أمام آلاف الجماهير والمعجبين الذين توافدوا على المسرح الروماني بقرطاج منذ حوالي الساعة الخامسة مساءً وظلوا واقفين في طوابير إلى حين فتح أبواب الدخول، أحيى الفنان المصري محمد حماقي السهرة الختامية لمهرجان قرطاج الدولي في دورته السابعة والخميس.
وأغدق على جمهوره من عشاق الأغنية الشرقية بأغانيه الرومنسية والإيقاعية، باقة من أجمل أغانيه القديمة والجديدة وهي ثمرة أكثر من عقديْن من الإنتاج الفني الغزير. انطلق الحفل بعرض مقطع فيديو يظهر فيه “آبولون” الفنان وإله الموسيقى والشعر، بتقنية الذكاء الاصطناعي وهو يخاطب الجمهور ويحثه على أن يسلك درب المحبة والسلام، وصورة “آبولون” تصدّرت هذه الصائفة معلقة الدورة 57 من مهرجان قرطاج الدولي، في دلالة على البعد الثقافي والفني المتجذر في قرطاج مهد الحضارات. وسجّل الفنان المصري حضوره على ركح مهرجان قرطاج الدولي للمرة الأولى له في تونس وبحفل حصري ضمن هذا المهرجان. وقد أقيم هذا الحفل أمام شبابيك مغلقة بعد نفاد التذاكر المطروحة للبيع منذ موفى شهر جويلية الماضي. ولم يهدأ حماس الجمهور طيلة الحفل وعلت أصوات الحاضرين، وأغلبهم من النساء، في أرجاء المسرح مردّدة مع حماقي أغانيه التي ظلت خالدة وساهمت في نجاحه على الساحة العربية منها بالخصوص “لا ملامة” و”حلوة” و”جمالها استثنائي” و”ما بلاش” وغيرها من الأغاني التي صنعت أمجاد هذا الفنان ذا الحضور الركحي المتميز. وتفاعلا مع الجماهير المحبة لفنه، لم يقتصر حماقي على الالتزام بدليل الحفل الذي أعده بل اختار أن يستجيب لما يطلبه الجمهور ويريد سماعه من أغانيه، فأدى “أحلى حاجة فيك” و”حبيت المقابلة” و”انا معاك” و”لا بتعب و لابزهق” و”افتكرت” إلى جانب أغنيته الجديدة “ده قلبي ده” وأغاني أخرى. وكانت المرافقة الغنائية للجمهور محفزة للفنان مما جعله يحافظ على النسق السريع ذاته على امتداد السهرة التي تواصلت لمدة ساعتيْن. وكان حماقي تحدث في الندوة الصحفية التي انعقدت أول أمس الجمعة 18 أوت عن سعادته الغامرة بمصافحة الجمهور على مدرّجات المسرح الروماني بقرطاج، قائلا إنه فخور باعتلاء ركح هذا المهرجان العريق والغناء أمام جمهور استثنائي. وتمتد مسيرة حماقي الفنية على مدى نحو ربع قرن حقق خلالها نجاحات كثيرة وتُوّج بعديد الألقاب على غرار صاحب الاسطوانة البلاتينية عن ألبومه “خلص الكلام” الذي حقق سنة 2006 أعلى درجة مبيعات، وأفضل فنان في الشرق الأوسط سنة 2010 وجائزة الباما العالمية كأفضل مطرب في الشرق الأوسط سنة 2016 وجائزة 100 مليون استماع على تطبيق أنغامي سنة 2018 وغيرها من الجوائز والتكريمات التي نالها.