تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الاربعاء، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني أبرزها تقييم عمل المجلس النيابي الحالي بعد مرور سنة كاملة على انطلاق أعماله والتشديد على ضرورة تهيئة المناخ العام لضمان حسن سير الانتخابات الرئاسية القادمة الى جانب التطرق الى الحرب المفتوحة والطويلة في فلسطين ورصد الاوضاع الانسانية خلال الشهر الكريم.
تطرقت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، الى مرور سنة كاملة على انطلاق أعمال المجلس النيابي الحالي معتبرة أنه رغم الجدية والعمل الكبير الذي قام به مجلس النواب الحالي في أول اختبار جدي له والمتمثل في مناقشة قانون المالية لسنة 2014، ونجاح النواب في فرض عديد التعديلات عليه، فان ما يلام عليه هذا المجلس هو ضعف مبادراته التشريعية التي تعتبر الوظيفة الاولى له وتركه الحيز الاكبر من التشريع لمبادرات ومشاريع قوانين صادرة عن رئاسة الجمهورية.
وأضافت أن هذا اللوم يمكن أن يتوجه للمكتب الحالي في ما يتعلق بعدم وضع مسألة تركيز المحكمة الدستورية كأولوية مطلقة بالرغم من الظرف السياسي الملائم وعدم وجود عراقيل سياسية كالمحاصصات الحزبية التي رافقت المجالس السابقة ونفس الشئ بالنسبة للقانون الاساسي المنظم لحالة الطوارئ الذي ينتظر في رفوف لجنة الحقوق والحريات منذ سنوات، كذلك مشروع تنقيح مرسوم الصلح الجزائي الذي تقدم به رئيس الجمهورية والذي لم يجد الى حد اليوم طريقه نحو المصادقة في ظل بعض الاشكاليات القانونية وبعض الجدل السياسي.
وخلصت الصحيفة، الى أن الاولويات أمام مجلس نواب الشعب تبقى عديدة وخاصة منها ما يهم المواطن وينفعه ويساهم في الاصلاح واعادة البناء وفرض التشريعات التي تحيي التنمية وتدفع الاقتصاد والاستثمار وتنعش الخزينة وتدفع التشغيل وتقضي على الفساد.
واهتمت صحيفة (المغرب) في افتتاحية عددها اليوم، باستمرار الملاحقات القضائية مع اقتراب الموعد الانتخابي الرئاسي مشيرة الى أن ما تستوجبه السنة الانتخابية على الاقل وضوح الرؤية ولو نسبيا منذ الان وهذا لا يتم الا اذا اتضحت مآلات القضايا الجارية والتحقيقات المفتوحة منذ أشهر في حق شخصيات معارضة أو مرشحين محتملين والحسم هنا اما باسقاط لتهم وغلق الملفات أو الادانة والمحاكمات.
وأوضحت أنه في الحالتين سنكون أمام صورة واضحة عن طبيعة السنة الانتخابية وعن السياق العام فيها، انفراج سيعلنه حسم الصراعات القضائية وتسريع نسق القضاء الثقيل والافراج عن الموقوفين وحفظ الملفات كلها أو جلها مما قد يفهم منه أنه بوادر تضمن مناخا تنافسيا بين المرشحين المفترضين بمن فيهم الرئيس أو يكون الانغلاق والاستمرار على ذات النهج وبذات النسق الراهن ليفهم من قبل الجميع على أن السنة الانتخابية الراهنة مختلفة كليا عن سابقاتها وأن قوس الثورة والانتقال الديمقراطي أغلقا نهائيا.
وبينت أنه من الواضح أننا نمضي في زمن سياسي سريع النسق يقودنا يوما بعد يوم الى الزمن الانتخابي وما يعنيه ذلك من ضرورة تهيئة المناخ العام لضمان حسن سير الانتخابات وتوفر شروط التنافس النزيه بين المترشحين، وهذا يفرض معالجة كل الملفات الشائكة بسرعة لتجنب أن تلقي بظلالها على المناخ الانتخابي وعلى الشروط الموضوعية لضمان نزاهة العملية الانتخابية.
من جانبها سلطت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة، الضوء على الحرب المفتوحة والطويلة في فلسطين التي تدور اليوم بين حركة مقاومة وطنية وجيش نظامي هو الرابع في تصنيف الجيوش في العالم مدعوم من الجيش الاول. حيث لم يعد خافيا أن غرفة ادارة هذه الحرب في الكيان الصهيوني هي بيد الامريكان حكاما مدنيين ومسؤولين عسكريين اضافة الى أرض المعركة ذاتها التي يسيطر فيها العدو على البر والبحر والجو فيما تختلط جينات بواسل المقاومة بهذه الارض فتنبت البشر والشجر والنصر.
وأشارت الصحيفة، الى أنه ومنذ الساعات الاولى لدخول الشهر الكريم، تأتي الصور في المباشر من غزة والقطاع ومن عموم فلسطين لاسر وأفراد يتقاسمون رائحة الاكل والماء مثلما يتقاسمون رائحة الموت على أيدي العدو، يفعلون ذلك بكل عزة نفس وهو أمر يليق بهم كيف لا وهم يعطون لنا وللعالم دروسا على مدار الساعة في التضحية والصمود والصبر والمقاومة. أكثر من ذلك، انهم يسألون عن أحوالنا وان كنا بخير. فهل يهزم شعب بهذه العقيدة وبهذا التشبع والتشبث بالحياة وبالكرامة المتأصلة في بني البشر؟.
وذكرت الصحيفة، أن العالم، ومن ضمنه العالم العربي، مدعو الى مراجعة حساباته وانصاف الفلسطينيين لان استمرار انتهاك الحق الفلسطيني هو استمرار لانعدام السلم والامن في المنطقة وفي العالم أيضا، وهاهي الشعوب في العالم بدأت تدرك هذه الحقيقة وتهب الى الشوارع والساحات لتنتصر لفسطين.