تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الجمعة، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني والعالمي على غرار تسليط الضوء على الوضع في رفح التي عادت لتكون في قلب الصراع وعلى المظاهرات الطلابية التي تشهدها الجامعات الغربية والتي شكلت عودة العمل السياسي عند الشباب الامريكي الى جانب استعراض الاسباب التي تقف وراء انتشار ظاهرة قتل النساء في تونس.
تطرقت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، الى الوضع في رفح التي تنتظر مصيرا ربما أكثر بشاعة ووحشية من غزة أمام أنظار العالم مشيرة الى أن عملية طوفان الاقصى أعادت رفح لتكون في قلب الصراع وجزء من مسارات التسوية والاتفاق الصعب وهي التي تحولت الى مخيم كبير للنازحين هربا من آلة القتل الصهيونية التي دمرت غزة وحولتها الى ركام حيث استقبلت المدينة الحدودية الصغيرة مليون نازح من بقية المدن بقطاع غزة وهؤلاء النازحون الذين يقيمون في المدارس والمرافق العامة والخيام ويعيشون في ظروف حياتية كارثية ونقص حاد في كل المتطلبات الانسانية الاساسية لم تكفهم تلك الظروف التي تتحول فيها الحياة الى ما يشبه الجحيم اليومي … بل تتعمق مأساتهم أكثر وهم يترقبون الموت والابادة اللذين تتوعد بهما اسرائيل رفح وهي تهدد باجتياحها.
وأضافت الصحيفة، أن رفح تقف رفح وحيدة في مواجهة أنظمة وحكومات تجردت من الانسانية ولا تتخذ قرارات حاسمة وجادة في في حماية لآلاف البشر العزل وتتركهم لمصير مخيف … للجويع والتقتيل وهذا المصير لم ينتجه العقل الاجرامي فقط للمحتل بل أنتجه الصمت الرسمي الدولي والقرار العربي المتخاذل والمتقاعس.
وسلطت صحيفة (المغرب) في ورقة خاصة، الضوء على المظاهرات التي تشهدها الجامعات الغربية والتي شكلت عودة للعمل السياسي عند الشباب الامريكي بعد سنوات طويلة من الهدوء اذ تعود آخر الاحتجاجات الكبرى الى ستينات القرن الماضي حيث عرفت كبرى الجامعات الامريكية والعالمية حالة عصيان كبرى للمطالبة بايقاف الحرب في فيتنام. وقد قادت هذه الاحتجاجات الى الثورة الشبابية في ماي 1968 في أغلب هذه البلدان.
واعتبرت، نفس الصحيفة، أن تحركات اليوم تشكل عودة الى الوهج واللهيب الثوري الذي عرفته الحركات الطلابية وشبيبة العالم حول قضايا سياسية عامة وبصفة خاصة قضايا الهيمنة والاستبداد في النظام العالمي. وقد تركزت مطالب الطلاب في الجامعات الامريكية على مسائل سياسية وهي ايقاف فوري لاطلاق النار والاعتراف بجريمة الابادة الجماعية وايقاف التعاون والاستثمار في الشركات التي تتعامل مع اسرائيل والتي انخرطت في الحرب وبصفة خاصة شركات انتاج الاسلحة وشركات الطيران التي تنتج الطائرات المسيرة التي يستعملها جيش الاحتلال الاسرائيلي في هجماته على المدنيين كذلك ايقاف التعاون مع الجامعات الاسرائيلية.
وأثارت، في هذا الخصوص، استفهاما جوهريا حول مدى قدرة هذه التحركات على تغيير موازين القوى وايقاف الحرب والتأثير بصفة عامة على المشهد السياسي الداخلي والازمات السياسية التي تمر بها البلدان المتقدمة؟.
واهتمت جريدة (الصحافة) بظاهرة قتل النساء التي لم تعد حالات معزولة بل أصبحت ظاهرة جد خطيرة، وتقف وراءها أسباب متعددة ومتنوعة وهو ما تثبته آخر أرقام، وزارة الاسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، التي تفيد بأن قتل النساء تضاعف في تونس 4 مرات بين 2018 و2023 وهي أرقام ‘مفزعة’ تستوجب الانتباه بالقضايا النسوية والمختصين في المجال لايجاد حلول للتصدي لتفاقم هذه الظاهرة وانتشارها وللحد من مخاطرها وتبعاتها على الاسرة والمجتمع وحماية النساء من العنف والقتل المسلط عليهن.
واعتبرت الصحيفة، أن استفحال جرائم قتل النساء في السنوات الاخيرة والارقام المفزعة التي نشرتها، وزارة المرأة، أو تلك الجرائم التي ما انفكت تسلط عليها الضوء مختلف الجمعيات التي تعنى ب’الجندرة’ ومختلف القضايا النسوية وحقوق النساء بالاحصاء والمتابعة والرصد في تقاريرها، يستدعي الذهاب في اتجاه القيام ب’ثورة’ تشريعية بخصوص جرائم قتل النساء ومزيد تنقيح التشريعات ذات العلاقة لحماية النساء ضحايا العنف وضمان عدم الافلات من العقاب.
أما جريدة (لابراس) فقد أشارت في ورقة خاصة، الى اعادة فتح معبر رأس الجدير الحدودي المغلق منذ عدة أسابيع والذي يعد المركز الاستراتيجي والقلب النابض للحركة الاقتصادية والاجتماعية والتجارية لتونس وليبيا.
وأضافت الصحيفة، التي استندت الى آخر المعطيات حول الوضع في المعبر، أن الأشغال النهائية من الجانب الليبي على مستوى المعبر تجري على قدم وساق حيث من المنتظر أن تفتح أبوابه في الأيام المقبلة، مشيرة الى أن اعادة فتحه تأتي في سياق اقليمي يتسم بالتوترات والمخاطر الكبيرة.
وذكرت، في سياق متصل، أن ليبيا أطلقت بالتعاون مع الأطراف الأوروبية عملية كبيرة لتأمين حدودها البحرية والبرية بواسطة المعبر الحدودي رأس جدير، وفق ما ورد بالصحيفة .