تشهد الموارد المائية بولاية قبلي، استنزافا كبيرا نظرا لتضاعف ظاهرة الحفر العشوائي للابار، خاصة بعد سنة 2011، مما اثر على وضعية مائدة المركب النهائي الباردة التي بلغ استغلالها حدود 416 مليون متر مكعب في السنة، وفق ما اكده رئيس دائرة الموارد المائية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية كمال بوجليدة
واوضح المصدر ذاته لصحفي “وات” ان عمق مائدة المركب النهائي الباردة يبلغ ما بين 50 و300 متر، في حين تتراوح درجة ملوحة مياهها بين 6ر0 غرام و8 غرامات في اللتر خاصة بمنطقة الحسي بدوز، وهي المائدة الاكثر استنزافا نظرا لعمقها المتوسط الذي مكن من حفر الكثير من الابار بالتوسعات الخاصة التي تصل مساحتها حوالي 30 الف هكتار، في حين يقدر عدد الابار غير القانونية بهذه التوسعات باكثر من 10 الاف بئر.
كما تستغل جهة قبلي المائدة الساخنة التي يصل عمقها الى حوالي 2000 متر، وقد شهدت هي الاخرى تطورا في استغلالها بلغ حدود 4ر76 مليون متر مكعب سنويا، الى جانب استغلال مائدة ثالثة بجنوب غرب الولاية وتحديدا بمنطقة رجيم معتوق بمعدل استهلاك يناهز 75ر55 مليون متر مكعب في السنة، وفق ذات المصدر.
وفي ذات الاطار، اكد بوجليدة ان الاستغلال الجملي للموائد العميقة سنة 2022 بلغ حوالي 548 مليون متر مكعب، علما وان الموارد المتاحة للمياه الجوفية لا يتجاوز 7ر236 مليون متر مكعب، مما يجعل نسبة الاستغلال تفوق معدل 231 في المائة الموارد المتاحة، وهو ما ادى الى الهبوط الكبير سنويا في منسوب المائدة المائية وخاصة مائدة المركب النهائي الباردة، فضلا عن ارتفاع في درجات ملوحة المياه
يشار الى ان مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، تعمل على انجاز العديد من المشاريع والتدخلات الرامية للحد من هدر المياه، وذلك من خلال تشجيع الفلاحين ورصد المنح والامتيازات لتركيز نظم الري الحديثة وخاصة منها الري المحسن والري قطرة قطرة.
كما تحرص المندوبية على مقاومة ظاهرة الحفر العشوائي للابار مع سعيها لانجاز البرنامج الذي اذنت به وزارة الاشراف لتسوية وضعية بعض الواحات المتاخمة للواحات العمومية، حتى يتم ادراجها في الدورة المائية وتمكينها من الامتيازات التي ترصدها الدولة لهذه الواحات، مما يؤدي الى الحد من وجود الابار العشوائية بهذه الواحات