“علاقة فتور تتحول الى قطيعة” و”تونس ونذر الخطر المائي الداهم … هل من حلول بديلة؟” و”المؤسسات الجامعية وابادة الفلسطينيين”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة، اليوم الجمعة.
تطرقت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، الى ‘الازمة الصامتة’ التي تعيشها المنظمة الشغيلة والغضب النقابي داخل اتحاد الشغل والعلاقة مع السلطة التي بلغت ذروة الفتور وباتت تثير الكثير من الاستياء داخل الهياكل النقابية مشيرة الى وجود نقابيين في السجن بتهم مختلفة بعضهم مازال قيد الايقاف والبعض الاخر تم الافراج عنه بعد اسقاط التهم بشأنه، والى عزل نقابيين آخرين على خلفية نشاطهم النقابي في علاقة بدأت في غاية الانسجام والمساندة وانتهت بفتور وتوجس.
وأضافت الصحيفة، أن مساندة الاتحاد لمسار 25 جويلية ومباركته لم يشفع له حيث وعلى عكس التوقعات فترت العلاقة بينه وبين رئيس الجمهورية كثيرا بعد ذلك حتى تكاد تتحول الى قطيعة تامة. وقد حاولت قيادة الاتحاد أن تحافظ على مسافة نقدية من المسار الجديد ولكن انتقاد بعض مواقف السلطة وضعها في خانة التجاهل الرسمي وعدم أخذ مواقفها بعين الاعتبار بالاضافة الى الشيطنة المتواصلة التي يقوم بها أنصار المسار ضد الاتحاد واتهامه بأنه مسؤول على بعض خراب العشرية.
واعتبر كاتب الافتتاحية، أنه وأمام هذه العلاقة المتوترة والفاترة، فان الحكمة تقتضي أن تتفاعل السلطة مع الدور الاجتماعي للاتحاد في أدنى الحالات حتى لا يتفاقم الغضب خاصة وأن الاتحاد سيبقى القوة الاجتماعية الابرز والتي يمكن دائما لتحركاتها الميدانية أن تصنع الفارق في جميع الاحوال.
وسلطت جريدة (الصحافة) في ورقة بصفحتها الخامسة، الضوء على تواصل أزمة الجفاف خاصة مع قلة الامطار التي هطلت، رغم أن الشتاء يوشك على نهايته، مشيرة الى أن الوضع المائي يبدو سائرا نحو مزيد التعقيد بالنظر الى وضعية السدود التي توشك على نفاذ مخزونها نهائيا والمراعي التي لم ترتو من الامطار القليلة التي هطلت.
ودعت الصحيفة في هذا الاطار، الجهات المعنية التفكير بمنطق الواقع الكارثي حتى تعرف كيف تتصدى له بحالة الطوارئ المائية التي تستوجب اجراءات استثنائية لا بد من اللجوء اليها وسط هذا الخطر الداهم لتجنب وقوع البلاد في المحظور ودفع ثمن أزمات مناخية لا دخل للمواطن أو الفلاح فيها.
وتساءلت، ذات الصحيفة، هل وضعت الحكومة خططا استثنائية في صورة تواصل الازمة؟ وهل أن أجهزة الدولة وخصوصا منها الفنية والمالية مستعدة لتحلية مياه البحر واستيراد المياه العذبة؟ معتبرة أنها أسئلة من المفترض التفكير بشأنها وايجاد اجابات لها حتى لا يفاجئنا المناخ وتذهب بلادنا ضحية التغيرات المناخية.
من جانبها خصصت جريدة (المغرب) مقالها الافتتاحي، للحديث عن حرب الابادة التي تشنها اسرائيل على غزة والتي أدت الى نسف جميع المؤسسات التعليمية بالقطاع معتبرة أن التطهير العرقي والتدمير الشامل لا يكتمل الا بمحو الهوية الفلسطينية وشطب أثر التراث المادي وغير المادي وحرمان من تبقى من فرص التعلم، بل الحق في الحياة. ولن يتحقق هذا الهدف الا بمساندة الدول الحليفة التي قررت أغلب المؤسسات الجامعية فيها حذف برامج الدراسات الفلسطينية والادب الفلسطيني ومنعت النقاش حول القضية الفلسطينية وعرض الافلام الفلسطينية، وألغت عديد المنح وبرامج التدريس اضافة الى طرد عدد من الطلاب الفلسطينيين وحرمانهم من استكمال مسارهم العلمي.
وأضافت ذات الصحيفة، أن انخراط عدد من الجامعات في حرب الابادة ترتب عنه عودة النقاش مرة أخرى حول حيادية الجامعات واستقلاليتها ومدى انخراطها في السياسة، اذ تحولت بعض الجامعات الى أداة في خدمة الدولة ووسيلة لفرض سلطتها وفضاء يمنع فيه الفكر النقدي وحرية التعبير وتفرض فيه سردية ‘حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها من غزو الارهابيين’.
وأثارت الصحيفة استفهاما جوهريا … هل أن مؤسساتنا الجامعية داخل النقاشات المعرفية التي تطرح في كل بلدان العالم لمراجعة مفاهيم نظريات ومصطلحات … أم أننا خارج التاريخ ونزعم أننا في مرحلة ما بعد الحداثة؟.