تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم السبت، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني من أبرزها ملف اصلاح المنظومة التربوية والتعجيل بوضع مشروع انقاذ واصلاح لقطاع الثقافة بتسمية وزير على رأسها علاوة على تسليط الضوء على انتشار ظاهرة الغش في امتحان الباكالوريا خاصة في السنوات الأخيرة .
وتساءلت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي عن المكانة التي تحظى بها الثقافة باعتبارها عنوانا من عناوين الهوية الوطنية ضمن المسار السياسي للرئيس قيس سعيد ومكانتها ضمن هذا المشروع السياسي الذي أطلقه الرئيس منذ 25 جويلية 2021 .
وأضافت الصحيفة، أن هذا القطاع لم يمسسه أي تغيير منذ ستينات أوسبعينات القرن الماضي أمام ذات التشريعات وذات المقاربات اضافة الى التعاطي نفسه مع الشأن الثقافي على أنه شأن احتفالي ترفيهي ولم تنتقل هذه المقاربة الى ما هو أشمل وأعمق وذلك ببناء تصورات جديدة تكون نابعة من داخل القطاع ذاته في اتجاه تأصيل هوية مخصصة عبر بناء مشروع وطني يمكن التعويل عليه لاثراء الشخصية التونسية.
وأكدت في سياق متصل، على ضرورة التعجيل بتسمية وزير على رأسها متفرغ تماما لشؤون هذه “الثكنة المنسية” مع مطالبته بوضع مشروع انقاذ واصلاح للوزارة وللقطاع عموما وبتغيير كل المقاربة القديمة على مستوى التشريعات وكل ما له علاقة بلجان الدعم والشراءات وغيرها من الملفات الكبرى.
وخلصت الى أن وزير الثقافة بالنيابة السيد منصف بوكثير ورغم ما يقوم به من جهود استثنائية لتصريف شؤون الوزارة، فان مهمته الأصلية كوزير للتعليم العالي والبحث العلمي ثقيلة جدا وفيها ما يكفيها من ملفات كبرة يلزمها جهد وتفرغ تام، مشيرة الى أن تخفيف العبء ضروري عن السيد منصف بوكثير وذلك باسناد حقيبة الثقافة الى ما هو جدير بها في هذه المرحلة الصعبة باعتبارها حقيبة ثقيلة جدا تنتظر من يحملها باخلاص وفق ما ورد بذات الصحيفة.
وتطرقت ذات الصحيفة، في ورقة خاصة الى ملف التعليم كأحد الملفات الشائكة جدا في تونس اذ تتقاطع فيه مسائل عدة تتوزع فيه المسؤوليات وقد سقط سهوا من حسابات الفاعلين السياسيين على امتداد ما يزيدعن العقدين سواء تعلق الأمر بالمرحلة التي سبقت أحداث 14 جانفي 2011 أو المرحلة التي تلتها اذ تراجعت مكانة القطاع التربوية وهذا يعود الى أصحاب القرار .
وأضافت في سياق متصل، أن الخبرات والاطارات العليا في وزارة التربية مدعوون الى اعداد استراتجيات دقيقة وجادة مع الاستئناس بآراء الأساتذة والمعلمين والاستلهام من التجارب المقارنة من أجل تطوير البرامج والمقررات المدرسية بما يتلاءم وحاجيات تلميذ اليوم المعرفية والنفسية والتربوية .
وأكدت على ضرورة مباشرة اصلاح عميق للمنظومة التربوية لأن الوضع لم يعد يحتمل ولابد من انقاذ المؤسسة التربوية التونسية التي تعرف تراجعا رهيبا خاصة وأن عديد الشعوب تقدمت علينا في هذا الخصوص والتي كانت تقتدي بنا .
واهتمت جريدة (الصباح) في ورقة خاصة بانتشار ظاهرة الغش في الامتحانات الوطنية وخاصة منها الباكالوريا ، اذ تم تسجيل عدد من الحالات منها منذ اليوم الأول ورصد بعض الشبكات التي أصبحت تنشط في هذه الظاهرة خاصة في السنوات الأخيرة ،مبينة أن محاولات وزارة التربية والجهات المختصة لمقاومة هذه الآفة عبر فرض آليات تأديبية يبدو أنها غير كافية للحد منها أمام التطور التكنولوجي والتقني لأساليب الغش في امتحان الباكالوريا والذي يحمل رمزية خاصة .
وأضافت الصحيفة، استنادا الى عدد من الخبراء في الشأن التربوي الذين أجمعوا في أكثر من مرة، أن استفحال ظاهرة الغش في الامتحانات دليل على انحدار العملية التربوية وتراجع دور المدرسة العمومية، حيث أكد رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ في هذا الشأن على أن معالجة هذه الظاهرة يجب أن لا تقتصر على الجوانب التأديبية بل يجب أن تكون معالجة بشكل جذري لأن السبب الرئيسي في تفشيها يعود بالأساس الى عدم قدرة المنظومة على توفير المستوى المطلوب من التحصيل المعرفي لاجتياز الامتحان بنسبة معقولة .
وأشارت في سياق متصل، الى أن ظاهرة الغش لا تقتصر فقط على امتحانات الباكالوريا ،بل نجدها اليوم في عديد الجامعات حيث أصبحت تهدد مستقبل أجيال، مبينة أن معالجتها بقيت محدودة ومناسباتية وفي أوقات معينة مثل امتحانات الباكالوريا حيث يكثر الجدل والحديث حول الموضوع وأساليب العقوبات التي تسلطها على الضالعين في عمليات الغش اما بالمنع من مواصلة الامتحانات أو بالطرد كحد أقصى . .