بمناسبة الذّكرى 76 للإعلان العالمي لحُقوق الانسان، اصدرت وزارة الخارجية التونسية اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2024، بيانا، اكدت فيه احتفالها مع المجتمع الدّولي بذكرى أهمّ وثيقة تُصدرها منظّمة الأمم المتّحدة، مُمثلةً في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي ما يزال، رغم مرور 76 عامًا على اعتماده، المرجعيّة الرّئيسيّة لمنظومة حقوق الانسان في العالم ونبراسًا تهتدي به الشّعوب في تحقيق تطلّعاتها لحياة كريمة وآمنة.
واعتبرت تونس انه ولئن أحدثت الموادّ الثلاثين للإعلان تحوّلات عميقة في إعمَال عديد الحقوق والحرّيّات، فإنّ المجتمع الدّولي لم يتوصل بعدُ الى ضمان تنزيل كافة مبادئ هذا الإعلان على أرض الواقع.
واضافت تونس ان اتّساع فوارق التّنمية بين دُول العالم، في ظلّ نظامٍ مالي دولي غير عادل، وفشل العمل متعدّد الأطراف في مجابهة قضايا تغيّر المناخ والمديونيّة وغيرها، وانتشار التّوتّرات والنّزاعات المسلّحة، يشكلون مصدرا للمخاطر الحقيقيّة التي تُعيق التّنمية البشريّة وتُهدّد الأمن والسّلم الدّوليّين وتنتهك حقوق الانسان في العالم.
وجددت تونس التاكيد على التزامها الرّاسخ بضمان الاحترام الكامل لحقوق الانسان على المستوى الوطني، وانخراطها الفاعل في مختلف المبادرات الرّامية لتعزيز حقوق الانسان وحمايتها على المستوى الأممي والإقليمي، وانفتاحها على التّعاون مع مختلف الآليات الدّولية المعنيّة بحقوق الانسان.
واضافت الخارجية في بيانها، إنّ تونس، التي كانت، منذ القرن التّاسع عشر، رائدة في تكريس المبادئ التي جاء بها لاحقًا الإعلان العالمي لحقوق الانسان، لهي حريصة كلّ الحرص على تجسيد سيادة الشّعب الذي عبّر عن إرادته الحرّة والمستقلّة في مختلف المواعيد الانتخابيّة الأخيرة.
كما اعربت تونس عن تصميمها على استكمال مسار ثورتها عبر تكريس مبادئ العدالة الاجتماعيّة والتصدّي لكافة مظاهر الظّلم والحيف والإقصاء، سَندُها في ذلك الوعي العميق الذي أظهره شعبُها بانخراطه في مواصلة معركة التّحرّر الوطني الكامل والانطلاق في مرحلة جديدة من البناء والتّشييد.
كما اعربت تونس مجدّدًا عن التزامها بمزيد تعزيز الحقوق الاقتصاديّة الاجتماعية والثقافية وتطويرها بما يستجيب لتطلّعات الشّعب التّونسي في الحياة الكريمة والعيش الآمن دون تمييزٍ أو استثناء أو تقييد.
وبخصوص العدوان على غزة، وأمام تواصُل المظلمة التّاريخيّة التي يتعرّض لها الشّعب الفلسطيني منذ أكثر من 76 سنة في إنكارٍ تامّ لحقوقه الوطنيّة الأساسيّة التي أقرّتها كافة الشّرائع والقرارات والعُهود والمواثيق الدّوليّة وفي مقدّمتها الإعلان العالمي لحقوق الانسان، فإنّ تونس اكدت مجدّدا دعمها للنضالات العادلة والمشروعة لهذا الشعب الأبيّ الصّامد من أجل تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلّة على كامل التّراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشّريف.
كما جددت، في هذا الظرف، الدّعوة لوقف حرب الإبادة الجماعيّة بقطاع غزّة ومحاسبة الكيان المحتلّ على كافة الجرائم التي ارتكبها.