نظمت المندوبية الجهوية للاسرة والمراة والطفولة وكبار السن بقبلي، مساء أمس الاربعاء، باحد الفضاءات الترفيهية بقبلي المدينة، ندوة عليمية حول التغيرات المناخية وندرة المياه في اطار المهرجان الوطني لنوادي الاطفال المتنقلة في دورته الثانية التي تنتظم هذه السنة من 7 الى 9 فيفري الجاري تحت شعار التغيرات المناخية وندرة المياه.
وأوضحت الباحثة بمعهد المناطق القاحلة بقبلي، هالة بلغيث، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن هذه الندوة العلمية تتمحور حول التغيّرات المناخية وندرة المياه بواحات قبلي التي تمثل أهم النظم الواحية بالجنوب التونسي، حيث تضم اكثر من 3 ملايين شجرة نخيل تساهم بأكثر من نصف التمور الوطنية الموجهة للتصدير، الا أنّها تعاني عديد الاشكاليات أهمها التغيرات المناخية التي فاقمت إشكاليّة ندرة المياه، وتسبّبت في تصنيف ولاية قبلي منطقة حمراء جراء الاستغلال المفرط لهذه الثرة الطبيعية بنسبة تتجاوز 270 في المائة من المعدل العادي.
وأكّدت أن جهة قبلي تحتوي على اكثر من 11 الف بئر عشوائية، مع التوجه المفرط للضخ باستعمال الطاقة الشمسية، علاوة على استعمال نظم ريّ غير اقتصادية، مما ضاعف من اشكال تدهور الموائد المائية التي تعاني من تأثيرات التغيرات المناخية وبالخصوص انخفاض التساقطات، ونقص تغذية هذه الموائد، مع ارتفاع درجات الحرارة وتسببها في تبخر مياه الري.
واوضح الدكتور الباحث في مجال امراض النباتات بمعهد المناطق القاحلة بقبلي، علي بن بلقاسم، الذي قدم مداخلة حول هشاشة النظام الواحي في ظل التغيرات المناخية، أنّ الواحة تمثل العمود الفقري للحضور البشري في ربوع نفزاوة الا انها تمثل نظاما ايكولوجيا هشا زادت عليه تاثيرات التغيرات المناخية التي تسببت اساسا في تعمق اشكالية ندرة المياه وهو اشكال يهدد الواحات التي ظهرت بها انواع جديدة من الامراض لم تكن موجودة او كانت موجودة بنسب ضعيف وخاصة منها مرض عنكبوت الغبار المعروف بمرض بوفروة الذي يمثل افة تحبذ المناخ الجاف والارتفاع في درجات الحرارة بما يمس من جودة التمور.
واضاف المصدر ذاته، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، انه تطرق في مداخلته الى اهم الطرق للوقاية من هذه الامراض، وإلى الزامية التاقلم مع التغيرات المناخية للمحافظة على بقاء المواطن الواحي بهذه الربوع.
ومن ناحيتها، أوضحت رئيس مصلحة التفقد والتكوين والبرامج بالمندوبية الجهوية للاسرة والمراة والطفولة وكبار السن، فطوم الشرايطي، ان هذه الندوة العلمية تندرج في اطار المهرجان الوطني لنوادي الاطفال المتنقلة الذي ينتظم بمشاركة 24 ولاية ويشمل في برنامجه ايضا قافلة تنشيطية تتوجه الى رجيم معتوق الحدودية مع مواكبة مهرجان الطفل والصحراء بالفوار، وزيارة قرى منصورة والجديدة للتعرف على تجارب في ري النخيل والتعرف على مبردات المياه الجوفية الحارة.
حمد