“يحتـاج الشـعب التونسـي إلـى الإسـتعداد للواقـع المناخـي الجديـد. ويمكـن لتونـس أن تسـتفيد مـن نظـم الحمايـة الإجتماعيـة القائمـة وبنـاء القـدرات لضمـان الإسـتجابة السـريعة للضغـوط والظواهـر المناخيـة، فمـن شـأن هـذه الإسـتجابة أن تقلـل إلـى أدنـى حـد مـن آثـار التغيـرات المناخيـة علـى النـاس”، وفق ما أشار إليه تقرير لمجموعة البنك الدولي حول “المناخ والتنمية في تونس”، تم تقديمه، الاربعاء، خلال لقاء إعلامي بمقرالبنك بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس.
وذكرت مجموعة الخبراء التي أعدت التقرير إلى أنه “مـن شـأن التأهـب للطـوارئ، بمـا فـي ذلـك النظـم الصحيـة المعـدة، أن يسـاعد علـى الحفـاظ علـى الخدمـات الأساسـية ويقلـل مـن التأثيـرات السـلبية للظواهـر المناخيـة سـريعة الحـدوث”.
وأضافت أنه من الضروري إعطـاء الأولوية للفئـات الضعيفـة والهشـة بمـا فيهـا النســاء، في ما يخص تدابيرتخفيف اثار التغيرات المناخية . “إن تعزيــز أنظمــة الحمايــة الإجتماعيــة وضمــان القــدرة العادلــة علــى الوصــول إلــى المــوارد، والأنظمــة الصحيــة، والتعليــم كفــيلان بتوفيـر أسـاس صلـب لأولئـك الذيـن هـم أكثـر تضـررا بالتغيـرات المناخيـة”.
كما أشار التقرير إلى أن “الشـعب التونسـي يحتاج أيضـا إلـى أن يتـم تجهيـزه للوظائـف الضروريـة لتحقيـق اقتصـاد أخضـر ودائـري. حيـث يشـكل تطويـر المهـارات المناسـبة أهميـة كبـرى فـي تخليـص الـبلاد مـن الكربـون”، مضيفا أن “نظـام التعليـم الحالـي يبدو أنه يفضـل المهـارات ?الخضـراء” الأعلـى مسـتوى، مـع التكافـؤ النسـبي بيـن الجنسـين فـي البرامـج المرتبطـة بالطاقـة المتجـددة، بيـد أن هنـاك فجـوة كبيـرة فـي القـدرات فيمـا يتعلـق بالمهـارات ?الخضـراء” المتوسـطة أو المنخفضـة، ولا سـيما علـى مسـتوى التدريـب فـي مجـال التعليـم التقنـي والمهنـي”.
وحسب نفس المصدر، “ستسـتفيد تونـس مـن بـذل جهـود متضافـرة فـي جميـع مؤسسـات التعليـم والتدريـب، التـي ينبغـي أن تكـون علـى نحـو مثالـي مرتبطـة ارتباطـا وثيقـا بمطلـب القطـاع الخـاص لتعزيـز الجـودة والأهميـة، لضمـان وجـود قـوة عاملـة مؤهلـة تأهـيلا مناسـبا للقيـام بالوظائـف المطلوبـة لتحقيـق أهدافهـا المناخية”.
يذكر أن تقريــر”المناخ والتنمية في تونس”، يقدم، حسب المؤسسة المالية الدولية، جملــة مــن التوصيــات لمعالجــة تحديــات نــدرة الميــاه وارتفــاع مسـتوى سـطح البحـر والفيضانـات، وإزالـة الكربـون مـن قطـاع الطاقـة، كما يقتـرح إجـراءات محـددة مشـتركة بيـن القطاعـات وإجـراءات أفقيـة لمعالجـة فجـوات رأس المـال البشـري وتهيئـة الظـروف الماليـة العموميـة المناسـبة لتمويـل الإسـتثمارات الضروريـة.