تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الجمعة، حول عدة مواضيع تخص الشأن والوطني والعالمي أبرزها الجدل القائم حول المرسوم 54، الذي ما زال محل تجاذب بين السلطة والمعارضة وتسليط الضوء على نزيف ظاهرة الهجرة السرية لتصبح شبكات الهجرة غير النظامية تشتغل على ابتكار طرق أخرى برية اضافة الى التطرق الى تواصل الحرب الاسرائيلية المدمرة على غزة الذي يتزامن مع تسارع وتيرة الاستيطان.
تطرقت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم، الى الجدل الذي أثاره المرسوم 54 الذي مازال محل تجاذب ليس بين السلطة والمعارضة فقط، بل تحول الى محل تجاذب بين الداعمين للمسار الجديد ومرحلة ما بعد 25 جويلية.
ولاحظت الصحيفة، أن الحاجة الملحة الى هذا المرسوم، الذي يهدف الى الحد من الجرائم الالكترونية وتحقيق الانسجام بين التشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية، تحولت الى اتهام يلاحق السلطة بأنها قامت بتوظيف هذا المرسوم لقمع حرية التعبير وملاحقة الصحفيين والنشطاء والسياسيين في الغالب من أجل تدوينات أو تصريحات تنتقد أداء المسؤولين في الدولة.
وأضافت أن الاحالات المكثفة على معنى هذا المرسوم في مكافحة الجرائم المرتبطة بأنظمة المعلومات والاتصال وهي جرائم ذات مخاطر عالية وذات انعكاسات اقتصادية واجتماعية ومالية سلبية، وبدا الفصل المبرر لهذه الاحالات وكأنه جوهر هذا المرسوم وروحه والهدف منه حيث أنه وبعد سنة ونصف من صدور هذا المرسوم لم نسمع بتفعيله في التصدي الى جرائم الكترونية حقيقية تهدد الاقتصاد الوطني أو الاستقرار والسلم الاجتماعية بذات القدر الذي تم تفعيل هذا المرسوم لترهيب أصحاب تدوينات ساخرة أو ناقدة لاداء بعض المسؤولين أو الموظفين في الدولة، وفق ما ورد بالصحيفة.
وخصصت جريدة (الصحافة)، ورقة في ركنها ‘مجتمع’، للحديث عن ظاهرة الهجرة السرية حيث تشير أرقام منظمات المجتمع المدني الى وصول الالاف يوميا الى السواحل الاوروبية لتصبح شبكات الهجرة غير النظامية تشتغل على ابتكار طرق أخرى برية مثل الحدود الصربية وتقوم على شبكة عائلية حرفية ومهنية في أوروبا تهيئ للمهاجرين حسن الاستقبال وضمان الشغل عبر عائلاتهم المقيمة في الخارج وتصل كلفة هذه الطريقة التي يؤكد منظموها بأنها مضمونة الى 6 لآلاف أورو أي ما يعادل 19 ألف دينار تونسي. وبهذا تحولت تونس الى أحدث نقطة ساخنة لعبور البحر، حيث ترتفع موجة الهجرة من الدول الافريقية جنوب الصحراء عبر البحر المتوسط. وفي ظل الواقع الجديد توسعت شبكات المهربين وتنوعت الوجهات واختلفت الاسعار.
وأثارت الصحيفة استفهاما جوهريا، حول الاسباب التي تجعل هذه الرحلات غير القانونية مضمونة ولماذا كلفتها بالملايين؟ هل لان الشبكة واسعة وتشمل عديد القطاعات أم أن طرقا جديدة يعتمدها منظمو الرحلات السرية لاقناع المغادرين وسلبهم نقودهم مقابل رميهم للهلاك أو الوقوع بين أيادي الامن التونسي أو الاوروبي؟.
أما جريدة (المغرب)، فقد اهتمت بتواصل جنون الالة الحربية الاسرائيلية حيث تتوالى الايام وتتشابه، ولم تنجح كل محاولات ايقاف هذه الحرب المدمرة وسط امعان الحكومة اليمينية الاسرائيلية في جبروتها وتسلطها مدعومة بالدول الكبرى.
وأضافت أن أحد نتائج هذه الحرب، الى جانب العدد الهائل من الشهداء والتدمير الكلي للقطاع، تسارع حركة الاستيطان في غزة كما أشارت الى ذلك عديد التقارير الدولية ومنظمات المجتمع المدني مثل حركة ‘السلام الان’. فقد شهدت سنة 2023 تطورا كبيرا في بناء المستوطنات بلغ أرقاما قياسية لم نعرفها في السابق. كما عرفت هذه الحركة تطورا كبيرا مع بداية الحرب الشاملة لاسرائيل على قطاع غزة وعلى الضفة. وقد أشارت عديد التقارير الى أن سنوات الحرب وتصاعد الصراع عرفت تطورا كبيرا لحركة الاستيطان في الاراضي المحتلة.
وأضافت الصحيفة، أنه الى جانب انعكاساتها الاقتصادية والامنية، نظرا للغطرسة وأعمال العنف والاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون بطرد السكان الاصليين أي الفلسطينيين من أراضيهم، لتسارع حركة الاستيطان انعكاسات سياسية مباشرة، حيث تسعى الى فرض واقع جغرافي وميداني يستحيل معه تطبيق حل الدولتين كأحد آفاق الحل السياسي للصراع. ولئن صاحبت حركة الاستيطان كل التجارب الاستعمارية الا أنها تشكل الركيزة الاساسية للتواجد الاسرائيلي في فلسطين.