تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الخميس حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني والعالمي على غرار التطرق الى التغيرات في منطقة الشرق الاوسط ودورها في منح، المقاومة الفلسطينية، هوامش للمناورة وتسليط الضوء على اجتماع وزير الاقتصاد والتخطيط بنظيره السعودي على هامش، مؤتمر الاستثمار العالمي بالرياض، اضافة الى الاهتمام بدور الاعلام الوطني في المرحلة الراهنة وفتح ملف النقل العمومي.
اعتبرت صحيفة (المغرب) في مقالها الافتتاحي، أن المتغيرات اليوم في منطقة الشرق الاوسط متعددة بما يمنح المقاومة الفلسطينية هوامش للمناورة والتحرك بهدف تحقيق انتصار سياسي على الاحتلال وذلك ما يبدو أنها تسعى اليه من خلال البيان الصادر عن حركة حماس أو تصريحات قادتها التي تشير الى أنها ستواصل صمودها ومواجهة الاحتلال.
وأضافت أنه اذا أراد الاحتلال انهاء الحرب ووضع حد لخسائره الاستراتيجية عليه أن يذهب الى الحل الديبلوماسي ويقبل بصفقة مع المقاومة مبرزة أن المقاومة تعرض في هذا الاطار مسار التفاوض والديبلوماسية كمسار بديل لانهاء الحرب في ضغط غير مباشر على الاحتلال وداعميه مما يجعلهم في وضعية صعبة رغم رهاناتهم الاستراتيجية التي قد لا تتحقق اذا استمرت حرب الابادة الجماعية على قطاع غزة للسنة القادمة كما أنهما لن يغامرا بالضغط على المنطقة أكثر بالسماح للاحتلال بخوض صراع أطول أمدا في غزة أمام أنظار العالم في منطقة تواجه أزمات عدة تجعلها على شفير عدم استقرار طويل الامد، وفق ما ورد بالصحيفة.
وسلطت جريدة (الصحافة) في افتتاحية عددها اليوم الضوء على اجتماع وزير الاقتصاد والتخطيط، سمير عبد الحفيظ، بعدد من كبار المسؤولين السعوديين بحضور، وزير الاستثمار السعودي، وذلك على هامش، مؤتمر الاستثمار العالمي بالرياض، الذي اختتم، أمس الاربعاءش، بعد انعقاده ما بين 25 و27 نوفمبر الجاري.
وأشارت الى أن عددا من الملاحظين يرون أن مظاهر التعاون التونسي-السعودي تأخذ مسارات متعددة سواء من خلال الاستثمار المباشر أو من خلال الصندوق السعودي للتنمية أو من خلال التعاون الثنائي بين وزارات الدولتين الشقيقتين الى جانب مراهنة قيادة البلدين على هذا التعاون المشترك في مجالات اقتصادية متنوعة.
وبينت أن أبرز المشاريع التي سيعمل الصندوق السعودي للتنمية، على تمويلها عقد اطلاق أشغال انجاز المستشفى الجامعي ‘الملك سلمان بن عبد العزيز’ بمدينة القيروان اثر التوقيع على الاتفاقية من قبل وزارة الصحة التونسية والصندوق السعودي للتنمية في الخامس من سبتمبر الفارط.
وذكرت الصحيفة، أن عدد التونسيين بالمملكة تجاوز ال35 ألف تونسي يعملون في قطاعات التعليم والصحة ويساهمون مع أشقائهم في المملكة في عملية التنمية الاقتصادية مبرزة أن تونس تعد، حسب مسؤولين سعوديين، من الدول الشريكة للسعودية في تحقيق الرؤية التنموية في مجالات التقنية والجامعات والطب وفي المجال الفني والذكاء الاصطناعي.
أما جريدة (الصباح) فقد تطرقت خصصت افتتاحيتها للحديث عن دور الاعلام في المرحلة الراهنة معتبرة أنه يتحمل مسؤولية كبيرة وحقيقية في جهود مكافحة الفساد وكشفه بكل أشكاله وفضح التجاوزات والخروقات وتعرية ألاعيب اللوبيات كما أنه نافذة لرصد كل تقصير أو تخاذل في مختلف المؤسسات والقطاعات حتى يكون دافعا في عملية البناء والتطوير.
وأضافت أن المطلوب اليوم هو اعلام مسؤول يؤدي دوره بفاعلية وفق المعايير والضوابط المهنية ليكون اعلام قرب حقيقي وصحافة جودة فاعلة معتبرة أن ذلك يظل رهين توفير الاليات والمتطلبات وتقديم المعلومة في ابانها وهامش حرية وفق القوانين والتشريعات يسمح بالتحرك في كل الاتجاهات مهما كان حجم المزايدات حتى يكون سلطة رابعة حقيقية في كشف التجاوزات ورصد مكامن الفساد وشتى أشكال الخروقات.
وخلصت الصحيفة، الى أن الاعلام الوطني المسؤول والهادف يجب أن يتحرك على كل الواجهات ويعدل موجاته وذبذباته وخطوطه على الخط الوطني والمصلحة الوطنية بمهنية ومصداقية لا سيما أن المصداقية تبقى ركيزة هامة في مسار البناء والتطوير.
وفتحت جريدة (لوطون) في ورقة خاصة، ملف وسائل النقل العام في تونس معتبرة أنها تلعب دورا أساسيا في الحياة اليومية لملايين المواطنين حيث تعد الحافلات ومترو الأنفاق والقطارات ركائز التنقل الحضري.
وأشارت الى أن شركة النقل ‘ترانستو’ تواصل مواجهة الطلب المتزايد والتحديات اللوجستية، سعيا منها للاستثمار في تحسين خدماتها كما يتضح من وصول حافلات جديدة من فرنسا مشيرة الى أن، مديرة الاتصالات والعلاقات الخارجية في Transtu، حياة الشتيوي، أعلنت هذا الأسبوع عن وصول الدفعة الثالثة المكونة من 75 حافلة مستعملة كجزء من اتفاقية تهدف إلى الحصول على 300 حافلة في المجموع.
وبينت الصحيفة، أنه وعلى الرغم من هذه المبادرات، هناك مشكلة مستمرة تهدد استدامة التحسينات التي تم إجراؤها، تتمثل في تدهور الممتلكات العامة التي تحدث غالبا بسبب أعمال التخريب، حيث يقوم البعض من الشباب، وخاصة في بعض المناطق الحساسة، بتدمير الحافلات ومترو الأنفاق بشكل منتظم، مما يتسبب في أضرار مادية باهظة ويقلل من جودة الخدمات.
واعتبرت أنه من الأهمية بمكان أن يفهم المواطنون، وخاصة الشباب، أن هذه الوسائل ملك لهم، فهي تشكل استثمارا جماعيا يتأتى من الضرائب والميزانيات التي تخصصها الدولة، ومن خلال احترامها، فإنهم يساهمون في رفاهتهم ورفاهة مجتمعهم، حسب ما ورد بالصحيفة.