تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الجمعة، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني والعالمي على غرار تسليط الضوء على فكرة الشركات الاهلية ومدى قدرتها على انعاش الاقتصاد وعلى استعادة الدور الاجتماعي للدولة والتطرق الى انحدار الخدمات المدرسية خاصة بعد تكرر اندلاع الحرائق بالمبيتات والتسمم الغذائي اضافة الى الاهتمام بالقرار الذي ستصدره محكمة العدل الدولية، اليوم، بشأن امكانية فرض اجراءات طارئة ضد الاحتلال لتعليق حربه على غزة.
سلطت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم، على فكرة الشركات الاهلية، معتبرة أنه بين الواقع واليوتوبيا السياسية التي يتعامل بها رئيس الدولة مع هذه الفكرة يبدو البون شاسعا … فحماس الرئيس لا يمكن أن يثبت، لوحده، أهمية هذه الشركات كخيار اقتصادي تتبناه الدولة اليوم بشكل استراتيجي وتكثف الاجراءات لدعمه وتضع كل الامكانيات لتذليل الصعوبات التي قد تعترض تنفيذ هذه الفكرة على أرض الواقع.
وأضافت الصحيفة، أن احداث كتابة دولة يأتي يأتي في هذا السياق، ولكن اليوم وبعد كل هذه الاشهر الاخيرة ورغم الدعم والدعاية الاستثنائية لهذه الفكرة الجديدة فان النتيجة لا تبدو مشجعة، حيث لم يتجاوز عدد هذه الشركات المائة وفق الاحصائية الرسمية وهو ما يثبت أن هناك مشكلا ما. ويثبت كذلك أن أي توجه أو خيار جديد للدولة اذا لم يلق التفاعل من طرف المواطنين ولم يجد الاقبال المأمول فانه يفرض على الجهة التي اقترحته أن تنبه الى هذا التفصيل وتراجع هذا الخيار والتوجه، ولنا في التاريخ موعظة وعبرة، ففي السابق وعندما فرضت الدولة تجربة التعاضد كتوجه كانت نتيجة هذا التوجه كارثية وأضرت بالاقتصاد الوطني. ولن نبالغ ان قلنا اننا ما زلنا الى اليوم نعاني من تبعات هذا التوجه الذي فرض فشله خيارات أكثر اجحافا، وفق ما ورد بالصحيفة.
واهتمت جريدة (الصحافة) في ورقة بصفحتها الاجتماعية، بانحدار الخدمات المدرسية، خاصة بعد تكرر اندلاع الحرائق بالمبيتات والتسمم الغذائي للتلاميذ. وحاورت في هذا الخصوص، المتفقدة العامة والخبيرة، سلوى العباسي، التي استعرضت جملة من الحلول والبدائل للنهوض بقطاع الخدمات المدرسية أبرزها ترحيل هذا الديوان (ديوان الخدمات المدرسية) بجميع العاملين فيه الى وزارة الدفاع التي قلما تحدث في ثكناتها ومطاعم جنودها وضباطها حالات تسمم أو حوادث أو اختلاسات مالية أو تأخر في عمليات التزود اليومي والاسبوعي والشهري بالمواد اللازمة للاعاشة والنوم المريح …
وأضافت المتحدثة، وفق ما ورد بالمقال، أنه من الاضافات المهمة أن تكون الحياة المدرسية في مقدمة أولويات الخدمات الاجتماعية للمؤسسة التربوية بمقاربة جديدة تعنى بكل ما يمت بصلة الى تكوين شخصية الطفل المتعلم في أبعادها الجسدية والنفسية والاجتماعية الثقافية، فلا تكتفي بالمطاعم والمبيتات ليقع التفكير في مشاريع تربوية طلائعية تنمي الحس المواطني بالاعمال التطوعية المدنية وتربي الطفل بمفاهيم التربية الايجابية الشاملة ومبادئ ‘مدرسة الحياة’ من خلال انماء معارفه وأرصدته الفكرية بالمكتبات والموارد الرقمية وتهذيب أخلاقه وذوقه وصقل مواهبه وتشجيع الرياضات البدنية الجماعية والفردية والفرق المسرحية والرحلات … وتحويل المدارس ذات المطاعم والمبيتات وغيرها من المؤسسات الى مدارس جاذبة مرغبة في التعلم والنجاح قلبا وقالبا.
أما صحيفة (المغرب) فقد تطرقت في مقالها الافتتاحي، الى البيان الذي أصدرته محكمة العدل الدولية وأعلنت فيه أنها ستصدر، اليوم الجمعة، على الساعة الواحدة يتوقيت تونس، قرارها بشأن امكانية فرض اجراءات طارئة ضد الاحتلال لتعليق حربه على غزة، وفق الطلب العاجل الذي تقدمت به جنوب افريقيا، ونحن أمام لحظة فارقة في مسار الحرب وفي المشهدين الدولي والاقليمي، ذلك أن الاجراءات التمهيدية التي سيعلن عنها، لا تعني أن المحكمة ستمضي قدما في أصل القضية من عدمها، كما أنه لا تأثير لها على القرار النهائي للمحكمة في أصل النزاع وهو الابادة الجماعية، لكن الاهمية تكمن في الافق الذي سترسمه للحرب وللمنتظم الدولي، مهما كان مضمونها بالاستجابة لطلب جنوب افريقيا واصدار قرار بوقف اطلاق النار أو أن يكون الاجراء عبارة عن دعوة الاحتلال الى الامتناع عن أي اجراء قد يؤدي الى تفاقم النزاع القانوني أو غير ذلك من الاجراءات التي لا تمنع عمليات الابادة والقتل الممنهج.
وفسر كاتب الافتتاحية، أن أهمية القرار لا تكمن في وقف الحرب من عدمه، بل في الفرضيات التي يطرحها على المشهد الفلسطيني والاقليمي والدولي، فاذا أصدرت المحكمة قرارها وكان مضمونه الوقف الفوري لاطلاق النار وادخال المساعدات الى قطاع غزة، سيكون ذلك أول قرار من نوعه ضد الاحتلال والقوى الغربية الكبرى الداعمة له.