مع اقتراب العودة المدرسية، تتجدد معاناة أولياء وتلاميذ المرحلة الإعدادية بمنطقتي العيور وسيدي بوعلي التابعتين لمعتمدية الميدة من ولاية نابل، وذلك سبب نقص توفر النقل المدرسي، وتقادم أسطول الشركة الجهوية للنقل بنابل، التي تقل أبناءهم إلى المدرسة الإعدادية بالميدة.
وعبر عدد من الاولياء، اليوم الثلاثاء، في تصريحات متطابقة لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، عن غضبهم واستيائهم من نقص السفرات وخاصة منها المسائية وعدم تلاؤمها مع الزمن المدرسي، مطالبين السلط المعنية بالتدخل العاجل وإيجاد حلول جذرية لهذا الإشكال الذي يؤثر على المسار الدراسي لأبنائهم.
وتحدثت ألفة بن خليفة، من متساكني منطقة العيور، عن الصعوبات التي يعيشها التلاميذ منذ بساعات الصباح الاولى، حيث تنطلق السفرة الصباحية للحافلة في حدود السادسة صباحا ليقضوا أكثر من ساعة امام المدرسة الإعدادية التي تفتح أبوابها عند الساعة الثامنة صباحا، وهو ما يجعلهم عرضة لعدة مخاطر أبرزها العنف والانحراف .
وبينت ان قضاء وقت طويل في الشارع ينعكس سلبا على سلوكهم ومكتسباتهم العلمية ليضطرهم الوضع الى الانحراف أو الانقطاع مبكرا عن الدراسة، مشيرة إلى حالة الاكتظاظ التي تشهدها الحافلات التي تقل تلاميذ مناطق العيور وسيدي بوعلي وعين غراب والتي تنقل ضعف العدد المخول لها، لاسيما وان عديد الفتيات تعرضن إلى المضايقات داخل الحافلة عديد المرات، وفق قولها.
من جهته، قال ناجي معتوق، ولي من منطقة العيور، إن غياب النقل المدرسي وعدم انتظامه وخاصة عدم تلاؤمه مع الزمن المدرسي، يعمق معاناة التلاميذ ويدفعهم، مكرهين، إلى الانقطاع المبكر عن التعليم، واضاف انه يفكر بجدية في الانتقال من منطقة العيور مسقط رأسه وكراء منزل بالميدة لتجنيب ابنته المعاناة اليومية التي أثرت سلبا على نفسيتها ومستواها التعليمي.
وطالب بتوفير حافلة خاصة بتلاميذ منطقة العيور لضمان نقل منتظم لعشرات التلاميذ، لاسيما وان مسار الحافلة التي تؤمن السفرة المسائية الأخيرة ينتهي عند محطة سيدي بوعلي، وهو ما يضطر أبناء منطقة العيور إلى قطع مسافة تزيد عن 2 كم للعودة إلى منازلهم سيرا الأقدام، مبينا ان هذه الوضعية تزيد تعقيدا في فصل الشتاء
ومن جانبه، أشار ربيع بن حميدة، من متساكني سيدي بوعلي، إلى تقادم أسطول النقل والاكتظاظ الذي تشهده الحافلات المخصصة للتلاميذ، وهو ما يؤثر سلبا على مستواهم ويثني بعضهم عن مواصلة المشوار الدراسي، واضاف انه يفكر جديا في منع ابنتيه (02) من مواصلة الدراسة “نظرا لتعرضهما للتحرش من قبل بعض التلاميذ “، وفق قوله.
وأبرز أنه تم في عديد المرات الالتجاء الى الأمن لفض أعمال العنف داخل الحافلة، وهو ما يضطر بعض التلاميذ الى الارتماء من شبابيك الحافلات، مناشدا السلط المحلية والجهوية بالتدخل العاجل لإيجاد حل وحماية أبنائهم من العنف والانحراف
وفي المقابل، أوضح المكلف بالإعلام بالشركة الجهوية للنقل بنابل معز الكافي، انه تم في إطار الاستعداد للعودة المدرسية، تنظيم اجتماعات على مستوى المعتمديات من بينها معتمدية الميدة، حيث تم الاطلاع على الإشكاليات التي يعاني منها أولياء تلاميذ مناطق العيور وسيدي بوعلي وعين غراب، مضيفا انه سيتم بالتنسيق مع السلط المحلية إيجاد حل لهذه المسألة حسب الإمكانيات المتوفرة للشركة
وأبرز في هذا الصدد، انه من المؤمل تعزيز أسطول الشركة الذي يعد 150 حافلة جاهزة من جملة 220 حافلة، بحوالي 19 حافلة جديدة، في إطار برنامج الاقتناءات وذلك بداية مع السنة المقبلة، وهو ما سيمكن من تقليص الإشكاليات المتعلقة بالنقل ومنها بالخصوص النقل المدرسي الذي يعد أولوية