أعلنت إيران اليوم الإثنين رسميا عن وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في تحطم مروحية كانت تقله رفقة عدد من المسؤولين الأحد بمنطقة جبلية في شمال غرب الجمهورية الإسلامية.
وقالت الحكومة في بيان أوردته وكالة “إرنا” الرسمية: “ارتقت الروح العظيمة لخادم الشعب الإيراني إلى بارئها، وأصبح خادم (الإمام) الرضا آية الله رئيسي، رئيسا للشعب وحبيبا في السماء”.
من هو إبراهيم رئيسي؟
تولّى الرئيس المحافظ الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي السلطة في بلاده عام 2021 وسط اضطرابات دولية واحتجاجات داخلية.
ورئيسي الذي بدأ مسيرته المهنية في السنوات التي أعقبت الثورة الإسلامية عام 1979 والمعروف عنه قربه من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، بلغ سدة الحكم بعد فوزه في انتخابات أعقبتها سنوات حفلت بالاحتجاجات والتوترات.
وغاب عن تلك الانتخابات نحو نصف الناخبين والمنافسين الأقوياء إثر منع العديد من الشخصيات السياسية ذات الثقل من الترشح.
وعلى غرار خامنئي، لطالما استخدم رئيسي لهجة تحدّ حين كانت إيران، أكبر قوة إسلامية شيعية، في مواجهة مع عدوتيها اللدودتين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وخلف رئيسي، الشخصية المعتدلة حسن روحاني الذي أبرم حين كان رئيسا الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى الكبرى ما ساهم في تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على إيران.
ومثل غيره من المحافظين المتشددين، انتقد رئيسي بشدة معسكر سلفه خاصة بعد أن سحب الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب بلاده من الاتفاق عام 2018 من طرف واحد، معيدا فرض العقوبات على طهران.
وتولى رئيسي زمام الأمور في بلد يعاني أزمات اجتماعية واقتصادية. وبعد أن قدم نفسه على أنه نصير الفقراء والمسؤول الذي يكافح الفساد، أعلن رئيسي عن إجراءات تقشف تسببت في زيادة حادة بأسعار بعض السلع الأساسية، ما أثار غضبا شعبيا جراء ارتفاع تكاليف المعيشة.
وفي أواخر 2022، اندلعت موجة احتجاجات على مستوى البلاد عقب وفاة مهسا أميني وهي قيد الاحتجاز بتهمة انتهاكها قواعد اللباس الإسلامي الصارمة المفروضة على النساء.
دبلوماسيا، وفي حدث تاريخي في مارس/آذار 2023، أعلنت إيران والسعودية، الخصمان الإقليميان منذ فترة طويلة، عن اتفاق مفاجئ أعاد العلاقات الدبلوماسية بينهما.
إلا أن الحرب في غزة التي اندلعت في أعقاب هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أدت إلى تصاعد التوترات الإقليمية مرة أخرى، وأدى التصعيد المتبادل إلى قيام طهران بإطلاق مئات الصواريخ والقذائف الصاروخية مباشرة على الدولة العبرية الشهر الماضي.
وفي وقت سابق الأحد، أكد رئيسي مجددا دعم إيران للفلسطينيين، وهو محور السياسة الخارجية لبلاده منذ الثورة الإسلامية، مؤكدا بأن “فلسطين هي القضية الأولى للعالم الإسلامي”.
تلميذ خامنئي الذي لُقّب “آية الله”
ولد رئيسي في نوفمبر/تشرين الثاني 1960 بمدينة مشهد المقدسة لدى الشيعة (شمال شرق)، حيث درس وهو شاب الفقه والأصول وتتلمذ على يد خامنئي.
تزوج من جميلة علم الهدى، أستاذة العلوم التربوية بجامعة الشهيد بهشتي في طهران وله منها ابنتان.
وكان رئيسي يبلغ 20 عاما فقط في أعقاب الثورة الإسلامية التي أطاحت بالنظام الملكي المدعوم من الولايات المتحدة، حين تم تعيينه مدعيا عاما لمدينة كرج المجاورة لطهران.
وشغل منصب المدعي العام لطهران بين عامي 1989 و1994، ونائب رئيس السلطة القضائية لمدة عشر سنوات بدءا من 2004، ثم المدعي العام للبلاد منذ 2014.
عيّنه خامنئي عام 2016 على رأس مؤسسة “أستان قدس الرضوي” (العتبة الرضوية المقدسة) الخيرية التي تدير ضريح الإمام الرضا بمدينة مشهد، إضافة إلى محفظة تضم أصولا صناعية وعقارية هائلة.
بعد ثلاث سنوات، عيّنه المرشد الأعلى رئيسا للسلطة القضائية. وكان رئيسي أيضا عضوا في مجلس الخبراء الذي يختار المرشد الأعلى.
وبعد أشهر من تولي رئيسي الذي يضع عمامة سوداء تدل على نسبه المباشر للنبي محمد، بدأت وسائل الإعلام الإيرانية تشير إليه بلقب آية الله في التسلسل الهرمي الديني الشيعي.
أ.ف.ب