قال أستاذ الرياضيات التطبيقية ورئيس الجامعة الدولية للذكاء الاصطناعي بسوسة، محمّد جوّة، اليوم الخميس، إنّ “الذكاء الاصطناعي لا يشكّل تهديدا للعقل البشري ولا بدّ من الاستفادة من تقنياته بما يتماشى والتطوّر الحاصل”.
وبين الأستاذ محمد جوة، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) بمناسبة مشاركته في المؤتمر الثالث للإعلام العربي الذي ينظّمه اتحاد إذاعات الدول العربية، أنّ الذكاء الاصطناعي ليس اختصاصا فحسب وإنما كفاءة ومهارة تتطلّبها كلّ المهن.
وأضاف قوله إنّ التحوّز على جزء من تقنيات الذكاء الاصطناعي بات ضرورة تحتاجها كلّ المهن لمواكبة التطورات بمختلف الاختصاصات.
ولم ينف جوّة ما يمكن أن يمثله الذكاء الاصطناعي من تهديد للمعطيات الشخصية، غير أنه أكد أن حماية هذه المعطيات من اختصاص الدول، التي قال إنه عليها الاهتمام بهذا الأمر، لاسيما وأنّ “الذكاء الإصطناعي صناعة بشرية ويمكن للإنسان تحديد المخاطر والتجاوزات والعمل على مواكبة التطور وتأطيره”.
ولاحظ أنّه لا يمكن ممارسة أية مهنة دون التحوز على معارف في مجال الذكاء الاصطناعي، مبرزا أنه من هذا المنطلق جاء التفكير في تأسيس الجامعة الدولية للذكاء الاصطناعي الرامية إلى تكوين الشبان وتطوير قدراتهم في هذا المجال.
وتشارك الجامعة الدولية للذكاء الاصطناعي بسوسة في المعرض الذي تمّ افتتاحه بمناسبة انعقاد المؤتمر الثالث للإعلام العربي “الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي .. الفرص والرهانات”، إلى جانب شركات دولية مختصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مجال الإعلام، مثل تحويل النص الصوتي إلى نص مكتوب، وإنتاج المحتوى للمنصات المختلفة ومؤسسات إعلامية عربية وأجنبية لعرض تجاربها في المجال.
وأوضح الأستاذ محمد جوّة أنّ الجامعة تُعنى بالذكاء الاصطناعي في مختلف المهن وتعمل منذ سنتين على تكوين الطلبة في مجال تصميم الخوارزميات وتطويرها وتقديم شهائد في الإجازة المطبقة والماجستير في الذكاء الاصطناعي وتوفير دورات متواصلة لكلّ من يحتاجها.
وقال إنّ الغاية ليست تدريس الذكاء الإصطناعي فحسب وإنما توفيره للجميع، لكونه تكنولوجيا اخترقت كافة القطاعات والمهن وكان لا بدّ من توفير جزء من تقنياته بطريقة بيداغوجية للجميع لمواكبة التطور.
وأضاف أن الجامعة، التي تعد الأولى في تونس وإفريقيا في اختصاص الذكاء الاصطناعي، لديها علاقات مع جامعات أجنبية وكذلك مع شركات، ويلتحق بها الطلبة للقيام بمشاريع التخرّج الخاصة بهم وكذلك للقيام بتربّصات لتطوير مهاراتهم .
ويتحوز الأستاذ محمد جوة على تجربة ثرية في مجال علوم الرياضيات التطبيقيّة تمتد على مدى 40 عاما، ودرس في عدد من الجامعات الوطنية والأجنبية المرموقة.
كما أشرف على عدد من المؤسسات ذات التوجّه العلمي والتكنولوجي وكان من بين المؤسّسين لعدد منها، على غرار المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية والمدرسة التونسية التقنيّة والجامعة الحرّة “إسبري”.
وأسس مخبر رياضيات تطبيقية كان تحصّل على جائزة رئيس الجمهورية للبحث العلمي والتكنولوجيا لسنة 2020.