تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الجمعة، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني من أبرزها الموقف الأخير لجوزيف بوريل المفوض الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي من تقارب تونس مع ايران والصين وروسيا والرد السريع لسفارة تونس ببروكسيل التي أكدت فيه أن تونس تسير علاقاتها مع مختلف شركائها باستقلالية اضافة الى تسليط الضوء على دعوة رئيس الجمهورية الى اتخاذ القرارات اللازمة ضد أي طرف يخل بالواجبات المحمولة عليه.
واعتبرت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، أن موقف جوزيف بوريل، المفوض الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الأخير، لم يشذ عن قاعدة المحاولات الأوروبية المتواصلة لفرض الوصاية وتكريس التبعية وترسيخها على بعض الدول وخاصة المستعمرات القديمة، مبينة أن جوزيف بوريل أعرب عن قلقه من تقارب تونس مع ايران والصين وروسيا ودعا الى تقييم هذا التقارب وتطوره بما يتجاوز صلاحياته وحدود اللياقة الديبلوماسية .
وأضافت الصحيفة، أن تونس حتى ولو كانت في شراكة استراتيجية متطورة مع الاتحاد الأوروبي، فان ذلك لا يمنح الحق لهذه الدول الأوروبية بمعاملتنا وكأننا تحت الوصاية، ولا يجب أن نرى العالم الا من خلال ما يراه الشركاء في شمال المتوسط، ناهيك وأن اتفاقية الشراكة اليوم مع الاتحاد الأوروبي وبعد عقود من الاتفاق تحتاج الى مراجعة عميقة تضمن التكافؤ والعدالة والندية وفق مصلحة الشريكين وليس فقط وفق مصلحة الطرف الأقوى ، وهو الأمر الذي تكرسه الاتفاقية من خلال انصافها للطرف الأوروبي أكثر والانحياز الواضح له .
وأشارت في سياق متصل ، الى أنه لا يمكن اليوم اهمال المتغيرات العميقة التي يمر بها العالم ويعيشها كل يوم، وهذه المتغيرات خلقت أسبابا جديدة للقوى ، وللأهمية على مستوى الاقليمي والدولي ومن بين هذه الأسباب، المعطى الجغرافي الذي يمنح أهمية مضاعفة للدول، مبينة أن تونس من الدول التي يجب أن تستفيد من موقعها كبوابة لافريقيا وكذلك كنقطة انطلاق مهمة باتجاه الشمال وباتجاه أوروبا وهي اليوم بتوجهها شرقا تحاول تنويع شركائها والاستفادة من موقفها الجغرافيا السياسي اقليميا ودوليا .
وخلصت، الى أن هذه الخيارات الجديدة يبدو أنها استفرت الشريك الأوروبي من خلال تصريحات بوريل المستفزة والتي أتى الرد بشأنها سريعا من سفارتنا ببروكسيل التي أكدت أن تونس تسير علاقاتها مع مختلف شركائها باستقلالية وأن تصريحات بوريل لن تلطخ الشراكة التونسية الأوروبية، مشيرة الى أن ذلك لا يجب أن يحجب مسألة مهمة وهي أن الصراع الدولي المحتدم اليوم بقوة بين الغرب والشرق وأساسا بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من جهة وبين روسيا والصين وايران وبقية الدول الراغبة في نظام دولي جديد يكون أكثر عدلا وانصافا .
وتطرقت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة، الى دعوة رئيس الجمهورية الى اتخاذ القرارات اللازمة ضد أي طرف يخل بواجباته وذلك لدى استقباله أول أمس الاربعاء وزير الداخلية وكاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالأمن الوطني .
وأضافت الصحيفة، أن البلديات تعرف اليوم حالة فراغ تشريعي أدى الى فراغ وظيفي باعتبار حل المجالس البلدية منذ مارس 2023 وعدم تنظيم انتخابات جديدة رغم مرور 5 سنوات على مدتها السابقة، مشيرة الى أن أعضاء الجامعة العامة للبلديات تحدثوا في مناسبات عدة عن الاشكاليات التي تواجهها البلديات في الآونة الأخيرة من ذلك النقص الكبير في الموارد البشرية وغياب الأرقام المحينة في علاقة بجمالية المدن والمنتزهات والنافورات .
وبينت، أن عدد البلديات يقدر بنحو 350 بلدية الا أن عددا كبيرا منها يعاني صعوبة في تسيير العمل منذ تكوينها سنة 2018 وذلك لعدة أسباب أبرزها نقص الأموال المرصودة للبلديات ونقص الموارد البشرية، مبينة أن هذا الأمر الذي جعل النفايات في كرة مرة تتكدس في المدن على غرار ما حصل في السنوات الأخيرة من أزمة نفايات في ولاية صفاقس.
ومن جهته، يرى الناشط في المجتمع المدني معز عطية، أن البلديات اليوم تعاني من مشكلة في منظومة رفع الفضلات منذ الثورة الى اليوم، حيث يبدأ الاشكال من المواطن الذي لا يلتزم بالتعامل السليم مع الحاويات بالاضافة الى وجود صعوبات هيكلية في منظومة البلديات ككل خاصة بعد حل المجالس البلدية المنتخبة منذ عام 2023 وخضعوها الى التسيير الوقتي من طرف الكتاب العاملين والذين لم يتمكنوا من معالجة كل المهام وحل المشاكل البلدية ككل والتي تقدم خدمات مختلفة للمواطن .
وفي موضوع آخر، اهتمت جريدة (المغرب) في مقال بركنها الثقافي بعرض “عايش لغنياتي” للفنان لطفي بوشناق خلال افتتاح الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي، مبينة أنها أغنية كتبها الشاعر الكبير آدم فتحي وهي أغنية جملية وعميقة بل رحلة حياة بين دمعة وابتسامة ومسيرة فنان نذر عمره للفن والأغنيات.
وأضافت الصحيفة، أن العرض هي شذرات من المهنة والحياة أراد أن يرويها لطفي بوشناق على جمهوره في شكل أغنيات وأيقونات غنائية صنعت مجده الفني ما بين اللون العاطفي والديني والوطني، مبينة أنها رحلة موسيقية تقتفي أثر مسيرة لطفي بوشناق التي انطلقت في السبعينات وتتواصل الى الآن في رحلة تتوقف بنا في أهم المدارس التي تعلم منها ومر بها من ملحنين وشعراء.