مكنت الحملات الامنية واسعة النطاق التي قامت بها مختلف وحدات الامن الوطني من شرطة نجدة وامن عمومي ووحدات تدخل وحرس بحري، من 15 الى 18 سبتمبر الجاري، في اطار التصدي لظاهرة الهجرة غير النظامية والتي شملت كلا من صفاقس وقرقنة والمهديةمن احباط 74 عملية اجتياز للحدود خلسة بالاقاليم البحرية بالوسط ونجدة وانقاذ 2216 شخصا منهم 1837 من جنسيات افريقيا جنوب الصحراء و379 تونسيا وضبط 10 من المنظمين والوسطاء، وذلك وفق ما افاد به اليوم الثلاثاء، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية والمكلف بالاعلام، فاكر بوزغاية، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء .
واضاف، فاكر بوزغاية، “ان هذه الحملات الامنية التي وصفها بالهادفة وواسعة النطاق اضفت كذلك الى اخلاء الساحات العمومية من المظاهر المخلة بالامن العام، والمهاجرين غير النظاميين من بلدان افريقيا جنوب الصحراء المتمركزين بالساحات العمومية والذين ساهموا في ارتكاب عديد المخالفات على غرار الاعتداء بالعنف وغلق الطريق العام، وذلك في كنف احترام مبادئ حقوق الانسان، مما ادى الى تسجيل ارتياح لدى التجار برباط المدينة بباب الجبلي وسط مدينة صفاقس ولدى المتساكنين، وفق تاكيده.
وذكر ذات المصدر، انه “قد تم خلال هذه الحملات الامنية ايقاف عديد من المفتش عنهم وذوي السوابق العدلية، والعمل على عودة المرافق العمومية الى سالف نشاطها، في اشارة الى التنسيق بين السلطات الجهوية والوحدات الامنية من اجل استئناف سفرات اللود بين صفاقس وقرقنة الى سالف نشاطها بعد تعطل دام اكثر من 24 ساعة”.
واكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ، على ان “هذه الحملات الامنية التي تهدف الى الحفاظ على الامن العام والتصدي للهجرة غير النظامية بكل من صفاقس وقرقنة والمهدية ستتواصل، وذلك مع القيام بحملات مماثلة وموازية ببقية ولايات الجمهورية”.
وبدوره جدد الناطق الرسمي باسم الادارة العامة للحرس الوطني، العميد حسام الدين الجبابلي، قوله في تصريح لصحفية /وات/ “ان هذه الحملات الامنية الواسعة النطاق التي قامت بها وحدات الحرس والامن الوطنيين بوزارة الداخلية بمختلف الاقاليم البحرية بالوسط من 15 الى 18 سبتمبر الجاري، لا تزال متواصلة لتشمل مختلف ولايات الجمهورية من اجل التصدي للهجرة غير النظامية واستهداف مواطن الجريمة”.
يذكر ان حملة أمنية ليلية واسعة النطاق، نفذتها الوحدات التابعة لمختلف أسلاك الحرس والأمن، خلال كامل الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت، بكل من مدينة صفاقس وسواحلها الشمالية وجزيرة قرقنة، اسفرت عن سلسلة إيقافات في صفوف المطلوبين للعدالة في جرائم الحق العام وإحباط عمليات هجرة غير نظامية ومداهمات لمحلات تجميع المهاجرين.
وبدورها شهدت جزيرة قرقنة، فجر يوم السبت الماضي، في إطار هذه الحملة الأمنية واسعة النطاق، عملية إنزال جوي باستعمال المروحيات وبمشاركة عديد الوحدات الأمنية الخاصة وفرق التدخل السريع جهويا ومركزيا.
وتهدف هذه العملية، وفق العميد حسام الدين الجبابلي، إلى مراقبة وإحباط عمليات الهجرة غير النظامية وتعقب منظمي هذه الرحلات والوسطاء المتاجرين بأرواح الناس، فضلا عن الحرص على تأمين استمرارية المرفق العمومي للنقل بين صفاقس وقرقنة.
وكان الرئيس قيس سعيد توجّه خلال كلمة القاها بمناسبة اشرافه امس الاثنين على مجلس وزاري مضيق باللوم إلى القناة الوطنية “لعدم حديثها عن العمليات التي تقوم بها القوات الأمنية والعسكرية والعمل غير المسبوق في تفكيك عديد الشبكات الإجرامية التي تتاجر بالبشر وبأعضاء البشر”، مشيرا إلى أن “كل هذا لا وجود له على الاطلاق في القناتين الوطنيتين الأولى والثانية، رغم أنه تم وضع صور وفيديوهات على ذمة هاتين القناتين لكنها غابت عن نشراتهما الإخبارية”..كما أشار رئيس الدولة إلى أن القيادات الأمنية مازالت على الميدان الآن تمشّط منطقة على طول 30 كيلومترا تقريبا وإلى أنه كان يتابع هذه العمليات حتى الفجر.