أكد كاتب الدولة المكلّف بالمياه، رضا قبوج، الأربعاء، أهمية استعمال التقنيات الرقمية في قطاع المياه لتعزيز أساليب انتاج واستهلاك وارساء تصرف فعال وذكي ومستدام في المياه، مشيرا الى أن هذه الحلول الرقمية تعد بمثابة رافعات للتحول النمطي وزيادة الشفافية في هذه الموارد.
ولفت قبوج، خلال افتتاح الصالون الدولي للأنشطة والتكنولوجيات المائية “واتر اكسبو 2024″، بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، الى أن الوزارة تعمل في ظل الشح{ المائي على استعمال المياه غير التقليدية على غرار تحلية مياه البحر والمياه المعالجة، لذلك فان التكنولوجيات الجديدة المستعملة في هذا المجال على غرار استعمال الرقمنة والاستشعار عن بعد، ستتيح التقليص في كميات المياه المستعملة وتثمينها.
وتحدث كاتب الدولة، خلال هذا الصالون الذي ينتظم في دورته الرابعة يومي 8 و9 ماي 2024، عن ارساء استراتيجية متكاملة لتعبئة الموارد السطحية واستعمال المياه غير التقليدية، لتأمين التزود بمياه الشرب اضافة الى استعمال المياه المعالجة في المواد العلفية والاشجار المثمرة وتحويل ما يمكن أكثر كميات ممكنة من مياه الشمال الى مناطق الوسط والولايات الكبرى.
وأشار الى التوجه، أيضا، نحو تخصيص منح لفائدة المواطنين لاحداث مواجل في المنازل بهدف تثمين الموارد الى جانب تمتيع الفلاحين بمنح لاعتماد تكنولوجيات الاقتصاد في مياه الري، علما ان عملية الري في أكثر من 400 ألف هكتار من المساحات السقوية تعتمد على حوالي 90 بالمائة من هذه التكنولوجيات.
واعتبر ان هذا الصالون يعد فضاء هاما لتقديم مستجدات البحث العلمي التي يمكن تثمينها في جميع المجالات الفلاحية بالاساس لتثمين الموارد وتحقيق اكثر انتاجية في ظل التغيرات المناخية والشح المائي الذي تمر به تونس، مشددا على ضرورة الانتقال الى مرحلة تطبيق هذه الحلول بطريقة مباشرة وسهلة وبأقل كلفة للفلاح.
واضح قبوج في ما يتعلق بالاستعدادات لفصل الصيف، أنه رغم ان الوضعية الحالية لمخزون السدود، والتي تعد غير مريحة ولا تتجاوز نسبة 35 بالمائة، فان الوزارة تعمل بشكل حثيث لتأمين التزود بالمياه في الفترة القادمة.
وأردف انه نظرا لمستوى المخزون الحالي، سيتم ترشيد استغلال هذه الموارد وفق نظام حصص، لكن لفترات أقل من الصيف الفارط لتفادي الانقطاعات المتتالية للمياه.
ولفت، في السياق ذاته، الى القيام حاليا بربط جملة من الآبار بشبكات الشركة الوطنية لتوزيع واستغلال المياه اضافة الى صيانة المنظومات في الوسطين الحضري والريفي.
وشدد مدير ديوان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أحمد بن الشيخ العربي، من جهته، على ان ارتفاع الوعي بنقص الموارد المائية قد حثّ الوزارة على تجديد عروض التكوين الجامعية لتوفير المهارات الوظيفية والمساهمة في اقتراب البحث العلمي من المؤسسات الاقتصادية لتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص.
وأكد بن الشيخ العربي ان وزارة التعليم العالي تولي أهمية كبرة لتطوير الصناعة الذكية 4.0 لدورها في فتح آفاق مستقبلية في سوق الشغل، مبينا توفر فرص هامة للتشغيل في قطاعات التصرف في الموارد المائية وجودتها.
وأفادت منظمة الصالون الدولي للأنشطة والتكنولوجيات المائية 2024 “واتر أكسبو”، لمياء حفيظ، بالمناسبة، ان هذه التظاهرة تنتظم تحت اشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ويشارك فيها 30 عارضا من جمعيات ومنظمات عالمية وشركات عمومية وخاصة مختصة في قطاع الماء.
وافادت حفيظ الى أن هذه الدورة الرابعة للصالون ستشمل تنظيم عدة ورشات علمية ببادرة من مركز بحوث وتكنولوجيات المياه قصد تسليط الضوء على اهمية استعمال التكنولوجيات الحديثة في استعمال الموارد المائية وتوظيفها لتحقيق الامن المائي.