تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة ،اليوم الجمعة، حول عديد المواضيع التي تهم الشأن الوطني والعالمي من أبرزها مراهنة الدولة على اعادة اصلاح الشركات الوطنية وهيكلتها وحوكمة ادارتها والتطرق الى حرص وزارة التربية على تعميم السنة التحضيرية في المدارس الابتدائية مقابل رفض غرفة رياض الأطفال ومحاضن الأطفال تدخل الوزارة ودعوتها الى احياء رياض البلدية فضلا عن تسليط الضوء على تواصل المساعي الحثيثة لمنع انجرار منطقة الشرق الأوسط الى حرب واسعة وشاملة بعد اغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شاكر.
وتطرقت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، الى الشركات والمنشآت العمومية التي تعد من أهم مرتكزات الاقتصاد الوطني حيث يعتبرها بعض الباحثين والخبراء في المسألة الاقتصادية بمثابة ” رمانة الميزان” حرفيا ، مبينة أن التقلبات التي عرفتها البلاد سياسيا واقتصاديا غيرت حال هذه المؤسسات فأصبحت بكل أسف عبءا ثقيلا .
وأضافت الصحيفة، أن الدولة تراهن على اعادة الروح الى هذه الشركات والمنشآت العمومية عبر اصلاحها وحوكمة ادارتها بما يجعلها رافعة من رافعات الاقتصاد التونسي، مشيرة الى أن جلسة العمل الوزارية التي انعقدت بقصر الحكومة بالقصبة كانت مناسبة لتقديم وزيرة الصناعة والطاقة والمناجم عرضا تفصيليا عن وضعية الشركة التونسية للسكر وأهم الحلول المقترحة لتجاوز الصعوبات الحالية .
وأشارت، الى أن مخرجات هذه الجلسة تمثلت في اقرار خطة عملية تقوم على تنسيق الجهود في اطار عمل مشترك بين كل من وزارة الصناعة والطاقة والمناجم ووزارة المالية وكذلك وزارة الاقتصاد والتخطيط والبنك المركزي وذلك من أجل ادارج اخراج الشركة التونسية للسكر من أزمتها ، مبينة أنه سيتم في هذا الغرض توفير اعتمادات مالية للشركة المذكورة حتى تتمكن بفضل الحصول على التمويل اللازم من مجابهة النفقات المتصلة باعادة هيكلتها التي ستتم عبر اعداد مخطط هيكلي لهذا الغرض وفق ما ورد بذات الصحيفة.
وخلصت في سياق متصل ، الى أن هذه الشركات تحتاج اليوم الى اعادة هيكلة قطعا والى رصد اعتمادات مالية مهمة من أجل اعادتها الى سالف نشاطها والى دورها المركزي في الاقتصاد الوطني ، مشيرة الى أن الاهتمام منصب على هذه المؤسسات من أجل تطويرها حتى تكون رافدا قويا من روافد الاقتصاد الوطني ولا نية للتفريط فيها أو التنازل عنها.
واهتمت جريدة (الصباح) في مقال لها، باعلان وزارة التربية احداث ما يقارب 172 فوجا لمرحلة التعليم التحضيري في المدارس الابتدائية العمومية يستفيد منها نحو خمسة آلاف طفلة وطفل، مبينة حرص وزارة التربية على تعميم السنة التحضيرية لأهميتها في اندماج التلميذ أوالتلميذة في الحياة الاجتماعية بالمرحلة الابتدائية وذلك ضمن برنامج مشترك بين وزارتي الشؤون الدينية والأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن لضمان تلقي كل طفل تعليما قبل مدرسي في كامل مناطق الجمهورية .
وأضافت الصحيفة، أن هذه الخطوة وجدت رفضا واسعا من قبل مختصي الطفولة وأساسا محاضن ورياض الأطفال الذين اعتبروا أنه من القرارات التي لا تصب في المصلحة الفضلة للأطفال وأن المناطق النائية والريفية في حاجة الى رياض أطفال عمومية يشرف عليها مختصون في الطفولة وليس لأقسام في مدارس غير مؤهلة لاستقبالهم .
واعتبرت، استنادا الى رئيسة الغرفة الوطنية لمحاضن الأطفال نبيهة كمون، أن وزارة التربية تعتبر دخيلة على قطاع الطفولة وحسب القانون هي مكلفقة ومعنية بالطفل بداية من سن الدراسة والمحدد ب6 سنوات وبقوة القرار السياسي تم تمكينها بصفة استثنائية من السنة التحضيرية في 2001
وأشارت المتحدثة ذاتها، الى أن وزارة التربية تعجز سنويا على تأمين عودة مدرسية عادية تشكو مختلف مدارسها من شغورات ونقص حاد في الاطار التربوي، وتواجه اشكاليات في تأمين أجور المعلمين النواب وفي عدد المدارس نجد أقساما بأكثر من 40 تلميذا في الفصل الواحد ولذلك فالأفضل أن تجد حلولا لهذه المشاكل وتترك مجال الطفولة للمختصين والعاملين عليه منذ سنوات .
واعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحية عددها اليوم، أن مهمة وفود حلفاء الاحتلال الى المنطقة الرامية لنزع فتيل حرب لن تكون كسابقاتها، مبينة أن العمليتين اللتان نفذهما الكيان الصهويني ومسعاه الى تسويقهما على أنهما نجاح عسكري واستخبراتي يبين أن له اليد العليا في الصراع مما يجعلها اليوم تواجه أولى عقباتها وهي عجزها عن ضمان عدم اقدام الاحتلال على التصعيد أوتنفيذ عمليات في المستقبل .
وأشارت، الى رئيس وزراء الكيان واثر عودته من زيارته الى واشنطن يبدو أنه أدرك أن الأفضلية التي منحت له من قبل الادارة الأـمريكية التي تستمر في دعمه المطلق رغم انكبابها اليوم على الانتخابات التي يبدو أن نتنياهو يرغب في فوز دونالد ترامب بها لتحقيق ما عجز عنه خلال الأشهر الفارطة من تنفيذ أجندته المتطرفة .
وبينت، أن رهانات الاحتلال تجعله الطرف الوحيد المسؤول اليوم عن منع اندلاع حرب واسعة في المنطقة، والتي لا يمكن تجاوزها اليوم الا بوقف لاطلاق النار في غزة، مشيرة الى أن هذا بات أبعد مما كان عليه قبل اغتيال هنية، فاستهداف المسؤول الأول عن عملية المفاوضات غير المباشرة لابرام صفقة تبادل الأسرى لا تنسف فقط ما سبقها، بل وتجعل المقاومة في غزة أمام خيارات محدودة تتمثل في الاستمرار في القتال وفتح جبهات جديدة .
وخلصت، الى أن جبهات اذا فتحت ستكون بمثابة الاعلان عن حرب واسعة وشاملة ، باتت القوى الدولية اليوم تنظر اليها على أنها أقرب من أي وقت مضى، على غرار روسيا والصين اللتين يبدو أنهما باتتا تتهيآن لكل السيناريوهات المتوقعة خاصة اذا تعلق الأمر بدخول الولايات المتحدة الأمريكية في حرب مباشرة ضد ايران دعما للاحتلال الصهيوني .