يمكن أن يؤثر الطقس البارد على صحتنا بعدة طرق، بعضها متوقع، مثل زيادة السعال ونزلات البرد، والبعض الآخر قد يكون مفاجئا للكثير منا.
وقد تشمل الآثار الجانبية المفاجئة للطقس البارد حالات طبية مثل آلام الظهر وحتى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
1. قضمة الصقيع
وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها “غالبا ما يؤثر هذا المرض على الأنف أو الأذنين أو الخدين أو الذقن أو أصابع اليدين أو أصابع القدمين”.
ووصفت هيئة مراقبة الصحة قضمة الصقيع بأنها “إصابة في الجسم ناجمة عن التجميد”.
وتضيف هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن هذا يحدث عادة في درجات حرارة أقل من -0.55 درجة مئوية.
وتبدأ الأعراض عادة بشعور الأجزاء المصابة بالبرد والألم، بالإضافة إلى الشعور بالوخز والخفقان أو الألم. وهذه هي المرحلة المعروفة باسم الصقيع، حيث تظهر أعراض الخدر وتحول الجلد إلى اللون الأبيض.
والتعرض لفترات طويلة للبرد يسبب تلف الأنسجة. ويمكن أن تكون المنطقة المصابة صلبة ومتجمدة ثم تتحول إلى اللون الأحمر وتتقرح. وهذا ما يسمى قضمة الصقيع السطحية، لأنها تؤثر على الطبقات العليا من الجلد والأنسجة.
وهذه الحالة تحتاج إلى علاج، ولكنها ليست خطيرة مثل قضمة الصقيع العميقة، والتي يمكن أن تسبب ضررا تحت الجلد للأوتار والعضلات والأعصاب والعظام.
ومن المحتمل أن تموت الأنسجة إذا تقدمت قضمة الصقيع إلى هذه المرحلة وقد يتعين إزالة الأنسجة المصابة لمنع العدوى، وفقا لتوجيهات هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
2. جلطات الدم
ليست كل المشكلات الصحية المرتبطة بالبرد ناجمة عن التعرض لدرجات حرارة متجمدة في الخارج، فدرجة حرارة منزلك حيث يصبح الطقس أكثر برودة في الخارج مهمة أيضا.
ويوضح الخبراء الصحيون أن “أجسامنا تخوض معركة مستمرة” للحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية عند نحو 37.5 درجة مئوية، وتكون الخلايا والأعضاء محمية من التلف. وعندما نبدأ في الشعور بالبرد، يصبح دمنا أكثر كثافة، ما قد يؤدي إلى تخثر الدم، وهذا عندما يتكتل معا ويتصلب”.
ويمكن أن تكون جلطات الدم خطيرة إذا لم يتم علاجها، ما يؤدي إلى أحداث صحية خطيرة مثل السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
وفي الواقع، هذا “أحد الأسباب التي تجعلنا نرى المزيد من النوبات القلبية والسكتات الدماغية في الأيام التالية للطقس البارد”.
ويوصي الخبراء بتدفئة المنزل أو غرف معينة تستخدمها إلى “18 درجة مئوية على الأقل. وهذه هي درجة الحرارة التي نبدأ عندها في رؤية التغيرات في الجسم، عندما يبدأ الدم في التكاثف. لذا فإن درجات الحرارة الأعلى من هذا هي الأفضل لحماية صحتك”.
ويمكن أن يؤدي التحرك بدلا من الجلوس ساكنا إلى منع تجلط الدم بالإضافة إلى إبقائك أكثر دفئا.
3. مشاكل في التنفس
كثير منا يبقي النوافذ مغلقة جيدا طوال اليوم لإبعاد الهواء البارد. وقد تعتقد أن الليل هو الوقت المناسب لفتح النافذة وتهوية المكان، حيث أنك تختبئ تحت الأغطية. لكن الخبراء يحذرون من أنه من المهم إبقاء منزلك دافئا وإغلاق نافذة غرفة نومك في ليالي الشتاء الباردة، لأن “استنشاق الهواء البارد يمكن أن يكون مضرا بصحتك لأنه يزيد من خطر الإصابة بالتهابات الصدر”.
وقالت منظمة Asthma + Lung UK إن الهواء البارد “يمكن أن يتسبب في تضييق الممرات الهوائية، وزيادة كمية المخاط الذي تنتجه ويجعل التنفس أكثر صعوبة. والهواء البارد والجاف يمكن أن يهيج الشعب الهوائية ويزيد من سوء الأعراض مثل الصفير والسعال وضيق التنفس”.
4. انخفاض المناعة
الشعور بالبرد يمكن أن يؤثر أيضا على قدرة الجسم على مكافحة العدوى. وأوضح الخبراء الصحيون: “لهذا السبب نرى في الأسابيع التي تلي الطقس البارد المزيد من الوفيات بسبب التهابات مثل الالتهاب الرئوي، ويمكن أن تتطور أمراض الرئة والسعال إلى مشكلة أكثر خطورة”.
وقد يكون قضاء المزيد من الوقت في الداخل سببا في انخفاض المناعة نظرا لأن هذا هو المكان في الواقع الذي يساعد على انتشار التهابات الجهاز التنفسي.
5. آلام الظهر
إذا كنت تشعر أن آلام أسفل الظهر تزداد سوءا عندما يكون الجو باردا في الخارج، فأنت على صواب، حيث توضح مؤسسة “جونز هوبكنز ميديسن”: “يمكن أن تكون آلام الظهر مرتبطة بالفعل بالضغط الجوي ودرجة الحرارة الخارجية. ويمكن أن تسبب التغيرات في الضغط أحيانا ألما في المفاصل المصابة بالتهاب المفاصل، بما في ذلك العمود الفقري”.
وأضافت المؤسسة أن المفاصل تتفاعل مع البيئة، فالبرد يجعلها أكثر صلابة وأكثر عرضة للإصابة.