تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حول عديد المواضيع التي تهم الشان الوطني من أبرزها ظاهرة الهجرة السرية التي تظل تؤرق التونسيين بعد واقعة غرق قارب مهاجرين في سواحل جربة والتطرق الى المؤشرات الايجابية الصادرة مؤخرا والتي تعكس بداية تعافي الاقتصاد التونسي اضافة الى تسليط الضوء على ضعف نسق الحملة الانتخابية وامكانية ارتفاعها بشكل لافت في الأيام الأخيرة .
وأثارت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها، استفهاما جوهريا حول ظاهرة الهجرة السرية التي استفحلت في بلادنا والتي نلمس تداعياتها بشكل جلي من خلال واقعة جديدة تنتهي بشكل درامي حاد تتمثل في غرق مركب على متنه مجموعة من المهاجرين غير النظاميين وذلك قبالة سواحل جزيرة جربة .
وأضافت الصحيفة، أن تفاصيل هذه الواقعة أعلن عنها المتحدث باسم الادارة العامة للحرس الوطني العميد حسام الدين الجبابلي في تصريح اعلامي، اذ أكد أن وحدات من الحرس البحري تمكنت من انقاذ 29 شخصا حاولا اجتياز الحدود خلسة وانتشال 12 جثة من بينهم ثلاثة رضع كانوا على متن مركب يقلهم الى السواحل الايطالية .
وأكدت في سياق متصل، أن القوات الأمنية والعسكرية تبذل جهودا مضنية في مجابهتها لهذه الظاهرة ومحاولتها الحد منها من أجل درء تداعياتها الخطيرة اقتصاديا وأمنيا وسياسيا واجتماعيا، مشيرة الى أنه تم بالفعل تحصين الحدود الى حد كبير وبالتالي تقلصت أعداد الباحثين عن فرص للابحار خلسىة في اتجاه أوروبا وبالتحديد السواحل الايطالية، الا أن الجهد الأمني على أهميته ليس كافيا من أجل قطع دابر الظاهرة .
وخلصت، الى أن تواتر مثل هذه الأخبار يجعلنا في كل مرة نذكر بأهمية التنسيق مع شركائنا الأوروبيين في هذا الملف بالذات بمنتهى الجدية خاصة وجود مذكرة تفاهم مع الطرف الايطالي والسعي لاقامة منتدى دولي حول الهجرة السرية يحضره الساسة والخبراء والباحثون من أجل تفكيك هذه الظاهرة من ناحية والبحث في جذورها العميقة المنتجة والسعي لايجاد الحلول الناجعة والسريعة وتحميل المسؤوليات للدول المتقدمة للاسهام بشكل ملموس في الحد من هذه الظاهرة وتقليص تداعياتها على الاقتصاديات الهشة في الدول النامية ومن بينها تونس حتى لا تظل تواجه أفواج الراغبين في الهجرة سواء من التونسيين أوالأجانب وفق ما ورد بذات الصحيفة .
واعتبرت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، أن المؤشرات الايجابية التي تصدر بين الحين والآخر تسجل تحسنا تدريجيا يعكسه تحقيق تطور ملحوظ في عديد القطاعات الحيوية بما ساهم في اخراج البلاد من سلم بعض التصنيفات الائتمانية لبعض وكالات التصنيف الدولية .
وأضافت الصحيفة، أن كل هذه المؤشرات تبرز تحسنا على مستوى تطور الانتاج في عديد القطاعات بما يمثل دعما كبيرا لاحتياطات البلاد من العملة الأجنبية اللازمة لتحقيق التوازن المالي مع الالتزامات والتحديات التي “فرضت” على الدولة لسداد نسب كبيرة من الديون التي استطاعت تونس تسديد 81.1 في المائة منها بعنوان سنة 2024، بقيمة جملية بلغت 9989.9 مليون دينار حسب بيانات البنك المركزي، وهو ما أدى الى مراجعة وكاات دولية للتصنيف الائتماني لنظرتها المستقبلية لآفاق الاقتصاد الوطني من سلبية الى مستقرة .
وأشارت في سياق متصل، الى أنه بالرغم من التحسن الواضح على هذه المؤشرات الا أن الرهان القادم بالنسبة للاقتصاد التونسي يبقى مرتبطا بزيادة التحكم بالميزان التجاري، وذلك باتباع اتجاهين أساسيين وهما زيادة صادرات الانتاج التونسي الى الخارج وخصوصا التحكم في العجز الطاقي وزيادة نسبة الاستقلالية الطاقية التي تراجعت الى مستوى 43 بالمائة بالمقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية .
وخلصت، الى أن مواصلة العمل من أجل زيادة تعافي الاقتصاد التونسي وعودة عجلة ديناميكية انطلاقا من السنة القادمة، لا يمكن أن يتحقق ويتجسد الا بعودة انتاح الفسفاط الى ذروته المعهودة قبل سنة 2011، خصوصا وأنه يمثل 20 في المائة من خارطة الصادرات التونسية، اضافة الى ضرورة زيادة التحكم في نسبة الاستقلالية الطاقية من خلال مواصلة تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وبداية الاعتماد أكثر على الطاقات المتجددة مما قد يعجل كفتي الميزان الطاقي.
وتطرقت جريدة(المغرب) في افتتتاحية عددها اليوم، الى نسق الحملة الانتخابية حيث تتنزل الأيام الأربعة المتبقية من عمر حملة انتخابية انطلقت منذ 14 سبتمبر المنقضي بشكل خافت ونسق ضعيف نسبيا مقارنة بالحملات السابقة لللانتخابات الرئاسية ، مشيرة الى أن الحملة الانتخابية لم تشهد في الأسبوعين الأولين أية أحداث كبرى أوتظاهرات شعبية وتجمعات مركزية أوالقاء أي خطابات أوكلمات من قبل أي مترشح في حشود أنصاره أوداعميه، اذ غاب كل هذا تقريبا وحضر بدل ذلك أنشطة ميدانية محدودة.
وأضافت الصحيفة، أن هذا النشاطات التي توزعت على الدوائر الانتخابية ال27 لم تكن كافية لاحداث حركية أوفرض أي ايقاع على المشهد العام للبلاد أوتعبئة الشارع والناخبين الذين انشغلوا خلال الأيام الفارطة بمعاشهم اليومي، وهم اليوم يولون وجوههم الى الشرق لتتتبع أخبار الحرب.
وبينت في سياق متصل، أن هذا الوضع يفرض نظريا على المرشحين الثلاثة أن يستغلوا ما تبقى من عمر حملاتهم لضمان تعبئة ناخبيهم واقناعهم بالتوجه يوم الاحد القادم الى صناديق الاقتراع، وهذا يفترض أن يرتفع النسق بشكل لافت بهدف احداث تغيير في المشهد وكسر حالة الخمول التي أصابت حملاتهم، مشيرة الى أن هذا يحيلنا الى الخيارت الأنسب والممكنة اليوم للمترشحين الثلاثة لاحداث رجة في صفوف الناخبين ولفت أنظارهم اليهم والى خطبهم وبرامجهم الانتخابية وفق ما ورد بذات الصحيفة .