“التقرير الذي لن نجرؤ على قراءاته …” و”السلطات التونسية وادارة الازمات (أزمة الخبز نموذجا) … لا حلول جدية دون تشخيص سليم” و”في تجاوز صعوبات المرحلة …!” و”أصبح أداة لخدمة أجندات سياسية وتصفية حسابات … صمت ‘القصبة’ يغذي الاشاعة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء.
“التقرير الذي لن نجرؤ على قراءاته …”
جريدة (الصباح)
“كم كنا نتمنى أن نتابع ونقرأ آراء ومواقف الجامعيين والاكادميين والنخب العلمية في بلادنا بعد نشر تصنيف شانغهاي العالمي للجامعات لبحث وفهم أسباب تدني جامعاتنا العمومية كما الخاصة في هذا التصنيف الذي اقتصر على جامعة صفاقس والتي وجب الاشارة الى أنها اقتربت من المرتبة الالف في هذا التصنيف بما يعني صراحة أن لدينا خللا تربويا ومعرفيا خطيرا يستوجب وضع الاصبع على الداء والانتباه الى غياب الجامعة التونسية رغم ما تزخر به من كفاءات مشهود لها في الداخل والخارج …”.
“الاكيد أن الحديث عن الجامعة ليس بمعزل عن الحديث عن المدرسة مصنع المستقبل، حيث يتم تكوين العقول من أطباء ومدرسين ومهندسين ورجال اقتصاد وأدباء ومفكرين ومبدعين لكن أيضا من صناعيين وعمال في مختلف الاختصاصات في عصر الذكاء الاصطناعي الذي لا يخيف الا الانظمة المتخلفة التي تراهن على الشعوذة والشعبوية في علاج قضاياها الاقتصادية والاجتماعية المعقدة التي تحتاج للعلم لتحديد مواقع الداء فيها واستحضار ما تحتاجه من حلول جذرية لتحقيق أمنها الغذائي والمائي والصحي واستعادة سيادتها الوطنية المنهوبة”.
“السلطات التونسية وادارة الازمات (أزمة الخبز نموذجا) … لا حلول جدية دون تشخيص سليم”
صحيفة (المغرب)
“ما تنشغل به السلطة هو الحفاظ على صورتها وعلى التزامها بشعاراتها السياسية الكبرى وتجنب الاقرار بأن ما تمر به تونس أزمة هيكلية شاملة تتجاوز أية مؤامرة ، ان وجدت، وما نحن ازاءه اليوم من تعقد الازمة واحتدامها يتجسد في أن الدولة التونسية ورغم توفر مخزون من العملة الصعبة يتجاوز ال100 يوم الا أنها غير قادرة على تزويد السوق التونسية بالسلع وفق ذات النسق القديم، والخطر الذي يتهددها تراجع مخزونها من العملة الصعبة في ظل غياب أفق واضحة لقدرتها على تعبئة هذا المخزون في ظرف وجيز يسمح لها بأن تلبي كل التزاماتها المالية، شراء بضائع من بينها البضائع الاساسية للنسيج الاقتصادي (المواد شبه المصنعة والمواد الاولية …) وسداد الديون … الخ. يضاف الى هذا عدم قدرة الدواوين الحكومية (ديوان التجارة وديوان الحبوب وديوان الزيت ..) على الوصول الى السوق المالية المحلية أو العالمية للاقتراض بهدف تلبية حاجيات السوق واشباعه بالسلع لوضح حد للاحتكار والمضاربة”.
“الازمة في جوهرها أزمة شاملة تتعلق بالمالية العمومية والتي ستتواصل انعكاساتها السلبية ما لم نصل الى مصادر تمويل أجنبية للميزانية، فهذا يحقق هدفين، ضمان مخزون من العملة الصعبة وهو الاهم وثانيا تجنب اختلال الميزانية واتساع العجز فيها لان هذا العجز سيرحل الى الميزانية القادمة”.
“في تجاوز صعوبات المرحلة …!”
جريدة (الصحافة)
“تجاوز الازمة الحادة ومتعددة الابعاد التي تعيش على وقعها بلادنا منذ أكثر من عقد من الزمن رهين تجاوز مطبات خارجية في علاقة بالحد من المديونية وسياسة الاقتراض والاخذ بعين الاعتبار جل المتغيرات الاقليمية والدولية وبناء شراكات مربحة وأخرى داخلية من قبيل ايجاد بدائل لتعبئة موارد اضافية للدولة وخلق للثروة وحسن استثمارها لصالح ‘التوانسة’ وتغيير المنوال التنموي لبلادنا بما يتوافق مع خصوصيتنا ويحقق الاكتفاء الذاتي في أغلب المنتوجات وخاصة منها الحبوب، ولنا من القدرة والكفاءات والاراضي الدولية وبذورنا الممتازة، التي استرجعنا مؤخرا جزءا منها، ما يضمن تحقيق ذلك، ووضع سياسات عمومية تستجيب للوضع الاقتصادي الدقيق وما يفرضه من تحديات على المالية العمومية وانتظارات الشعب التونسي في علاقة بتحقيق النمو الاقتصادي والنهوض بالتنمية وجلب الاستثمار وتحفيز الشباب للرفع من امكانات التشغيل لضمان الحد الادنى من الكرامة التي لا تستقيم دون شغل أو حرية أو استقلالية … وهي أبسط وأدنى ضروريات الحياة الانسانية”.
“أصبح أداة لخدمة أجندات سياسية وتصفية حسابات … صمت ‘القصبة’ يغذي الاشاعة”
صحيفة (الشروق)
“تواصل صمت رئاسة الحكومة وعدم افصاحها عن ملامح الفترة القادمة سواء في ما يتعلق بهيكلتها أو من سيؤثثها أصبح مادة تقتات منها الاشاعة التي حلت محل الخبر الرسمي وتحولت من مجرد معطى عرضي انطباعي الى صناعة تختلف أجنداتها وتتزايد أعداد صانعيها”.
“حالة الترقب مازالت مستمرة والصورة التي رسمتها، نجلاء بودن، مازالت مستمرة. فرئيس الحكومة الجديد الذي حمل آمال الكثيرين تميز في الفترة التي امتدت على ما يقارب الثلاثة أسابيع بقلة الحركة، على الاقل في المستوى الظاهري، وغياب تام للتواصل. حتى أن الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة، وهي المصدر الوحيد للمعلومة الرسمية، أصبحت تتقاسم نشر بلاغات نشرت بالصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية بنفس النص ونفس الصور”.
“الصمت في علاقة بالتحوير الوزاري هو ذاته الصمت المتعلق بالتحويرات المنتظرة في سلك الولاة والمعتمدين … جعل من مواقع التواصل الاجتماعي تصبح وسيلة للتعيين فعدد كبير من الشخصيات من انتماءات سياسية مختلفة تم الاعلان عن تعيينهم في مواقع شديدة الاهمية ثم تم الاعلان عن التراجع عن تعيينهم … في وقت قصير قد لا يتجاوز الساعات أحيانا”.
“يبقى الصمت الرسمي المغذي الازلي للاشاعة التي لم يتم حتى نشر معطيات تفيد عدم صدقيتها وهذا ما يحيل الى مسألة شديدة الخطورة وهي تحول نشر الاشاعة الى ما يشبه ‘المهنة’ التي تتقاطع فيها مصالح وتصفية حسابات ومحاولات للتموقع قرب مركز اتخاذ القرار … وهذا ما يحتم وضع حد لها بسرعة”.