من الطفلة العربية” .
وكان صابر الرباعي يراوح بين الأغاني الإيقاعية والأغاني الرومنسية الهادئة، كما فسح المجال للعزف المنفرد ولتقسيمات رائعة لأعضاء فرقته الموسيقية، أرفقها بموال أكد من خلاله مجددا تمكنه من تلوين خاماته الصوتية والطاقة الكبيرة التي يتمتع بها ليطرب جمهوره في سهرة استمتع فيها كل من حضر بالفن الجميل على إيقاع الأغاني التونسية والشرقية.
واختار صابر لهذه الصائفة إهداء كوكتال جديد من الأغاني للجمهور تكريما للفنان الراحل قاسم الكافي، تولى توزيعها الموسيقي سامي المعتوقي منها “ع الجبين عصابة” و”عدالة يا عدالة” و”عشيري الأول” و”هالكمون منين” و”على بنت الخالة” و”يا صالح”و”لليري ياما”. كوكتال لقي تفاعلا كبيرا من الحاضرين الذين أمضى جلهم السهرة وقوفا بين الرقص والتصفيق .
وتواصل تفاعل الجمهور الذي تحول هو إلى فنان صحبة الفرقة الموسيقية فغنى بشكل جماعي “عزة نفسي” وأتحدى العالم” قبل أن يغنيها صابر الذي قابل حب جمهوره بحب أكبر بإهدائه كوكتالا آخر من أجمل الأغاني التونسية الخالدة التي ساهم في التعريف بها لدى الجمهور العربي منها أغاني الراحلين الهادي الجويني وعلي الرياحي.
كما راوح بين الأغاني الإيقاعية بتقديم أغاني “عز الحبايب” و”خلص ثارك” و”صيد الريم”، و”يا بنات الحلال” وأحدث أغانيه وهي أغنية “شبوبة” من كلمات رضا شعير وألحان صابر الرباعي وتوزيع حمدي المهيري، وقد أطلقها موفى شهر جويلية الفارط، علما أنه سيقدم أغنية أخرى جديدة سيكشف عنها خلال حفله مساء غد الجمعة على ركح المسرح الروماني بقرطاج.
وعلى إيقاعات “سيدي منصور” و”برشا برشا”، اختتمت سهرة صابر الرباعي على ركح مهرجان بنزرت الدولي.
ساعتان من الزمن، استمتع جمهور بنزرت ولم يفتر حماسهم، حتى أن جلهم قضى السهرة وقوفا تفاعلا مع الغناء رقصا وتصفيقا رغم أن جل الأغاني قديمة ويعود بعضها إلى سنة 2006 (أغاني ألبوم أجمل نساء الدنيا) وهو ما يؤكد أن الكلمة الراقية واللحن الجميل يظل خالدا ولا يصدأ بمرور الزمن. كما يعد النجاح الجماهيري لحفل بنزرت، مؤشرا يؤكد استمرار نجاح صابر الرباعي سواء في تونس أو خارجها، حيث حقق حفله منذ يومين في مهرجان “ليالي قلعة دمشق” نجاحا جماهيريا لافتا كذلك.
وفي تصريح خاص بوكالة تونس افريقيا للأنباء إثر العرض أفاد صابر الرباعي بخصوص كوكتال أغاني الفنان قاسم الكافي أنه أراد تكريم الفنان الراحل من خلال هذا الاختيار ويمنح نفسه فرصة للاستمتاع بأغانيه من جهة وللتعريف بها لدى الجيل الجديد ممن لا يعرف هذه الأغاني الرائعة، معتبرا ان من واجب الفنان اليوم الحفاظ على هذا المخزون المتميز الذي تزخر به المدونة الموسيقية التونسية فهو جزء من المخزون التراثي الموسيقي الذي لابد من المحافظة عليه للأجيال القادمة. وردا على سؤال “وات” بخصوص احترامه لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، أكد احترامه لذلك وحصوله على التراخيص اللازمة من مؤسسة حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ومن إدارة الموسيقى لإعادة استغلال هذه الأغاني.
ومن ناحية أخرى، في إجابة عن سؤال “وات” بخصوص الاتهامات المتكررة الموجهة له بالتطبيع، رفض صابر الرباعي الخوض في هذه المسألة مكتفيا باستحضار مثل مفاده “إذا كنت تريد أن تقيس نجاحك فقسه بعدد أعدائك”.