تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الجمعة، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني مثل تسليط الضوء على بيان الهيئة الادارية الوطنية الاخير الذي “اتجه بشكل واضح الى مناخ الحريات” وطرح استفهام جوهري حول مدى امكانية انشاء مجلس ثلاثي لرجال الاعمال جزائري-تونسي-ليبي اضافة الى التطرق الى الاستعدادات لموسم الصيف على السواحل التونسية.
أشارت جريدة (الصباح) في افتتاحية عددها اليوم الى أن بوصلة اتحاد الشغل اتجهت بشكل واضح ومباشر، بعد قرارات الهيئة الادارية الوطنية، الى مسألة الحريات المثيرة للجدل منذ مدة معتبرة أن “الموقف كان واضحا وحاسما حول قضايا كثيرة تطرح اليوم بالحاح في علاقة بمناخ الحريات وبالمناخ السياسي الذي تلبد بغيوم كثيرة باتت تلقي بظلالها على المشهد العام وتشحنه بالفرقة والشكوك والارتياب”.
واعتبرت الصحيفة، أن اتحاد الشغل من خلال بيان الهيئة الادارية الوطنية الاخير أراد أن يؤكد أن بوصلته واضحة، كما حاول أن يسترجع دوره كشريك اجتماعي ووطني خاصة بعد الفتور الكبير في علاقته بالرئاسة وبالحكومة وتعطل أغلب الاتفاقيات الاجتماعية واتهامه من طرف معارضي المسار بأنه تخلى عن دوره الوطني في الدفاع عن المسار الديمقراطي والذي ترى المعارضة أنه شهد بعض الانحرافات …، واليوم من المهم أن تكون هناك رسالة سياسية أكثر طمأنة تقدم ضمانات أكثر لحماية الحريات والمسار الديمقراطي ككل ونحن على أبواب مرحلة انتخابية مهمة.
وأثارت جريدة (الصحافة) استفهاما جوهريا حول مدى امكانية انشاء مجلس ثلاثي لرجال الاعمال جزائري-تونسي-ليبي، مشيرة الى أن رئيس المجلس الاعلى لرجال الاعمال التونسي الليبي، منير قزم، قال ان البلدان الثلاثة تعد بوابة اقتصادية حقيقية لافريقيا ومن الضروري بذل كل الجهود على مستوى السلط والهيئات والافراد لتحقيق التكامل الاقتصادي بينهم الثلاثة للتوغل في القارة الفريقية وضمان حسن التموقع.
ويأتي هذا الاستفهام في اطار الاستعدادات لتنظيم فعاليات المنتدى الاستثماري التونسي الليبي الجزائري من 28 الى 30 جوان 2024 بالحمامات والذي سيحضره عدد من رجال الاعمال ممثلين للبلدان الثلاثة المذكورة، وفق ما ورد بالصحيفة.
وأوضح، منير قزم، ل(الصحافة اليوم)، أن فكرة تنظيم هذا المنتدى جاءت بعد تنظيم لقاء حصري جمع عدد من رجال أعمال تونسيين وليبيين في 5 ماي الجاري بولاية سوسة أين تم برمجة عديد اللقاءات الثنائية والزيارات الميدانية لبعض المؤسسات الاقتصادية بالجهة بهدف التشبيك بين هذه الشراكات وخلق شراكة تونسية ليبية. ومن أجل توسيع هذه الشراكة تم ارسال وفد تونسي الى الجزائر ودعوته للمشاركة في دعم هذه الجهود وضمان تكامل اقتصادي تونسي ليبي جزائري.
من جانبها سلطت صحيفة (المغرب) الضوء على بلاغ رئاسة الحكومة التونسية الذي أصدرته مؤخرا وأعلنت فيه عن توقيع مذكرة تفاهم تتعلق بمشروع انتاج الهيدروجين الاخضر بين الجمهورية التونسية و’شركة طوطال للطاقات’ و’فاربوند’ بقيمة استثمارات نهائية يتوقع أن تبلغ 40 مليار يورو أي ما يعادل 133 مليار دينار تونسي.
وبينت الصحيفة، أن أهمية هذا المشروع الضخم، الذي يعتبر في مرحلته الاولى أضخم مشروع استثماري في البلاد التونسية، لا تكمن فقط في ما تقدمه رئاسة الحكومة التونسية من توفير مصادر طاقة نظيفة ورخيصة اضافة الى تقليص عجز الميزان التجاري الطاقي في البلاد، بل يتجاوز ذلك ليمثل أول ‘صدمة استثمارية’ يمكنها أن تلعب دور القاطرة التي تجر الاقتصاد التونسي خاصة وأنها تستهدف توظيف 430 ألف شخص مما يوسع قاعدة السوق الاستهلاكية في البلاد ويخلق حاجيات جديدة تخلق حركية انتاجية في البلاد.
وأضافت أن هذه الحزمة الاستثمارية الضخمة يمكنها أن تمنح الاقتصاد التونسي خلال السنوات الخمس القادمة دفعة هامة بضخها ل5 مليارات دينار سنويا في الاقتصاد على مدى خمس سنوات مما يعني توفير فرص عمل وخلق حركية ومبادلات اقتصادية يمكنها أن تنشط الاقتصاد وتخلق نموا حقيقيا ينهي حقبة النمو الهش في البلاد التي وصل اليوم الى مرحلة الانكماش مما سينعكس على مناخ الاستثمار ايجابا ويعيد اليه عناصر الجذب.
واهتمت جريدة (لابراس) بالاستعدادات لموسم الصيف في تونس البلد الذي يبلغ طول سواحله 1300 كيلومتر معتبرة أنه ليس بالأمر السهل، لان الأمر لا يتعلق فقط بتنظيف وترميم ما يوجد على طول هذه السواحل، بل هناك العديد من الأشياء التي يجب أخذها في الاعتبار.
وأشارت الى أن وفاة اثنين من الطلاب غرقًا يذكرنا بأن الحرارة تساعد شواطئنا على الترحيب بالمزيد والمزيد من الأشخاص للسباحة و… الغرق، لسوء الحظ معتبرة أن الأمر لا يتعلق فقط بالتنظيف والترميم على طول هذه السواحل لان ذلك غير كافي لتكون أماكن الاسترخاء هذه جاهزة لاستقبال هؤلاء الآلاف من زوار الصيف الذين يجدون فرصة للتنفيس عن طاقتهم والاستمتاع بإجازاتهم.
وأكدت على أهمية التكوين في مهنة الإنقاذ مشيرة الى أن دورات التدريب وإعادة التدريب المنتظمة والمستمرة تتيح الاستفادة من الموظفين المتخصصين والموثوق بهم، وهي في الواقع ميزة لا ينبغي إهمالها على شواطئنا ليس فقط التونسيين لان هناك أيضًا أجانب اختاروا قضاء الإجازات بيننا.