تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حول ملف الادوية المفقودة وحاولت تحديد الاسباب التي تقف وراء هذا النقص كما سلطت الضوء على التقرير الصادر عن مجلة ‘ذي ايكونمست’ البريطانية الذي منح تونس مكانة متقدمة في مجال الديمقراطية الى جانب التطرق الى الموقف الاوروبي المساند للتطهير العرقي في غزة.
تطرقت صحيفة (الصباح) في ورقة خاصة، الى ملف الادوية التي سجلت نقصا في عديد الاصناف لاسباب مختلفة منها الازمة المالية التي تعيش على وقعها الصيدلية المركزية والبعض الاخر بسبب غلاء أسعار المواد الاولية لتصنيع الادوية محليا، حيث تشهد المنظومة المحلية لصناعة الادوية في تونس اشكاليات عديدة مما تسبب في فقدان الادوية.
وحاورت الصحيفة، في هذا الخصوص رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة، مصطفى العروسي، الذي أكد أن نقص الادوية سجل تراجعا ملحوظا بعد أن تم تسجيل أكثر من 360 دواء مفقود في سنوات 2020 و2021 والان لا يتجاوز عدد الادوية المفقودة 150 دواء.
كما أكد رئيس الغرفة الوطنية لمصنعي الادوية، طارق الحمامي، من جانبه، وجود مشاكل في توريد المواد الاولية التي تضاعفت أسعار العديد منها بسبب النقص المسجل في هذه المواد في العالم مما أدى الى تسجيل انخفاض في الانتاج مضيفا أن الصناعة المحلية تغطي أكثر من 78 بالمائة من استهلاك التونسيين للدواء.
وأافاد، المتحدث نفسه، أن الصيدلية المركزية تعاني من مشاكل مالية بسبب نقص السيولة وهو الامر الذي أكده الرئيس المدير العام للمؤسسة، مهدي الدريدي، حيث قال ان الصيدلية المركزية تمر بصعوبات مالية تحول دون تمكنها من توفير مخزون من الادوية يكفي لفترة تتراوح بين 3 الى 6 أشهر، وفق ما ورد بالصحيفة.
وعرجت جريدة (الصحافة) في افتتاحية عددها اليوم، على المؤشر الدولي الجديد الذي يمنح تونس مكانة متقدمة ويبوئها الصدارة في المنطقة العربية في مجال الديمقراطية مشيرة الى أن هذا الاعتراف الدولي يأتي ضمن تقرير صادر عن مجلة ‘ذي ايكونمست’ البريطانية، وهي بالتالي أول بلد عربي يمتلك مؤشرات الديمقراطية الحقيقية وجاءت في المرتبة الثانية والثمانين عالميا متقدمة بثلاثق نقاط عن السنة الفارطة.
واعتبرت الصحيفة، أنه رغم أن هذا المؤشر ليس له تبعات اقتصادية آلية أو مباشرة، لكن قيمته الاعتبارية والرمزية يمكن الاشتغال عليها ديبلوماسيا واعلاميا وتسويقها للاستفادة منها بطريقة أو بأخرى لتكون لها منافع أو مردود اقتصادي.
وأضافت أنه في انتظار الاستحقاق الرئاسي القادم والذي بالتأكيد سيعزز مكانة تونس في النادي الديمقراطي اذا ما تم في أفضل الظروف. كما أن الدرس المستخلص ربما من هذا المؤشر لنا نحن التونسيين هو أن فسحة الحرية القائمة الان لا يمكن التخلي عنها أو التفريط فيها ويصعب الان العودة الى الوراء مهما كانت الظروف.
أما جريدة (المغرب) فقد أكدت في مقال بركن ‘منبر’، على أن الموقف الاوروبي المساند للتطهير العرقي في غزة يخضع الى التيارات الايديولوجية الفاشية النازية والاستعمارية المتواجدة الى اليوم في كل أنحاء أوروبا وأن هذا التيار لا زال جزءا من الثقافة السياسية الاوروبية ويمثل واحدا من أهم الخطب والبلاغات والتصريحات أثناء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وأضافت، أنه يجب ألا ننسى أيضا أن أوروبا ساهمت في مقاومة الشيوعية بزعامة الولايات ونجحت في ذلك جزئيا ولكن مواقفها الحالية فيما يتعلق بعمليات التطهير العرقي التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني على الاراضي الفلسطينية يدل على أنها لم تتخلص من النزعة الفاشية والنازية الاستعمارية ولعلها لا تريد أن تتخلص من هذا الجزء المظلم من مقوماتها الايديولوجية، حسب ذات الصحيفة.