كشف رئيس دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين، سمير الحنيفي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، اليوم الإثنين، أن الوفيات المسجلة مؤخرا بداء الكلب في تونس كانت بسبب كلاب سائبة، وشملت أشخاصا لم يتوجهوا للمراكز الصحية لتقلي العلاج أو لم يتلقوه في الوقت المناسب، وأشخاصا لم يستكملوا البرتوكول الصحي وانقطعوا عنه.
وشدّد الحنيفي على ضرورة التقيّد بكافة الإجراءات الصحية الوقائية من داء الكلب والمتمثلة في المبادرة فور التعرّض إلى خدش أو عضّ أو لحس من طرف أي حيوان، ملقح كان أو غير ملقح، بغسل مكان الإصابة بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة، والتوجّه مباشرة لأقرب مركز صحي عمومي لتلقّي العلاج الوقائي ضد هذا الداء الخطير، مع الحرص على استكماله وتقديم الإفادة اللازمة والدقيقة للمصالح الصحية حول الحيوان المتسبّب في الإصابة حتى تقوم بالإجراءات اللازمة في صورة كان الحيوان سائبا، أما في حال كان أهليا يتم وضعه تحت المراقبة لمدة 15 يوما للتثبت ما إذا كان مصابا بداء الكلب أم لا.
وأشار إلى أن الكلاب السائبة والقطط المنتشرة في مختلف المناطق الريفية والحضرية، في المصبات العشوائية والمزابل والنقاط السوداء، هي المتسبب الرئيسي في الاصابات وفي حالات الوفاة بداء الكلب في صفوف مواطنين، مؤكدا على ضرورة توخي الحذر والتقيّد التام بالبرتوكول الصحي حفاظا على صحتهم وحياتهم.
ولاحظ أن داء الكلب موجود منذ القدم وأن تدخلات وزارة الفلاحة لمكافحته تشمل حملة تلقيح مجانية للكلاب والقطط تتم مرة في السنة، ولكن في حال وجدت كلاب أو قطط لم تتلق بعد تلاقيحها يمكن لأصحابها الاتصال بمقرات دوائر الإنتاج الحيواني الموجودة في كافة الولايات أو بمقرات خلايا الارشاد الفلاحي المنتشرة في كامل المعتمديات.
ولفت، في سياق متصل، إلى أن الحملة الرسمية المجانية لتلقيح الكلاب والقطط تبدأ كل سنة في شهر جانفي، إلا أنّه لم يتم الاقتصار على هذه الحملة خلال السنة الجارية 2024 بل تم تنظيم حملة ثانية متزامنة مع حملة تلقيح الأغنام والأبقار ضدّ الجدري والحمى القلاعية انطلقت في شهر فيفري الفارط وتواصلت إلى غاية شهر جوان 2024 بفتح المراكز القارة لتلقيح الكلاب والقطط المتخلفة عن التلقيح.
وذكر الحنيفي، بالمناسبة أن ولاية القصرين سجلت خلال سنة 2024 حالة وفاة وحيدة بداء الكلب لدى طفل بمعتمدية سبيبة في شهر مارس المنقضي، مع تسجيل إصابة وحيدة بهذا الداء لدى مواطن سنة 2023 ، مُقرّا بوجود حالات إصابة بداء الكلب حاليا لدى عدد من القطط والكلاب.
وقال إن « هذا الأمر غير مقلق، وفق تعبيره، ولكن المقلق هو عدم توجه المواطن لأقرب مركز صحي عند تعرّضه إلى خدش أو عضّ أو حتى لحس لتلقي الاسعافات « الضرورية وتساهله مع هذا الأمر الذي قد يفقده حياته.
يشار الى أن عدد حالات الوفاة بالبلاد التونسية بداء الكلب في صفوف مواطنين بلغت منذ مطلع سنة 2024 إلى غاية الآن 9 حالات وفاة.
وتنتقل عدوى داء الكلب إلى الإنسان من الحيوانات المصابة ويمكن أن تنتقل العدوى بين كل أصناف الثديات من الحيوانات على غرار القطط والكلاب والخرفان والماعز والأبقار وغيرها، علما بأن العدوى تنتقل من الحيوان المصاب إلى الانسان إما عن طريق العض أو الخدش أو اللمس المباشر للغشاء المخاطي للعين أو الفم أو الجروح المفتوحة، كما يمكن للحيوان المصاب أن يكون ناقلا العدوى لمدة 15 يوما قبل ظهور أعراض الإصابة بداء الكلب عليه