تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الاربعاء، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني من أبرزها ملف الهجرة السرية وحل العودة الطوعية للمهاجرين والتطرق الى أسباب فقدان علامات الطماطم المركزة المعلبة في المحلات التجارية فضلا عن تسليط الضوء على تحدي بعض الفنانين لتعليمات مهرجان “كان” السينمائي في دعم القضية الفلسطينية.
وأشارت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة، الى أن هناك اجراءات صارمة في ما يتعلق بملف المهاجرين من بلدان الصحراء والساحل، خاصة بعد أن تم الاعلان عن احباط كثير من عمليات الابحار خلسة في اتجاه السواحل الايطالية، مبينة أن هذه العمليات تأتي بالتوازي مع مسألة العودة الطوعية وهي من الحلول المهمة جدا التي يمكن أن تخفف الضغط على تونس.
وأضافت الصحيفة، أن هناك أعداد كبيرة من المهاجرين قد انخرطت بالفعل في مشروع العودة الطوعية الى بلدانهم الأصلية وتقول الأرقام المسجلة حتى الآن أن هناك حوالي سبعة آلاف ومائة وخمسون مهاجرا عادوا الى أوطانهم باختيارهم عبر التنسيق مع السلطات التونسية .
وبينت، أن حل العودة الطوعية يمكن أن يكون خيارا سليما وناجعا لكن على السلطات التونسية أن تتولى التنسيق فيه مع البلدان الأصلية لهؤلاء المهاجرين غير النظاميين، مشيرة الى أنه اذا تعذر ذلك لدواعي أمنية وسياسية يمكن المراهنة على الاتـحاد الافريقي ككيان جامع لكل البلدان الافريقية لمساعدة تونس على حل هذه المعضلة، لاسيما وأن جل الوافدين قدموا من بلدان تعاني من توترات وحروب وأزمات ويصعب التنسيق المباشر معها وفق ما ورد بالصحيفة.
وخلصت أيضا، الى أن هذا الحل يمكن أن يكون ناجعا مع المهاجرين غير النظاميين الذين قدموا بغية العبور الى أوروبا بحثا عن فرص أفضل لحياة كريمة والذين يسهل التفاوض معهم، مشيرة الى أن الحل لن يجدي مع الهاربين من جرائم تلاحقهم ارتكبوها في اطار حروب أوقلاقل داخلية في بلدانهم أومن المتطرفين العنيفين المنتمين لجماعة بوكو حرام وما تفرع عنها ، مشيرة الى أن هؤلاء خطيرون جدا ويراهنون اما على الابحار خلسة من تونس أوالبقاء على أراضيها .
وتطرقت جريدة(الصباح) في مقال لها الى الطماطم المعلبة التي تعد مادة أساسية للمواطن التونسي والتي تحتل المرتبة الأولى عالميا من حيث استهلاكها منذ عام 2014 بمعدل سنوي يقدر بنحو 10 كيلوغرامات للفرد الواحد أي 60 كيلوغراما من الطماطم المعدة للتحويل، وهذا ما يمثل ضعف ما يستهلكه المواطن الايطالي الذي يحتل المرتبة الثانية عالميا.
وأضافت الصحيفة، استنادا الى المكلف بالانتاج الفلاحي باتحاد الفلاحة والصيد البحري شكري رزقي قوله ” أن قطاع انتاج الطماطم قطاع استرايجي، اذ من المنتظر أن يبلغ حجم الانتاج خلال الموسم الحالي أكثر من مليون طن في حين أنه وخلال الموسمين السابقين شهدت الكميات المنتجة تراجعا بسبب تقلص المساحات المزروعة على خلفية شح الأمطار على اعتبار أن انتاج هذه المادة يحتاج الى المياه .
وبخصوص العلامات غير المتوفرة في الأسواق، أفاد المتحدث، بأن الأمر لايتعلق بالنقص المسجل خلال الموسم الفارط من الطماطم المعدة للتحويل بل لأسباب أخرى بعيدة كل البعد عن حجم الانتاج ووفرته.
ومن جهته، أوضح عضو الغرفة الوطنية لموزعي الطماطم المركزة المعلبة، أن العلامات الأفضل من حيث الجودة هي المفقودة في السوق وذلك بالنظر الى أهمية الاقبال عليها حيث نفذت الكميات المنتجة والمخزون قبل انطلاق موسم الانتاج والتعليب الجديد، مبينا أن تونس تستهلك 8000 طن من الطماطم المعلبة شهريا ما يعني أن الاستهلاك الوطني سنويا يقارب ب96 ألف طن فيما يبلغ الانتاج الوطني من هذه المادة حوالي 120 ألف طن وهو أكبر من الاستهلاك الوطني الا أن بعض العلامات نفذ مخزونها لأهمية الطلب عليها بفضل جودتها.
واهتمت جريدة (المغرب)في ركنها الثقافي بمهرجان “كان” السينمائي الذي كان موقفه صريحا بدعوى “ابقائه خارج القضايا السياسية” ، الا أن الرد جاء عن طريق مبادرة أومشروع “أفلام من المسافة صفر” أطلقها المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ودعمتها المنتجة التونسية درة بوشوشة وذلك على شاطىء مدينة “كان “الفرنسية داخل خيمة خارج اطار الدورة 77 للمهرجان وبمعدل 22 فيلما يتراوح طولها بين 4 و6 دقائق، حيث يتواصل على مدى ساعة ونصف بث أفلام روائية وأخرى وثائقية عن ملحمة الشعب الفلسطيني في غزة .
وأضافت الصحيفة، أن نجمة هوليوود الممثلة الاسترالية كيت بلانشيت أثارت في الساعات الأخيرة اعجاب المساندين للقضية الفلسطينية مقابل غضب الناشطين الاسرائيليين عند ظهورها على السجادة الحمراء في مهرجان “كان” السينمائي بفستان تحيل ألوانه على العلم الفلسطيني، بامضاء المصمم الفرنسي “جون بول غوتييه”.
وأشارت، الى أن فكرة سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة كيت بلانشيت جاءت لتكسر بشكل غير مباشر وفي منتهى الذكاء القواعد الصارمة التي وضعتها اللجنة المنظمة لمهرجان “كان” والتي حظرت أي شعار أورمز يشير الى فلسطين، مذكرة أن “بلانشيت” كانت من الفنانين الذين طالبوا بوقف اطلاق النار في قطاع غزة ، واشتركت في التوقيع على رسالة موجهة للرئيس الأمريكي جو بايدن مع العشرات من الممثلين والفنانين في هوليوود منذ بداية العدوان الاسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023 حسب ما ورد بالصحيفة.