سليانة: مقومات تنموية وخصائص طبيعية ثرية مقابل اشكاليات محلية

تقع ولاية سليانة على مسافة 125 كم من تونس العاصمة، وهي تتوسط 07 ولايات: القيروان وزغوان من الشرق وباجـة وجندوبة من الشمال والكاف والقصرين من الغرب وسيدي بوزيد من الجنوب، ما جعلها نقطة ترابط جغرافي بين ولايات الشمال الشرقي والشمال الغربي من جهة، والوسط والجنوب من جهة أخرى.

تمسح الولاية 4.670 كلم 2، وتنقسم إلى 11 معتمدية تضم 86 عمادة، تقدر مساحة الاراضي الفلاحية بها ب431.2 ألف هكتارا و139 ألف هكتار من الغابات والمراعي و18.5 ألف هكتار من المناطق السقوية، حسب تقرير المندوبية الجهوية للتنمية بسليانة لسنة 2021، في المقابل يطغى المناخ شبه الجاف على 93,6 بالمائة من مساحة الولاية، مقابل 2,6 بالمائة للمناخ شبه الرطب بالشمال، و3,8 بالمائة للمناخ الجاف بجنوب الولاية، حسب تقرير المخطط الجهوي للتنمية للفترة 2023 / 2025.

تزخر ولاية سليانة بموارد طبيعية هامة، من تربة ومياه وغطاء نباتي وقطيع حيواني، مما جعل مساهمة القطاع الفلاحي في نشاطها الاقتصادي هاما، حيث تساهم الولاية في الإنتاج الفلاحي الوطني بنسبة 13 بالمائة من إنتاج الحبوب، و7 بالمائة من إنتاج اللحوم، و3 بالمائة من بقية المنتوجات، لتحتل المرتبة الثانية في إنتاج الحبوب بـ2,6 مليون قنطار والمرتبة الأولى في إنتاج حب الملوك بـ 2500 طن/سنة، بالاضافة الى ما توفره من ثروة حيوانية هامة وخاصة من الأغنام .

يرتكز النشاط الفلاحي في الجهة أساسا على الزراعات الكبرى التي تحتل 69 بالمائة من الأراضي المحترثة، وعلى الزياتين والأشجار المثمرة التي تمسح 27 بالمائة من الأراضي المحترثة، ولا تتجاوز ساحة البقول الجافة والخضروات ال4 بالمائة من هذه الأراضي، وبالنسبة للنسيج الصناعي فهي تتوفر على 60 وحدة صناعية (تشغل 10 عمال فما فوق) ينشط أغلبها في قطاعات الصناعات الغذائية والصناعات المختلفة والنسيج والجلود والأحذية ومواد البناء والخزف والبلور، وتوجد بالولاية 5 مناطق صناعية مهيأة على مساحة 51 هك بكل من سليانة 1 (14.0هك) وسليانة 2 (10 هك) وقعفور (10.0 هك) وبوعرادة (13.0 هك) ومكثر 4.0 هك.

تعرف ولاية سليانة بثراء وتنوع إمكانياتها الطبيعية فهي تحتوي على 40 موقعا من المواد الإنشائية كالرخام والحجارة والطين والرمل، ومنابع للمياه المعدنية الباردة بعين سكرة (سليانة الجنوبية) قابلة للاستغلال، وعين بوسعدية (برقو)، ومنبع للمياه الإستشفائية الحارة بحمام بياضة (الكريب)، ويوجد بها الكثير من المعالم الأثرية التي تعود إلي الحضارات البونيقية والرومانية والبيزنطية والعربية، أهمها جامة وكسرى ومكثر وميستى، على غرار الحديقة الوطنية بجبل السرج على مساحة 1720 هكتارا و محمية طبيعية بكاف الراعى بالروحية على مساحة 1727هكتارا، تساهمان في التوزان البيئي والتنوع البيولوجي

كما تتوفر الولاية على نواة جامعية تتكون من المعهد العالي للدراسات التكنولوجية والمعهد العالي للفنون والحرف بطاقة استيعاب تناهز1500 طالب، ومحضنة لبعث المؤسسات، ومركز للعمل عن بعد، بطاقة استيعاب تقدر ب50 مشروعا، إلى جانب 232 مؤسسة تعليمية ومستشفى جهوي و8 مستشفيات محلية و86 مركز صحة أساسية، وهي تحتوي على شبكة طرقات معبدة على طول حوالي 772.9 كلم، أهمها الطرقات الوطنية رقم 4 و5 و12، والطرقات الجهوية رقم 73 و47، إلى جانب خط للسكة الحديدية يربطها بتونس والكاف

ورغم ما تحتويه ولاية سليانة من مقومات تنموية وخصائص طبيعية، الا أن أبرز إشكاليات عماداتها تتلخص في عزلة عدد من المناطق الريفية، نظرا لتهرؤ المسالك الفلاحية، واضطرابات على مستوى التزود بالماء الصالح للشرب سواء لسوء تسيير المجامع المائية أو بسبب شح الموارد المائية ونضوبها ، الى جانب غياب تمثيليات عدد من الإدارات الجهوية وأزمة النقل لعدم توفر حافلات أو سيارات نقل ريفي خاصة في الفترات المسائية وتعطل عدد من المشاريع بسبب عدم توفر الاعتمادات أو إشكاليات عقارية.

معتمدية الكريب
اكبر اشكال يرهق متساكني عمادات معتمدية الكريب، في حياتهم اليومية، وخاصة في فترة الصيف، والذي يطغو على بقية الصعوبات الاخرى، مشكل الاضطراب التزود بالماء الصالح للشرب، وذلك خاصة بمناطق مهيريس وكلاع و الغزاونية التابعة لعمادة برج المسعودي، إضافة الى أحياء عبد ربه 1 و الجامع و الشعبة بعمادة الكريب الجنوبي

معتمدية بورويس
الاشكال البيئي، حوّل وادي تاسة بمعتمدية بورويس ، الى “مصب”، للصرف الصحي لمناطق بورويس والسرس والزوارين والدهماني، على حد تعبير الناشط بالمجتمع المدني صالح المليتي، وهو ما يستوجب ايجاد حل لهذا الاشكال، الذي يؤثر على جودة الحياة والذي من شانه ان يؤثر على الجانب الصحي، ويكون ذلك مبدئيا بتركيز محطة تطهير، كما تشكو المعتمدية من تعطل عدد من المشاريع ابرزها مشروع القباضة المالية ودار الثقافة، كما تفتقر المعتمدية الى مركز أمن وطني، والى توفير النقل خاصة اثر خلال فترة الظهر.

تشكو عمادة عين عاشور، من تردي مسالكها الفلاحية (مسلك عين عاشور ومسلك الرويسين)، ويعاني متساكنو منطقة التريشة بالخصوص من رداءة الطريق المحلية 660 الرابطة بين معتمدية بورويس وولاية سليانة، بالاضافة الى اضطرابات التزود بالماء الصالح للشرب بسبب سوء تسيير ومديونية مجمع بالرويسين الجبل وبورويس الفلاحي.

معتمدية قعفور
أجمع عدد من متساكني معتمدية قعفور على ان ابرز الإشكاليات التى يطمحون الى ايجاد حل لها ، الافتقار الى مواطن الشغل، ومراكز تكوين، إضافة الى غياب الفضاءات الترفيهية والعائلية وعدم توفر عدد من تمثيليات الإدارات العمومية، التى من شانها توفير التنقل الذي يمثل في حد ذاته اشكالا نظرا لعدم توفرها وسوء استغلال خط شركة السكك الحديدية وتعطل مشروع ربط مدينة الأخوات بولاية سليانة

معتمدية بوعرادة
صرحت مصادر محلية بمعتمدية بوعرادة بأن مايقارب 12 مسكنا بمنطقة الهيشري من عمادة فطيس، غير مرتبطة بشبكة التيار الكهربائي، و26 مسكنا غير منتفع بالماء الصالح للشرب، ويتواصل غلق مركز الصحة الأساسية باعتباره أيل للسقوط، في حين تفتقر عمادة طرف الشناء لمركز صحة أساسية، ونادي شباب ريفي ومكتب بريد، وتعاني مناطق سيدي مسعود وماجر و العثامنية التابعة لعمادة سيدي عبد النور بدورها العطش وتفتقر عمادة بوعرادة لمركز حماية مدنية ودار للخدمات ومكتب تشغيل وسوق بلدي منظم،

معتمدية العروسة
يعاني اهالي المعتمدية التى تتضمن 5 عمادات، من تردى البنية التحتية، خاصة منها الطريق الرابطة بين بوحجبة العروسة وطرقات منطقة التلالة والطريق الرابطة بين العروسة ومسراطة

معتمدية برقو
تعتبر بعض التجمعات السكنية بعمادة عين فرنة من معتمدية برقو، معزولة عن التجمعات على غرار تجمع عين رمادة، بسبب صعوبة التنقل المرتبطة بالطرقات ووسائل النقل، كما تشكو مناطق العوامرة و الزوابين خاصة بعدم تزود عدد من التجمعات السكنية بالماء الصالح للشرب، وذلك بسبب تعطل بعض المشاريع

معتمدية مكثر
يفتقر 12 منزلا بعمادة الشوارنية للتزود بالماء الصالح للشرب، باعتبار المنطقة مرتفعة وبعيدة عن خزائن الماء، كما تشكو من غياب تام لمراكز رعاية الأم والطفل و صعوبة تنقل الأطفال للمدارس باعتبار المسالك الفلاحية الوعرة وهو ما لاحظه الناشط بالمجتمع المدني جمال الدين مذكور
ويتذمر متساكنو عمادة صيار باستمرار من انبعاث الروائح الكريهة من بالوعات وقنوات تصريف المياه في حي الملعب 2 وتكدس الفضلات وتهرؤ البنية التحتية، حيث أن الطريق الوطنية 12 غير مطابقة للمواصفات، جراء الاشغال المتعطلة بها ، ورغم ان طريق أولاد خضر من عمادة مكثر الشمالية معبدة الا انها غير مرقمة ومتأكلة من الأطراف
ويعتبر اشكال انبعاث الروائح الكريهة من بالوعات وقنوات التصريف الصحي وتهرؤ البنية التحتية (مسالك فلاحية غير مهيئة و غير معبدة ) مشكلا نجده ايضا في عمادة مكثر الجنوبية

معتمدية سليانة الجنوبية
يشكو متساكنو عمادة القابل من نقص في تهيئة المسالك الفلاحية والموارد المائية وفي حماية الأراضي من الانجراف، كما ينقص المنطقة ربط مناطق عمادة سجة بشبكة التطهير، وخاصة منطقة الرملية وقريتي سيدي حمادة و القنارة (عمادة سيدي حمادة) ومناطق رأس الماء و الغمالية والزريبة و سكرة (عمادة سيدي مرشد)

معتمدية سليانة الشمالية
تفتقر المعتمدية الى فضاءات ترفيه للأطفال ولمنتزهات عائلية ومسرح هواء طلق لاحتضان مختلف الأنشطة الثقافية، بالاضافة الى الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب.

معتمدية الروحية
تتلخص إشكاليات معتمدية الروحية في عدم توفر وسائل النقل غير المنتظم (نقل ريفي)، وغياب الماء الصالح للشرب خاصة بعمادة السميرات الجنوبية، وتردى المسالك الفلاحية بجل عماداتها خاصة ببوعجيلة، وتضرر عدد من المناطق السقوية بسبب سوء تسيير من المجامع المائية و شح الموارد المائية

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.