تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم السبت، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني والعالمي أبرزها التعريج على حادثة اطلاق جنود احتلال اسرائيليين النار على مدنيين أنهكهم الجوع والعطش وكانوا يحاولون الوصول الى الغذاء وتسليط الضوء على زيارة رئيس الحكومة، أحمد الحشاني، الى فرنسا واجتماعه بنظيره الفرنسي، الى جانب طرح استفهامات جوهرية حول التعاطي الاعلامي الاجنبي مع تونس منذ الاعلان عن الاستحقاق الرئاسي القادم.
اعتبرت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، أن فضيحة اطلاق عسكريين اسرائيليين النار، بشكل مباشر بكل هدوء مع سبق الاصرار والتعمد، على مدنيين أنهكهم الجوع والعطش والمرض والبرد كانوا يحاولون الوصول الى الغذاء، أمر لا يمكن وصفه الا بارهاب دولة وبالعملية الخسيسة والجبانة مشيرة الى ان هذا الارهاب الاسرائيلي لا يقل عنه ارهاب أمريكي داعم بشكل مطلق وكامل للكيان الغاصب ومبارك ومرحب لكل ما يقوم به من مجازر. فمنع الولايات المتحدة، الدولة المتبجحة بالحريات وحقوق الانسان، مجلس الامن الدولي من مساندة الطلب الجزائري واصدار موقف من مجزرة ‘قافلة المساعدات الانسانية’ عار على أمريكا وعلى العالم ككل.
وأضافت أنه حتى انتقاد المجزرة والتعبير عن القلق مما يحصل وما يقوم به الكيان الغاصب، رفضته ممثلة الولايات المتحدة الدائمة في مجلس الامن والتي رفضت ومنعت قرارا أمميا يجنب حرمان المدنيين في قطاع غزة من الخدمات الاساسية والمساعدات الانسانية التي لا غنى عنها من أجل البقاء على قيد الحياة وهو ما ينص عليه القانون الانساني الدولي والاعراف الدولية.
وخلصت الصحيفة، الى أن حرب غزة قوضت كل أركان مجلس الامن مثلما قوضت كل الاتفاقيات والمواثيق والاعراف الدولية التي وضعت من أجل تطبيقها على الكل من أجل السلم والامن الدوليين اللذين أخرجهما الكيان المحتل من القاموس الدولي دون رجعة.
وتطرقت، ذات الصحيفة، في مقال بصفحتها ‘الوطنية’، الى زيارة رئيس الحكومة، أحمد الحشاني، الى فرنسا واجتماعه بنظيره الفرنسي، غابريال أتال، التي أعادت الى الواجهة مسألة دفع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين منها العاجل، مثل تسهيل تصدير الحبوب الى تونس والاجل ويتمثل في انطلاق التحضير لمناقشات قطاعية قد يتم تتويجها باتفاقيات ثنائية في اطار المجلس الاعلى للتعاون التونسي الفرنسي الى جانب وعود فرنسية بتفعيل بنود مذكرة التفاهم الموقعة بين تونس والاتحاد الاوروبي في جويلية 2023 التي تشهد صعوبات في تنفيذها.
وأشارت الصحيفة، الى أنه من أبرز ما يمكن التطرق اليه من حصيلة الزيارة أنها أعادت ضخ دماء جديدة في العلاقات بين البلدين بعد فتور سيطر على العلاقة خلال الفترة الماضية وهو التوصيف الذي تحدث عنه الحشاني، خلال اللقاء الاعلامي المشترك مع نظيره الفرنسي.
ولاحظت أن الجانبين اتفقا على جملة من المحاور الكبرى تمهد لانطلاق مباحثات ومشاورات مكثفة بينهما في عدة مجالات تعاون مختلفة قد يتم الاعلان عن فحواها وتفاصيلها خلال انعقاد الدورة الرابعة للمجلس الاعلى للتعاون التونسي الفرنسي.
من جانبها أثارت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة، استفهاما جوهريا حول تعاطي الاعلام الاجنبي مع تونس وهل يمكن القول أن الحملة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي بدأت قبل أوانها؟ وبماذا ينبئ هذا الحراك الذي نتابعه داخليا وخارجيا؟ وهل يمكن الحديث عن توظيف لوسائل الاعلام خارجيا للتشويش على المسار برمته؟ وماذا عن المال الفاسد هل سيلعب الادوار ذاتها كما حدث من قبل؟.
وأضافت أنه، ومنذ أن تم الاعلان عن الاستحقاق الرئاسي، الذي من المنتظر أن يكون في الخريف القادم، على لسان رئيس الهيئة العليا للانتخابات، فاروق بوعسكر، انطلقت بعض الاصوات داخليا وخارجيا وتكثفت المبادرات معتبرة أن هذا الامر في ظاهره طبيعي على أساس أن الترشح للانتخابات الرئاسية حق دستوري لكل المواطنين التونسيين الذين تتوفر فيهم الشروط المعلومة، لكن في باطنه الكثير من نقاط الاستفهام التي ينبغي استجلاؤها ومن بينها بوادر عودة المال الفاسد ليلعب دورا هاما في هذا الاستحقاق الانتخابي بالاضافة الى المراهنة على الاستقواء بالاجنبي وتوظيف الاعلام لخدمة أجندات محددة وتحديدا توجيه الراي العام داخليا والاساءة الى تونس خارجيا.
ودعت الصحيفة، الى ضرورة تقوية الجهة الداخلية للاعلام الوطني واسناد مؤسسات الاعلام العمومي بكل محامله حتى يكون مؤهلا لخوض معركته الوطنية ضد الاعلام الغربي الذي سقط سقطة حرة في ‘امتحان غزة’.