عاني هنشير العتيلات بمنطقة جمنة من معتمدية قبلي الجنوبية منذ سنوات من اشكالية نقص مياه الري والتي تفاقمت خلال السنوات الخمس الاخيرة بسبب التوقف التام للضخ بالابار المخصصة لري هذا الهنشير الذي يمتد على 225 هكتارا يستغلها أكثر من 375 فلاحا.
وأوضح رئيس مجمع التنمية للفلاحة والصيد البحري بهنشير العتيلات، مختار الرحال، اليوم الاثنين، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن هذه الواحة العمومية، المحدثة في شكل مشروع رئاسي، منذ ثمانينيات القرن الماضي، كانت تمثل مورد الرزق الوحيد للعديد من العائلات التي أصبحت اليوم تعاني الفقر بسبب انعدام إنتاج مقاسمهم الفلاحية.
وأضاف أنه رغم الزيارات المتكررة من قبل مسؤولين الجهويين ووزيري الفلاحة الحالي والسابق للهنشير، وتنقل ممثلين عن المجمع للوزارة أين تم الاتفاق على إحداث بئر عميقة حارة تلبي انتظارات الفلاحين، إلا ان هذه الوعود ظلّت حبرا على ورق في ظل عدم تقدم اية شركة لانجاز المشروع رغم الاعلان على طلب العروض لاكثر من مرة.
وأكد أن اغلب فلاحي هنشير العتيلات تخلوا عن مقاسمهم التي مات بعض أصول نخيلها بسبب العطش، داعيا المسؤولين الى محاولة تجاوز كافة التعطيلات الادارية لانقاذ ما يمكن انقاذه من واحة العتيلات التي كانت تدر مرابيح على فلاحيها تناهز 6 ملايين دينار في السنة، على حدّ قوله.
وفي رده على هذا الاشكال، أوضح رئيس دائرة الموارد المائية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، كمال بوجليدة، لصحفي “وات” انه في اطار سدّ النقص الحاصل في مياه الري بواحة العتيلات، أعلنت المندوبية على طلب للعروض 3 مرات متتالية من أجل حفر بئر عميقة تصل الى حدود 2100 متر، وتم الإعلان طلب العروض الثالث يوم 23 افريل المنقضي وسيكون اخر اجل لقبول العروض يوم 29 ماي الجاري.
وأكّد تسجيل عزوف من شركات التنقيب وخاصة الشركات الاجنبية التي تمتلك امكانيات أكبر لحفر مثل هذه الابار العميقة جدا عن المشاركة في طلبي العروض الماضيين، مشيرا الى وجود تطمينات حول امكانية مشاركة شركتين في طلب العروض الحالي.