أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 19 ديسمبر

تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الخميس، حول عدد من المواضيع التي تخص الشأن الوطني والعالمي على غرار تسليط الضوء على خيار الدولة التونسية اتباع سياسة الاقتراض الداخلي لتمويل خزينتها وتداعيات ذلك على الاستثمار الوطني والتطرق الى أهمية إجراء التقييمات في هذه الأيام الأخيرة من نهاية عام 2024، في كل القطاعات وخاصة منها السياحة، الى جانب طرح استفهام جوهري حول مستقبل القضية الفلسطينية بعد بلوغ مفاوضات الهدنة مرحلة حاسمة وفتح الملف السوري الذي “لم يبح بعد بكل أسراره وممكناته”.

سلطت جريدة (الصحافة) في افتتاحية عددها اليوم الضوء على خيار الدولة التونسية اتباع سياسة الاقتراض الداخلي لتمويل خزينتها في توجه يقوم على التقليص تدريجيا من الدين الخارجي وتبعاته السلبية على الاقتصاد الوطني حيث تمكنت الدولة من خلاص حوالي 86 بالمائة من ديونها الخارجية الى حدود شهر أكتوبر المنقضي ساعدها في ذلك تطور مخزونها من العملة الصعبة نتيجة ارتفاع العائدات السياحية وتحويلات التونسيين بالخارج.

وأضافت أنه حتى وان مثل خيار التعويل على مصادر التمويل الداخلية عن طريق الاقتراض من البنوك التونسية حلا بديلا عن الاقتراض الخارجي وأخف الاضرار بالنسبة للاقتصاد، الا أنه لا يخلو من بعض التداعيات التي أثرت سلبا على الاستثمار الوطني باعتبار تشدد البنوك في منح قروض لتمويل المشاريع وفرض نسبة فائدة مرتفعة.

وأشارت، في هذا الخصوص، الى أن الاستثمار يعد أحد أبرز مصادر خلق الثروة ودفع عجلة الاقتصاد اذ تشير الارقام التي كشف عنها البنك المركزي التونسي أن القروض المسندة لم تتطور سوى بنسبة 3ر3 بالمائة فقط منذ بداية العام الى أواخر جويلية الماضي مما يعني أنه التمويل الاضعف في تاريخ البلاد في العقدين الاخيرين.

وخصصت صحيفة (لابراس) مقالها الافتتاحي للحديث عن أهمية إجراء التقييمات في هذه الأيام الأخيرة من نهاية عام 2024 معتبرة أن ذلك لا يمكن أن يكون إلا شيئا بناءا وايجابيا، حيث يتم رصد جميع الإنجازات والنقاط السلبية لاستخلاص الدروس وتطوير الاستراتيجيات القادمة على أساس متين.

وأضافت أنه من الجيد وضع خطط للإدارة السليمة للشؤون العامة فيما يتعلق بمختلف القطاعات بهدف تعزيزها كما هو الحال مع السياحة التي تظل أحد العوامل القادرة على تعزيز الديناميكية الاقتصادية مشيرة الى أنه من المحتمل أن توفر العروض الرائعة العديد من العناصر اللازمة لتحسين ظروف ونوعية حياة المواطنين أينما كانوا.

وفسرت أن الملاحظة الواردة في الأيام الأخيرة من السنة تشجعنا على مضاعفة جهودنا للمضي قدما وتعزيز الأرقام لتحسين الوضع خلال عام 2025 لتحقيق سعادة كبيرة للتونسيين مع الشعور بالفخر بوطننا المتمسك باستقلال قراراته وباستقلاله، وفق ما جاء بالصحيفة.

أما جريدة (الصباح) فقد تطرقت في مقالها الافتتاحي الى تسارع الاحداث في قطاع غزة مع بلوغ مفاوضات الهدنة مرحلة حاسمة تؤكد جميع الاطراف المشاركة فيها أن حصول اتفاق نهائي بات وشيكا، متسائلة … بأية شروط وبأية تداعيات على مستقبل القضية الفلسطينية وخاصة على تماسك حركات المقاومة التي باتت محاصرة ومنهكة؟.

وبينت أن من شأن هذا الاتفاق، الذي قد يأتي بعد مخاض عسير من المحادثات والمشاورات المضنية، أن ينهي حرب الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل على سكان القطاع منذ أكثر من عام ويضع حدا لمعاناة مئات الالاف من الفلسطينيين الذين باتوا يتلهفون للامن والسلام مع هول ما يعيشونه يوميا من قتل وقصف ودمار وجوع وأمراض، ملاحقين مشردين في العراء دون مأوى بعد انهيار جل المباني السكنية.

وأضافت الصحيفة، أن الخشية من أن يكون هذا الاتفاق، لو حصل، مستجيبا لحكم القوي على الضعيف أو مشابها لاتفاق هش مثل ما حصل في لبنان لا يضمن طموحات المقاومة التي كان سقفها عاليا قبل أكثر من عام من اندلاع ‘طوفان الاقصى’، معتبرة أنه بالنظر الى طول أمد الحرب ونتائجها المدمرة على البنية التحتية والمدنيين داخل القطاع، لن يكون الاتفاق وتفاصيله وانعكاساته مماثلة لنفس الحيثيات والنتائج لو لم تتداخل عوامل ومستجدات عسكرية وسياسية لم تكن أبدا في صالح المقاومة.

وفي سياق متصل، فتحت صحيفة (المغرب) الملف السوري الذي \اعتبرت أنه لم يبح بكل أسراره وممكناته حيث هناك يقين عند جل المتابعين أن مستقبل سوريا سيكون على مقدار حسن ادارة الاختلاف والتنوع العرقي والديني داخلها وبمدى قدرة كل الاطراف على عقد تحالفات وتفاهمات داخلية بدل الاستقواء بالقوى الاقليمية والدولية لحسم الخلافات الداخلية بقوة السلاح كذلك.

واعتبرت الصحيفة أن سوريا اليوم أمام أخطر وأخبث تركة … الهويات الطائفية المنغلقة المتعادية في الداخل والمتحالفة مع الخارج لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد شعور وطني قوي لدى عامة السوريين بالانتماء الى وطن واحد يعيش فيه الجميع متساوين رغم الاختلاف الطائفي، مجتمع تتداخل فيه الجماعات ولا تأسر الافراد داخل هذه المحددات الطائفية مستدركة بالقول ان “مستقبل سوريا لا يحكم فيه الشعب السوري فقط بل كذلك هذه الطوائف التي تملك أغلبها ميليشيات مسلحة مع مناطق سيطرة ومع تحالفات خارجية تطمح كلها للعيش مع سوريا طيعة وضعيفة”، وفق ما ورد بالصحيفة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.