تطرقت بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الجمعة ، الى عدد من المواضيع المتصلة بالشأن الوطني والقضية الفلسطينية من بينها زيارة نائب رئيسة الوزراء ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الايطالي أنطونيو تاياني اليوم الى تونس فضلا عن التطرق الى تواصل مساعي تهجير الفلسطينيين من غزة عبر آلية الابادة الجماعية في ظل الدعم الغربي والصمت العربي.
هل ينجح “تاياني” في تحريك المياه الراكدة ؟
(جريدة الصحافة)
“ولعل زيارة تاياني الى تونس تكون قادرة على تحريك المياه الراكدة ورفع اللبس بين تونس والاتحاد الأوروبي والمساهمة في التسريع في تنفيذ بنود اتفاق مذكرة التفاهم وابرام اتفاقات وشراكات جديدة على المستوى الاقتصادي والتجاري ”
“وسيتعين على تاياني أيضا محاولة رأب الصدع بين تونس والاتحاد الأوروبي بعد زيارتين مؤجلتين (الأولى لوفد من أعضاء البرلمان الأوروبي ، والثانية لمسؤولين من المفوضية الأوروبية ) الى جانب رفض الجانب التونسي الدعم ب60 مليون أورو والذي كان مخصصا لتخفيف تداعيات جائحة كورونا ”
“وتفيد الاحصائيات بأن أكثر من 85 ألف شخص وصلوا منذ بداية 2023 وحتى منتصف سبتمبر الى السواحل الايطالية قادمين من الشواطىء التونسية بمعدل 319 شخص يصلون يوميا أي بزيادة تفوق ال360 بالمائة مقارنة بالعام الماضي “.
“كما تأتي زيارة تاياني في ظل توتر حاد في المنطقة بعد العدوان الاسرائيلي على غزة على خلفية عملية “طوفان الأقصى”والتي نفذتها المقاومة الفلسطينية ”
التهجير مخطط …ابادة جماعية…والدعوة اليه جريمة
(جريدة الشروق)
“لن يقبل الفلسطينيون بالتهجير ذلك من منطلق ما أبهراو به العالم طيلة الأعوام الماضية والى حد الآن من تضحيات وصمود وتمسك بالبقاء على أرضهم وفي حضن وطنهم وبالحق الكوني في تقرير مصيرهم وفي دولة تحفظهم وأكثر من ذلك لن يحظى هذا المخطط البائس بأي قبول سواء من دول المنطقة أومن بقية الدول والقوى التي تساند القضية الفلسطينية والملتزمة بالقوانين الدولية لأن الأمر يتعلق بكل أصناف الأفعال التي يجرمها القانون الانساني الدولي من “جريمة حرب” الى “جريمة ابادة جماعية ” ثم “جريمة ضد الانسانية” وهي جرائم لن يسلم من تبعاتها عاجلا أم آجلا كل من ساندها أوسهل ارتكابها ” .
“وقد آن الأوان اليوم لأن تقف كل الدول العربية صفا واحدا تجاه نوايا التخطيط لهذه الجريمة ومنع تداول أية مقترحات بشأنها داخليا وتجريم ذلك ..فبعض الاصوات التي بدأت تظهر مؤخرا في بعض الدول العربية منها تونسس لاستقبال الفلسطينيين الراغبين في “التهجير” والتي بات ظاهريا وكأنها ملتحفة برداء “الشعور الانساني” النبيل’ الهادف لانقاذ الشعب الفلسطيني من نار الحرب نحو دول آمنة ، تفوح من ورائها رائحة الترويج لهذا المخطط الجهنمي الاسرائيلي الأمريكي ..وهو ما ترفضه الدول التي تؤمن بالقضية الفلسطينية وفي مقدمتها تونس قيادة وشعب ”
لاسلام مع من لا يريد السلام
(جريدة الصباح)
“ست دول عربية ركبت قطار السلام مع اسرائيل ووقع بعضها اتفاقيات “ابراهام “وأقامت علاقات ديبلوماسية وسياسية وأمنية واقتصادية حتى مع الكيان الصهيوني …ولكن لا سلام تحقق ولا الشعوب العربية التي أرغمتها أنظمتها على هذا السلمن تقبلت ذلك السلام ”
“فمنذ بدء عملية الابادة الجماعية في غزة ومحاولة اجبار الفلسطينين مرة أخرى على التهجير واستحضار تفاصيل النكبة المأساوية من جديد والشعوب العربية تنتفض في كل الأوطان بما في ذلك دول التطبيع مطالبة بنقض هذه الاتفاقيات وفتح الحدود وفرض المواجهة حتى بقوة السلاح”
“واستنفار الشعوب وبشاعة جرائم الاحتلال تفرض اليوم موقفا من هذه الاتفاقيات التي لم تفد القضية الفلسطينية في شىء وعجزت معها دول التطبيع حتى على الاحتجاج ديلوماسيا على سفراء الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية ، في حين أثبتت الدول العربية التي قاومت الضغوطات الدولية من أجل التطبيع كما خططت لذلك الادارة الأمريكية ، أن مواقفها المنحازة للحق الفلسطيني هي الأكثر انصافا ووجاهة وعدالة انسانية ، لأن الطرف المفترض في هذا السلام لم يرغب يوما في السلام ، بل وجد في تلك الاتفاقيات مدخلا لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير ما بقي من شعب الشتات ”
“وكل ذلك يجعل من مقاومة كيان الاحتلال ومواجهته بكل الوسائل الممكنة الخيار الوحيد لحماية شعب أعزل يواجه ابادة ممنهجة منذ النكبة وأمام أنظار العالم الغربي المورط بالصمت في كل جرائم الكيان الصهيوني ”
ما الذي يمكن للعرب فعله ؟
(جريدة المغرب)
“موقف سياسي سليم ولكن للأسف دون ورقات ضغط للدفع باتجاهه ويظل خطابا سياسيا فاقدا للأفق ، وهنا تكمن أهمية التحركات الديبلوماسية والاقتصادية للدول العربية ، والتي تتضمن بالأساس اجراءات حازمة وصريحة من خيار استدعاء سفراء الدول التي لديها علاقات مع الكيان الاسرائيلي الى بلدانهم ومطالبة سفراء الاحتلال بالمغادرة ، ولا يقتصر التحرك الديبلوماسي على سحب السفراء العرب من الكيان بل تتضمن أيضا خيارات من بينها أن تقدم كل العواصم العربية على استدعاء سفراء الدول السبع الكبرى والاحتجاج الصريح على سياسات بلدانهم والمطالبة بوضع حد للازدواجية التي تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط وفي العالم ”
“خيار سياسي يمكنه أن يكسر الغطرسة الصهيونية والغربية في علاقة بالقضية الفلسطينية ويجبرهما على مراجعة السياسة الراهنة باعتبار أن هاجسها الأساسي لهم أن تحظى اسرائيل بعلاقات طبيعية مع محيطها قد يكون ذلك مهددا اذا وقع التلويح بورقة الديبلوماسية والخيارات السياسية الممكنة لدى الدول العربية ”
“هنا يمكن أن يدعم الخيار الديبلوماسي بخيارات اقتصادية عدة كان يقع التلويح من قبل الدول النفطية بأنها ستلجأ الى فك الارتباط بين النفط والدولار ان لم تعدل الولايات المتحدة الأمريكية سياستها لتكون أكثر توازنا وأنها قد تلجأ كذلك الى خيار التخفيض انتاج النفط تدريجيا وهوخيار لا يحمل أي ضرر لاقتصاديات هذه الدول أوخسائر مالية كبرى بل يسلط ضغطا على الاقتصاد العالمي والغربي أساسا الذي يواجه مخاطر الركود والتضخم “.