تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الأحد، حول عديد المواضيع التي تهم الشأن الوطني من أبرزها تواصل أزمة الثقة في الطبقة السياسية بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتطرق الى مشاركة الوفد التونسي في “كوب 29″ من أجل دعم موقع تونس على الساحة الدولية في مجال العمل المناخي اضافة الى تسليط الضوء على أهمية التبرع بالأعضاء من أجل اعطاء أمل جديد للحياة .
وتطرقت جريدة (الصباح) في مقال صفحتها الثالثة ، الى فشل التحالفات و”التكتلات” بعد الانتخابات الرئاسية الجديدة، حيث أشارعدد كبير من متابعي الشأن السياسي واعترف عدد آخر من السياسيين والناشطين في المجال بضرورة اتعاظ كافة مكونات المشهد السياسي وفهم الرسائل التي حملتها الانتخابات الرئاسية الأخيرة بجميع مساراتها والعمل على تدارك ذلك قبل فوات الآوان من أجل المحافظة على وجود هذه الأجسام الوسطية في المشهد العام لبلادنا خلال المرحلة القادمة، لا سيما فيما يتعلق بالاحزاب السياسية على اعتبار أنها احدى عناصر وشروط الديمقراطية في الدولة.
وأشارت الصحيفة، الى تواصل أزمة الثقة في الطبقة السياسية بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث حمل عدد كبير من التونسيين المسؤولية الى ترسيخ عقلية “الزعامتية” وتمسك بعض الأسماء دون غيرها بمواقعها كعناوين أولى لأحزاب وحركات على امتداد عقود طويلة مقابل غلق المنافذ أمام الشباب والمرأة وظل هؤلاء بالنسبة لهم مجرد رقم انتخابي لاغير، على غرار ما عليه الأمر بالنسبة لحركة النهضة التي يرأسها راشد الغنوشي ومواصلة أحمد نجيب الشابي الانتقال من مشروع سياسي الى آخر بحثا عن موقع قيادي، ليؤدي هذا العامل الى تواتر الاستقالات والانسحابات داخل أغلب الأحزاب مقابل تلاشي ونفور القواعد الشعبية من حولها.
وأضافت في سياق متصل، أن البعض يرى أن محافظة نفس الأسماء ورموز “تيارات” وأحزاب سياسية على التحرك والظهور واحتكار الأضواء في المشهد العام من العوامل التي ساهمت في خلق أزمة ثقة بين المواطن والسياسي ودفعت نسبة كبيرة من التونسيين للالتفاف حول قيس سعيد وترجيح كفته في صندوق الانتخابات الرئاسية لسنة 2019 في مرحلة أولى أوتكرار نفس الموقف والدعم والمساندة الشعبية والواسعة واللامشروطة في الانتخابات الرئاسية يوم 6 أكتوبر 2024 في مرحلة ثانية لتحسم الأمور لفائدته لرئاسة تونس لولاية جديدة منذ الدور الأول وبفارق قياسي في نسب التصويت ضد منافسيه المتحزبين.
واهتمت جريدة ( الصحافة) في ركنها السياسي، باستعداد الوفد التونسي هذه الفترة للمشاركة في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين حول التغيرات المناخية “كوب 29 ” الذي ينتظم من 11 الى 22 نوفمبر 2025 بباكو ، أذربيجان، حيث تابع الوفد في اطار هذه التحضيرات دورة تكوينية بأربعة أيام لضمان تنسيق المواقف والتوجهات حول المسائل المناخية المطروحة وتعزيز موقع تونس على الساحة الدولية في مجال العمل المناخي
وأضافت الصحيفة، أن تنظيم هذه الدورة لفائدة الوفد التونسي الذي يضم جميع القطاعات المعنية بالتغيرات المناخية وأبرز الفاعلين من وزارات ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والخبراء المختصين في المجال يأتي في اطار الاستعدادت لهذا الحدث العام في علاقة بتعزيز الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.
وبينت في سياق متصل، أن بلادنا أصبحت منذ سنوات مصنفة من البلدان التي تقع تحت خط الشح المائي وهي مهددة رسميا بالعطش في غضون السنوات القادمة حيث يتوقع في غضون العقدين القادمين، أن مسألة توفير الماء الصالح للشراب ستكون في صدارة اهتمام تونس وهو ما دفع البلاد للذهاب نحو توخي سياسات كبرى للدولة يتم الاشتغال عليها في اطار استراتجية المياه في أفق 2050 .
وأوضحت، أن النية لأغلب بلدان العالم بما فيها تونس تتجه اليوم لتغيير كبيرفي هذا المجال، فقد ركزت استراتيجيتها المستقبلية على الاعتماد على تحلية مياه البحر لتـأمين حاجيات البلاد من الماء الصالح للشراب، وعلى هذا الأساس هناك من قام بتركيز محطات كبيرة للاستفادة من مياه البحر مثل المغرب وغيرها من الدول الأخرى رغم تكلفتها الباهضة هو التوجه التونسى أيضا في السنوات القادمة والذي شرعت في تنفيذه تدريجيا وسيشمل الشريط الساحلي التونسي .
وخصصت جريدة (لوطون) حيزا هاما للحديث عن التبرع بالأعضاء الذي يعد مسألة صحية عامة وكبيرة ،حيث تتكاثف الجهود لرفع مستوى الوعي العام بأهمية هذا العمل التطوعي، في ظل بقاء العديد من المرضى على قائمة الانتظار للاستفادة من هذه التدخلات التي تمثل في كثير من الحالات فرصتهم الوحيدة للبقاء على قيد الحياة، موضحة أن المركز الوطني للنهوض بزراعة الأعضاء يعمل جاهدا لتلبية هذه الاحتياجات، لكن ثقافة التبرع بالأعضاء لاتزال تناضل من أجل أن تصبح أكثر انتشارا على نطاق واسع في البلاد .
وأضافت الصحيفة، أن النسخة الرابعة من ماراطون “الخطوات الخضراء “الذي تم تنظيمه تحت اشراف وزارة الصحة بالتعاون مع المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء يمثل رمزا قويا للجهود التوعوية المبذولة لتغيير العقليات والتشجيع على التبرع بالأعضاء، مبينة أن هذه التظاهرة الرياضية لا تضم فقط الرياضيين بل أيضا العائلات والمهنيين الصحيين والجمعيات الذين يبذلون جهودهم من أجل قضية مشتركة تتمثل في انقاذ الأوراح .
وأشارت، الى أن تونس تواجه بعض العراقيل الثقافية والأخلاقية التي تساهم في بطء تعميم ثقافة التبرع بالأعضاء، حيث لا تزال بعض المعتقدات الشعبية والتقاليد الدينية تحول دون قبول هذه الفكرة حتى بعد الوفاة الدماغية، مؤكدة على ضرورة تكثيف الحملات الاعلامية للتعريف باهمية التبرع بالأعضاء لانقاذ الأرواح دون المساس بالمعتقدات والتقاليد .