مثّلت ريادة الأعمال وتمكين المرأة في مجال الصناعات التقليدية موضوع يوم تحسيسي انتظم أمس الأحد بمنطقة قلالة من جزيرة جربة بولاية مدنين في إطار فعاليات المهرجان الدولي للفخار، وتنفيذا لبرنامج ضبطته ولاية مدنين لدفع الاستثمار والنهوض بالمبادرة الخاصة، انطلق بتنظيم أيام محلية للمبادرة الخاصّة بكل المعتمديات تلته أيام تحسيسية قطاعية شملت الفلاحة والصناعة والتونسيين بالخارج.
ويأتي تنظيم هذا اليوم الخاص بالصناعات التقليدية نظرا لأهمية القطاع بالجهة ودوره في خلق دينامكية كبرى فيها، الى جانب أهميته على مستوى الحرفيين البالغ عددهم أكثر من 5 آلاف حرفيا مسجّلا بالسجل الوطني للحرفيين الخاص بولاية مدنين، 80 بالمائة منهم من النساء، وفق المدير الجهوي للتنمية وليد التريكي.
ويهدف هذا اليوم الى التشجيع على الاستثمار في قطاع الصناعات التقليدية، والتعريف بفرص الاستثمار المتاحة به، والاليات المتوفرة للمرأة بالخصوص لاقتحام مجال الاعمال والاستثمار والاستفادة منها، وفق المندوب الجهوي للصناعات التقليدية بولاية مدنين، سليم الغنجة.
وأشار المصدر ذاته إلى أن منطقة قلالة مهمّة على مستوى الصناعات التقليدية، وخاصة مجال الفخار الذي اعطاها اشعاعا وطنيا ودوليا الا انه بدأ يتراجع في السنوات الاخيرة، على حدّ قوله.
وتم خلال هذا اليوم، استعراض آليات التمويل والتمكين الاقتصادي الموضوعة على ذمة المرأة في قطاع الصناعات التقليدية سواء عبر برنامج “رائدات” أو البرنامج الجهوي للتنمية، وآليات أخرى للمال المتداول، وبرنامج الأمان الاجتماعي، أو تمويل الاقتصاد التضامني والاجتماعي، وتمويلات البنك التونسي للتضامن.
وتدخل في تنظيم هذا اليوم التحسيسي عدة شركاء ومنها جامعة التصرف في الوجهة السياحية جربة، وقد اكد ممثلها حمدة عبد اللاوي أن الاستثمار في قطاع الصناعات التقليدية مهم لتطوير القطاع والخروج به من النمط القديم، والتجديد بما يتلاءم مع الذوق الحديث ومتطلبات الحياة المعاصرة.
وأضاف الجامعة بادرت بالتعاون مع شركاء آخرين بتكوين مجموعة من النساء في الخزف لصناعة منتوجات تذكارية بسيطة ومطلوبة، مع مواصلة الاحاطة بهن وتعريفهن بمختلف الفرص المتاحة لتمويل مشاريع صغرى.
وأمام الاقبال الهامّ على ورشة التكوين سيتم تنظيم دورات أخرى لفائدة المرأة يوم 2 أكتوبر المقبل لإتاحة الفرصة لأكثر عدد من النساء الراغبات في اقتحام مجال الفخار بإعداد منتوجات تذكارية، وفق رئيسة الجمعية النسائية بقلالة راضية بن عمر.
وشهد هذا اليوم التحسيسي إقبالا مهمّا للمرأة التي تفاعلت مع المتدخلين من المسؤولين في هياكل التنمية والتمويل، وأكّد أغلب الحاضرات حاجتهن الى المبادرة واقتحام مجال الاستثمار بما توفر من امكانيات وفرص.
يذكر أن منطقة قلالة تشهد تنفيذ مشروع لتطوير قطاع الصناعات التقليدية والتصميم عبر تونس الابداعية، من خلال العمل على سلسلة الفخار التقليدي وحمايته من الاندثار واحيائه باستقطاب الشباب والنساء، مع المحافظة على طابعه الخصوصي واقلمته مع متطلبات جديدة بابتكارات متجددة تتماشى مع السوق السياحية.