قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، اليوم الاربعاء، ان “تدهور الأوضاع الاجتماعية للعمّال ولعموم الشعب بلغ حدّا غير مسبوق ولم يعُد أحدٌ قادرا على تحمّله أو تبريره”.
وأضاف الطبوبي في كلمة ألقاها أمام جموع الشغالين والنقابيين المجتمعين في بطحاء محمد علي الحامي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال العالمي إنه “آن الأوان لكلّ القطاعات والهياكل النقابية للنهوض للدفاع عن منظوريهم بكلّ ما أوتوا من عزم وقوّة وتصميم.. لأن تفقير الشعب وتجويعه هو أمر موحش ليس له مثيل ولا يمكن الصمت عليه ولا تبريره بدعاوي التركة القديمة أو بالأزمات الإقليمية والدولية”.
واعتبر في هذا الصدد أنّ نصيب السلطة القائمة في تعمّق هذه الأزمة هو “الأكبر وعليها أن تتحمّل مسؤوليتها خاصّة أنّها مصرّة على مواصلة عدم الإنصات إلى كلّ مقترح وعلى تجريم كلّ نقد وعلى مواصلة التفرّد بالرأي والقرار”، حسب تعبيره.
وشدد الطبوبي من جهة أخرى على مواصلة المنظمة الشغيلة المطالبة بالحوار الاجتماعي، مؤكدا ان الاتحاد سيعمل على إعادة الأمور إلى نصابها وفرض حقّ التفاوض وحقّ تقديم المطالب الاجتماعية وحقّ تحسين أوضاع الأجراء الى جانب سعيه الى تنفيذ كل الاتفاقيات الممضاة والعهود المقطوعة والالتزامات البيِّنة والمدوّنة.
وتوجه أمين عام اتحاد الشغل الى أصحاب القرار في تونس بالقول “إنّ قوانين الشغل ومنظومة الضمان الاجتماعي والأنظمة الأساسية للوظيفة العمومية والمنشآت والدواوين العمومية والأنظمة الأساسية الخصوصية قد جاءت وليدة نضال وكانت دوما نتاجَ حوار وتفاوض وظلّت في كلّ الحقب مسألة تشاركية في صياغتها وتنقيحها وتعديلها وتطويرها بين الأطراف الاجتماعية ولا يمكن أن تكون عملا فرديا وقرارا أحاديا”.
وجدد الطبوبي التأكيد على أنّ الحقّ النقابي، علاوة على أنّه مضمون دستوريا وعلى أنّه مدوّن في التشريعات الدولية المصادق عليها من الدولة التونسية، فهو مكسب حقّقه النقابيون جيلا بعد جيل منذ عهد الاستعمار وفي كلّ عقود الاستبداد، مشددا على عدم تخليهم عنه اليوم تحت أيّ ذريعة “بما فيها التهديدات والتشويهات ونشر الإشاعات وفبركة القضايا والاعتقالات والطرد والتضييقات والمحاصرة والنقل التعسّفية”.
ومن جهة أخرى، أعرب الأمين العام لاتحاد الشغل عن عدم ارتياح المنظمة الشغيلة للمناخ السياسي السّائد في البلاد، “لما طغى عليه من تفرّد وتعنّت وإقصاء وتصفية حسابات وانتهاكات وضغوط”، وفق تقديره، معتبرا أن “المواصلة في نهج المرور بقوّة في جميع المجالات بما فيها السياسي لن يفضيَ إلاّ إلى الانسداد والمآزق”.
وخصص الطبوبي حيزا كبيرا في خطابه بمناسبة عيد الشغل، للتطرق الى الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة، مشددا على ان ما يحصل هو حرب ابادة تمارسها قوّات الاحتلال الصهيوني “بدعم مباشر أمريكي وأوروبّي وحتّى عربي”، وفق قوله.
ولاحظ ان عيد العمّال لهذه السنة جاء “مضرّجا بدماء آلاف من أطفال فلسطين ونسائها وشيوخها ومدنييها ومعمّدا بجراح عشرات الآلاف من الذين أمطرتهم آلة الحرب الصهيونية بالقنابل ودمّرت بيوتهم الدبّابات والجرّافات وحطّمت مستشفياتهم ومدارسهم ومرافقهم وبناهم التحتية وجوّعتهم بحصار جائر تورّطت فيه دول الجوار علنا أو عجزا”.
وخلص بالتأكيد على إنّ “الواجب القومي يقتضي اليوم مضاعفة الجهد لنصرة فلسطين بالتظاهر والاحتجاج ونشر ثقافة المقاطعة والمقاومة ومواصلة الضغط لسنّ قانون يجرّم التطبيع في تونس دعما للمقاومة وتعزيزا لعزلة الكيان الصهيوني الغاصب وتحصينا لبلادنا من التسرّب الصهيوني وخيانة المطبّعين المعلَنين والمتستّرين”.
يشار الى أن التجمع العمالي لاتحاد الشغل واكبه ممثلو العديد من المنظمات الوطنية منها اتحاد الصناعة والتجارة واتحاد الفلاحين واتحاد المرأة مع حضور عدد من أعضاء المكاتب التنفيذية السابقة للاتحاد.
وانطلق المشاركون في هذا التجمع في مسيرة وطنية من مقر اتحاد الشغل مرورا بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة ووصولا الى ساحة 14 جانفي. ورفع خلالها النقابيون والشغالون شعارات ولافتات تتضامن مع القضية الفلسطينية.