شهدت سواحل منطقة قلالة بجزيرة جربة على طول 3 كلم، نفوق يرقات وبعض الأسماك مختلفة الأحجام، انبعثت منها روائح كريهة، بسبب تعفنها على الشاطئ، ما أزعج متساكني المنطقة والمهتمين بالمجال البيئي والبحارة لتأثيرها على الثروة السمكية.
وقد تحول فريق بحث من فرع معهد علوم وتكنولوجيا البحار بجرجيس، طيلة الثلاثة أيام الأخيرة، لمعاينة الوضعية على السواحل الممتدة من الرصيفات إلى قلالة، ورفع عينات من ماء البحر لإخضاعها للتحاليل اللازمة في مثل هذه الحالات بمخابر فرع المعهد بصفاقس.
وأفادت وكالة تونس افريقيا للأنباء، بأنه حسب المعاينات الأولية والقياسات التي قام بها فريق المعهد، فإن المنطقة التي شهدت نفوق كميات من يرقات صغيرة الحجم، كانت بسواحل منطقة قلالة، مع نفوق كميات صغيرة لبعض الأسماك بشكل غير ملفت للانتباه مع رصد حالة عادية لمياه البحر على مستوى اللون.
وقد تم الكشف عن ضعف للاكسيجين في الماء، الذي من شأنه أن يتسبب في حالة النفوق، وهو بدوره ناتج عن ركود المياه ببحيرة بوغرارة وعدم وجود تيارات مائية كافية لتجديد المياه مع ارتفاع درجة الحرارة، ما يؤدي إلى تكاثر طحالب سامة تمتص الاكسيجان في الماء على حساب اليرقات التي لم تعد تجد الاكسيجين الكافي في الماء فتختنق.
وأكد أن هذه النتائج تبقى أولية في انتظار صدور نتائج تحاليل مياه البحر التي تم أخذها من مواقع مختلفة وتوجيهها إلى مخابر فرع المعهد بصفاقس.
من جهته بين رئيس المجمع الجهوي المشترك لمنتوجات الصيد البحري فتحي نالوفي لوكالة تونس افريقيا للأنباء، رصد حالة نفوق لأسماك من كل الأحجام والكثير من اليرقات ببحيرة بوغرارة على كامل سواحل شبه بحيرة قلالة من المسلخ إلى حدود تربيلا خلال زيارة معاينة أداها يوم السبت المنقضي.
وأشار إلى أنها ظاهرة متواترة وحصلت في جانفي 2021، حيث تم تسجيل نفوق العديد من الأسماك ورصد أكثر من 430 ألف وحدة في اللتر الواحد من الطحالب السامة كارينيا « KARENIA ».
وقال إن هذه الظاهرة تأتي في فصل الصيف أو إثر هطول الأمطار وإلقاء ترسبات الأودية بالبحر، مما يؤدي الى تكاثر طحالب سامة تتسبب في نقص حاد للاكسيجين في البحر ينجر عنه نفوق الأسماك واليرقات، ومع ارتفاع درجات الحرارة يتعمق نقص الاكسيجين ولاسيما بمنطقة قلالة التي تفتقر إلى تيارات بحرية قادرة على تجديد المياه وتحسن الاكسيجين بالماء.
واعتبر أن الحل لتحسين نوعية مياه بحيرة بوغرارة وخلق تيارات بحرية تساعد على ارتفاع نسبة الاكسيجين والحد من تكاثر الطحالب السامة، يتمثل في إضافة على الأقل فتحتين بالقنطرة أو تحت الطريق الرومانية التي يتواصل حاليا تعصيرها ومضاعفتها، وفق تقديره.