أسدل الستار ليلة أمس على فعاليات الدورة 57 لمهرجان الحمامات الدولي (8 جويلية/12 أوت) بعرض “مدونة الموسيقى النسائية التونسية” الذي نُظّم تحية للمرأة التونسية في عيدها السابع والستين. عرض تداولت فيه على اعتلاء الركح ملكة الشارني ومحرزية الطويل وشهرزاد هلال ودرة الفورتي وغنين لعلية ونعمة وصليحة وصفية شامية.
عرض استحضر أشهر أغاني الفنانات التونسيات اللاتي سجلن أسماءهن بحروف من ذهب في مدونة الفن التونسي لتبقى خالدة في ذاكرة الجمهور الذي ملأ مدراج مسرح الهواء الطلق بالحمامات وأغلبهم من النساء اللاتي تمايلن ورقصن ورددن “يا مولى الجنحان الطاير” و”علي جرى” و”فينك ياغالي” و”يا زين الصحرا وبهجتها” و”فوق الشجرة” و”عرضوني” و”قالولي أسمر” و”محلى قدك”.
العرض الختامي لمهرجان الحمامات الدولي لاقى استحسان الجمهور الذي وجد فيه ضالته وحبه للموسيقى التونسية وللتراث الموسيقي التونسي ولكنه ترك لديهم حسرة بسبب قصر مدة العرض الذي لم يتجاوز الساعة و35 دقيقة ليترك لهم مجالا في طريق الخروج من المسرح للحديث حول أداء الفنانات التونسيات وتقييم أدائهن وقدرتهن على محاكاة عمالقة الغناء النسائي التونسي.
الدورة 57 لمهرجان الحمامات الدولي تراوحت بشأنها الآراء بين معجب وراض وبين مقتنع بقدرة المهرجان على تقديم الأفضل، ولكنها التقت حول فكرة أن المهرجان استجاب في برمجته لكل الاذواق وعزز مكانته كأحد أبرز المهرجانات الصيفية الدولية.
مدير المهرجان نجيب الكسرواي قال في تصريح ل/وات/ ” لقد حرصنا في هذه الدورة على أن نقدم للجمهور برمجة فنية متنوعة جمعت بين المسرح والعروض الكوريغرافية والموسيقى التراثية التونسية ببصمة شبابية على غرار عروض اية دغنوج ومسرب الهطايا بالاضافة الى برمجة عروض موسيقية أخرى أجنبية وتونسية متميزة شارك فيها عدد من الفنانين من بينهم صابر الرباعي.”
وتابع الكسرواي ” لقد حافظ المهرجان على ثوابته الفنية وعززها بإضافة ثقافية هامة من خلال تنظيم اللقاءات الفكرية والثقافية بالحمامات، وتنظيم ندوة الهندسة الثقافية للنقاش حول توسيع قاعدة الممارسة الثقافية والتشاركية من اجل النهوض بالفعل الثقافي التونسي وتطوير ادارة المهرجانات، فضلا عن تطوير محور التكوين للعاملين في الحقل الثقافي لفائدة التقنيين والعاملين بدور الثقافة من كل ولايات الجمهورية من 9 جويلية إلى 2 أوت”.
واعتبر مدير مهرجان الحمامات الدولي أن الدورة 57 كانت دورة “ناجحة” مؤكدا أن هيئة المهرجان ستنظم سلسلة من اللقاءات والاجتماعات لإنجاز تقييم شامل لكل الدورة بمختلف مكوناتها وذلك للوقوف على النقائص وعلى نقاط القوة بهدف اعداد العدة للدورة القادمة والتي ستكون دورة الاحتفاء بمرور 60 سنة على ميلاد مهرجان الحمامات الدولي سنة 1964 وسنة الاحتفاء بالمسرح.
وجدير بالاشارة ان الدورة 57 لمهرجان الحمامات الدولي التي تواصلت لاكثر من شهر (8 جويلية 12 اوت) حاولت ان توفر للجمهور كل الانماط الفنية التي تستهويه ببرمجة عروض طربية ومسرحية بما فيها المسرح التجريبي والعرائسي وعروض شبابية وكوروغرافية حضرت فيها موسيقى البوب والريغي والجاز الى جانب العروض الشبابية.
وحرص المهرجان على الابقاء على مكانة العروض التونسية ببرمجة 15 عرضا فنيا تونسيا شارك فيها محمد الجبالي واية دغنوج وصابر الرباعي فضلا عن استضافة عديد الفنانين الاجانب من انماط موسيقية مختلفة من بينها بالخصوص زاوو ومسار اجباري ومروان الخوري وخاصة كيني غارات وكيني ميغال وولاء الجندي الذين مثلوا اكتشافات فنية متميزة لجمهور الحمامات بالاضافة الى عرض مسرب الهطايا لنضال اليحياوي الذي بحث في التراث التونسي بروح شبابية متميزة.
ومثل إلغاء عرض الفنانة امال المثلوثي الذي برمج يوم 9 اوت احدى النقاط التي تركت حيرة في جمهور الحمامات في ظل ما اثاره إلغاء الحفل من جدل بين مساند ورافض لقرار إلغاء العرض.
م ت