القصرين: تلاميذ مدرسة “عين سيدي محمود” بحاسي الفريد وأولياؤهم يتطلّعون إلى لفتة جديّة وتدخل شامل ينهض بمدرستهم المتهالكة


تحت تخوم جبل السلوم، المعلن منذ سنوات منطقة عسكرية مغلقة، تقبع المدرسة الإبتدائية “عين سيدي محمود” الراجعة بالنظر إلى حاسي الفريد المعتمدية الأفقر بالبلاد التونسية، تقبع وحيدة بعيدة عن المنازل البائسة المتناثرة هنا وهناك في أرض صخرية قاحلة تكسوها الأشواك.

56 عاما مرّت على تشييد هذه المؤسسة التربوية دون أن تشملها أشغال تهيئة شاملة بإستثناء بعض التدخلات البسيطة، وهي تتكون من 6 فصول و5 أقسام أحدها متهاو وغير مستغل، ومطعم مغلق، وخزان ماء غير صالح للاستعمال، وحنفية معطبة، وسور دون باب وساحة ترابية، ومساكن إدارية، ومكتب المدير، ووحدة صحية جديدة، وصهريج ماء.

تلاميذ مدرسة عين سيدي محمود البالغ عددهم 140 تلميذا وتلميذة يتكبدون يوميا مشقة التنقل لمسافات طويلة تصل أقصاها إلى 8 كيلومترات وأدناها الى كيلومتر ونصف، وفق ما أكده عدد من أولياء تلاميذ هذه المدرسة الريفية النائية في تصريحات متطابقة لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء.

كما طالب الأولياء بإعادة فتح المطعم المدرسي المغلق منذ ما يزيد عن 4 سنوات بسبب عدم خلاص مستحقات المزودين لتمكين أبنائهم من لمجة تسكت جوعهم، وبإصلاح القاعة المتداعية للسقوط وتحويلها الى قاعة مراجعة أو قاعة مطالعة، وبربط المدرسة بشبكة الماء الصالح للشرب عوضا عن تزويدها من صهريج سرعان ما ينفذ ماؤه، وببناء قسم تحضيري، وإصلاح الباب الرئيسي للمدرسة لحماية التلاميذ من خطر الكلاب السائبة والحيوانات المفترسة، وبتوفير نقل مدرسي لأبنائهم يؤمن تنقلاتهم اليومية ذهابا وايابا ويحميهم من لسع برد الشتاء القارس، وحرّ الصيف اللاذع، إلى جانب المطالبة بإقرار توقيت إستثنائي لهذه المدرسة نظرا لخصوصيتها (تقع في منطقة عسكرية مغلقة وبعيدة عن التجمعات السكنية).

وردّا على بعض المطالب، أوضح المكلف بإدارة المركز الجهوي للصيانة بالقصرين، محمد همادي، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن تدخلا سيشمل قريبا مدرسة عين سيدي محمود ويتمثل في بناء قسم تحضيري جديد مع بعض الإصلاحات الطفيفة على مستوى ربطها بشبكة الماء الصالح للشرب، وإصلاح بابها الرئيسي، إلى جانب تدخل ثان سنة 2024 يشمل إصلاح القاعة المتداعية للسقوط، وتهيئة وصيانة بقية القاعات والساحة .

وبيّن همادي أن هذه التدخلات تندرج في إطار مشروع ممول من قبل الصندوق العربي للانشاء والتعمير بكلفة جملية تقدر بـ250 ألف دينار، مشيرا إلى أن القاعة المتداعية للسقوط مشيّدة منذ زمن بمجهود شعبي وقد تم غلقها من قبل المصالح المعنية بمندوبية التربية حفاظا على سلامة التلاميذ والاطار التربوي والعملة.

ومن المنتظر أن تتم قريبا إعادة فتح المطعم المدرسي المغلق منذ سنوات لتمكين التلاميذ من لمجة جاهزة جافة، باعتبار أن المطعم غير مهيأ حاليا لإعداد أكلة ساخنة، كما سيتم تخصيص حافلة مدرسية صغيرة لتأمين تنقلهم بشكل يومي من منازلهم الى المدرسة.

يشار الى أن كافة تلامذة المدرسة الإبتدائية عين سيدي محمود تحصّلوا الجمعة المنقضي على مستلزمات عودتهم المدرسية من محافظ وكتب وكراسات مدعمة وأقلام وملابس وأحذية شتوية وصيفية، وقد أشرف وزير الشؤون الإجتماعية مالك الزاهي على توزيع هذه المساعدات رفقة والي الجهة رضا الركباني، وثلة من الإطارات الجهوية والمحلية ذات الصلة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.