خصّصت ندوة عمل التأمت، اليوم الأربعاء، بفضاء المركز الثقافي الجبلي بسمامة في معتمدية سبيطلة من ولاية القصرين، ب، لتقييم مسار وحصيلة السنوات العشر الماضية لمشروع المبادرة النموذجية للتنمية المحلية المندمجة، المنفذ من قبل منظمة العمل الدولية بتمويل من الإتحاد الأوروبي والتعاون السويسري، في مناطق التدخل بجهتي القصرين وسيدي بوزيد.
وقد شملت تدخلات هذا المشروع، الذي انطلق سنة 2012 تحت إشراف وزارة الإقتصاد والتخطيط ( وزارة التنمية سابقا) وتواصل مع وزارة الداخلية بالشراكة مع وزارة التنمية في إطار دعم مسار اللامركزية خلال السنوات العشر الفارطة، 10 ولايات و30 بلدية بتونس، وفق رئيس مشروع المبادرة النموذجية للتنمية المحلية المندمجة جاد بوبكر.
وأوضح بوبكر، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن ندوة اليوم التي تهم ولايات الوسط سبقتها ندوة بولاية مدنين شملت ولايات الجنوب، وستنتظم يوم 16 نوفمبر الجاري ندوة في ولاية جندوبة مخصّصة لولايات الشمال الغربي، مشيرا إلى أن ندوة ولاية القصرين تهم آليات التنمية وخاصة السلاسل القيمية وتنميتها، وأشرف على فعالياتها والي الجهة رضا الركباني، بحضور مدراء عامين من وزارة الإقتصاد والتخطيط ووزارة الداخلية وثلة من الإطارات الجهوية والمحلية المعنية
وبيّن، في سياق متصل، أن مشروع المبادرة النموذجية للتنمية المحلية المندمجة عمل بالأساس على 3 سلاسل قيمية وهي تثمين مخلفات مقاطع الرخام الغنية بها ربوع القصرين، وتثمين المنتوجات الفلاحية بالقصرين، وتثمين خشب الزيتون بولاية سيدي بوزيد، كما تم العمل بجهة القصرين وتحديدا ببلديتي بوزقام والشرايع-مشرق الشمس على تهيئة البنية التحتية (تهيئة وتعبيد طرقات ومسالك ريفية وفلاحية وبناء جسور)، وتهيئة 9 مدارس منها 3 مدارس تم استكمال تهيئتها وصيانتها بنسبة 100 بالمائة والبقية ستنطلق أشغال تهيئتها قريبا بالشراكة مع المندوبية الجهوية للتربية بالقصرين.
كما تمت تهيئة 3 مستوصفات وبناء فضاء صناعي في بلدية الشرايع-مشرق الشّمس من قبل المندوببة العامة للتنمية الجهوية أُحِيلَتْ ملكيته للمجلس الجهوي، وتم تدريب شباب المنطقة حول آليات تحويل المنتجات الفلاحية في مجال صنع المربى والعصير والخل وشبس التفاح وتجفيف الطماطم، وهي سلسلة كاملة لتحويل كل المنتجات الفلاحية مع مرافقة فلاحي المنطقة عبر هيكلتهم في شكل شركة تعاونية للخدمات الفلاحية، وفق نفس المصدر.
وذكر أنه تم على امتداد السنوات العشر الماضية التدخّل في 30 بلدية بتونس، وفك عزلة 17 قرية بصفة كلية منها قرية زاوية بن عمار ببلدية الشرايع-مشرق الشمس، كما انتفع حوالي 400 ألف مواطن من مشروع المبادرة النموذجية للتنمية المحلية المندمجة المتواصل إلى غاية سنة 2025، والذي ساهم في انخراط 2200 شخص في شركات تعاونية وفي مجامع تنمية فلاحية 32 بالمائة منهم نساء، مع تكوين 420 شاب وشابة ومرافقة بعضهم عند الانتصاب للحساب الخاص في شركات للأشغال الغابية والفلاحية وشركات البنى التحتية.
من جهته، ذكر المدير عام بوزارة الإقتصاد والتخطيط المكلف بملفات التنمية الجهوية، سمير الأزعر، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن مشروع المبادرة النموذجية للتنمية المحلية المندمجة يهدف بالأساس الى تحسين ظروف عيش متساكني المناطق المحرومة عبر مساعدتهم على إيجاد مواطن شغل ودخل قار يمكنهم من الاستقرار في مناطقهم واستغلال الموارد الطبيعية المتوفرة بها، مع احداث تعاضديات لمساعدة باعثي المشاريع على تسويق منتوجاتهم، مع تمكينهم من المرافق الضرورية للحياة من ماء صالح للشراب وتنوير وتهيئة المسالك الفلاحية والريفية.
وأكد الأزعر أن كل هذه التدخّلات التي تهم 6 ولايات (القصرين وجندوبة وقفصة وتطاوين وباجة وقبلي) والمناطق الريفية النائية بالأساس، تندرج في إطار التوجهات المستقبلية للدولة ضمن رؤية تونس 35 وفي اطار المخطط التنموي بهدف دفع التنمية بهذه الجهات من خلال المحور المتعلّق بتنمية جهوية عادلة وتهيئة ترابية دامجة والذي يرتكز على دفع التنمية بالمناطق الأقل نموا والمناطق ذات الاشكاليات الخصوصية وذلك باستغلال الثروات الطبيعية.
وأكد ممثل وزارة الإقتصاد والتخطيط بالمناسبة أن ولاية القصرين تعدّ من الولايات ذات الأولوية في العمل التنموي وفي كل تدخلات الدولة باعتبارها من الولايات الأقل نموا كما لديها الأولوية في الاعتمادات التي تخصص سنويا لتدخلات البرنامج الجهوي، مع تمتعها بامتيازات التنمية الجهوية بالنسبة لمشاريع القطاع الخاص التي تساوي أو تبلغ 30 بالمائة من مجموع الاستثمارات.